عودة ألمانيا لمحطات الفحم محفوفة بالصعوبات .. المنشآت يأكلها الصدأ

  • 8/28/2022
  • 20:07
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حتمت أزمة الغاز الروسي على ألمانيا العودة إلى الاستخدام المتزايد للفحم قبل الشتاء، غير أن إعادة تشغيل المحطات عملية محفوفة بالصعوبات. منذ أكثر من عام، لم يعد يخرج أي دخان من مصنع موربورج في ضواحي هامبورج "الشمال". وأغلقت هذه المحطة الحرارية، وهي من الأحدث في البلد، في صيف 2021، بعد ستة أعوام لا غير من وضعها في الخدمة، في مقابل مساعدات عامة هدفها الحد من حصة الفحم في مزيج الطاقة المستخدمة في ألمانيا. وعندما قررت الحكومة، إزاء مخاطر اشتداد أزمة الطاقة هذا الشتاء، إعادة تشغيل بعض المحطات للتعويض عن الانخفاض الشديد في إمدادات الغاز الروسي، توجهت كل الأنظار إلى موربورج. لكن سرعان ما أحبطت مجموعة "فاتنفال" السويدية المالكة لها الآمال، مؤكدة هذا الأسبوع أنه "ليس من الوارد أن تفتح المحطة أبوابها من جديد". وقال جودرون بوديه الناطق باسم "فاتنفال" إن "إعادة تشغيل مصنع ما ليست مسألة بهذه السهولة"، مشيرا إلى "الصدأ" الذي لحق بالمنشآت بعد عام من التوقف عن العمل. وسمحت حكومة المستشار الاشتراكي - الديمقراطي أولاف شولتس لـ27 محطة فحم بمعاودة الإنتاج لفترة محدودة، حتى آذار (مارس) 2024. ومنذ إعلان هذا القرار في أواخر حزيران (يونيو)، لم تفتح سوى محطة واحدة أبوابها من جديد بكامل طاقتها، هي محطة ميروم بالقرب من هانوفر "الشمال" التي وضعت في الخدمة مجددا في مطلع آب (أغسطس) بطاقة 690 ميجاواط في الساعة. ويعاني هذا القطاع، شأنه شأن كل القطاعات الصناعية في ألمانيا، نقصا حادا في اليد العاملة. وفي موربورج، "أغلبية العمال الذين تركوا إما وجدوا عملا آخر أو أحيلوا إلى التقاعد"، وفق ما صرح روبرت فاكر مدير المحطة. ويطول "النقص في اليد العاملة مئات الوظائف"، بحسب ما كشفت مجموعة "آر دبليو آي" للطاقة التي تستعد لإعادة فتح ثلاثة معامل تبلغ طاقة كل منها 300 ميجاواط في الساعة. وفي بداية تموز (يوليو)، أعلنت إدارة محطة يينسشفالديه "الشرق"، على بعد نحو 150 كيلومترا عن برلين، أنها تنوي توظيف مائة شخص. وتم تفكيك بعض المحطات جزئيا، ومنها محطة موربورج التي تعتزم خوض مجال الهيدروجين، في خطوة تكتسي أهمية قصوى لمستقبل الطاقة في ألمانيا. ووضعت آلاف القطع الصغيرة المفككة في علب مودعة في غرفة التوربينات وغلف المحرك الدوار بورق ألمينيوم استعدادا لإرساله، أما المحول الذي يتيح نقل التيار إلى الشبكة الذي وضع أمام المبنى، فهو جرد من بعض قطعه. وليس توفير الكربون بالمسألة السهلة، فمستوى المياه المنخفض في أنهر البلد الذي يعاني هذه الفترة جفافا غير مسبوق يجعل من الصعب نقل البضائع عبر الأنهر، ولا سيما منها المواد الأولية. وباتت شبكات النقل عبر الطرق والسكك الحديد شديدة الازدحام. وعلى ضوء ذلك، تعيد محطة الفحم "هايدن 4" التابعة لشركة الطاقة "يونيبر" والواقعة في غرب البلد فتح أبوابها الإثنين لكن ليس بطاقة كاملة. وسيكون تشغيلها "محدودا بسبب عدم كفاية نقل الفحم بسكك الحديد إلى الموقع"، بحسب ما أفادت المجموعة الألمانية بشأن هذه المحطة التي تعد أكبر المحطات الـ27 التي سمحت الحكومة بإعادة تشغيلها. وتنوي شركة "شتياج" المزودة للطاقة إعادة تشغيل محطتين، مع تحديد تشرين الثاني (نوفمبر) موعدا محتملا لمعاودة العمل فيهما. لكنها تلفت إلى أنه سيكون من الصعب الامتثال للقاعدة التي تفرض التزود بمخزون من الفحم القاري يكفي لـ30 يوما من العمل بطاقة كاملة "نظرا للوضع اللوجستي المعقد في مجال النقل بسكك الحديد". ولمواجهة هذه الصعوبات، اعتمدت برلين أخيرا مرسوما يعطي الأولوية لعربات القطارات المحملة بالفحم على تلك الناقلة للركاب، في قرار هو الأول من نوعه في البلد. ويشكل قرار اللجوء المتزايد إلى الفحم نكسة للائتلاف الحاكم الذي يشارك فيه حزب الخضر بحقائب وزارية عدة، منها الاقتصاد. وكانت حصة الفحم في إنتاج الكهرباء في ألمانيا 27.4 في المائة في 2021، في انخفاض مطرد منذ عدة أعوام.

مشاركة :