دوري الأولى.. الهابط مفقود والصاعد مولود!

  • 8/29/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كنت أفكر في كتابة هذا الموضوع منذ أن هبط الأهلي (نقطيا) لكنني ترددت وأجلت الموضوع لأسباب لا تخفى على الحصيف، وأكتبه الآن قبل بدء الدوري، الآن قضي الأمر مع أن الأمر مقضي من قبل لأسباب: أولا: النظام وضع لكي يطبق ويحترم وإذا استثني فريق (أيا كانت مكانته واسمه) فهذا يضع اتحاد القدم في موقف حرج مستقبلا فيما لو حدث ذات الموقف مع فريق آخر، كما أنه يفقد الاتحاد مصداقيته واحترامه للوائحه. ثانيا: أن الأهلي ليس أول فريق يهبط ولن يكون الأخير وهناك فرق أخرى هبطت سواء على المستوى العالمي أو المحلي لها عراقتها وتاريخها فقد سبقه الرياض (أهلي الرياض) والشباب والوحدة والاتفاق والنهضة والقادسية (اندماج الشعلة والوحدة بالخبر) وهذا طبيعي نتيجة ظروفها وتراجع مستواها وبعضها استفاد من هذا الدرس فأعاد بناء نفسه كالشباب وبعضها كـ (المصعد) ومنها من تاه في غياهبها وطواه النسيان. ثالثا: أن الذين طالبوا بزيادة عدد فرق الدوري إلى 18 فريقا غاب عنهم أن المستفيد في هذه الحالة هو الفيصلي وليس الأهلي وأن الموسم القادم لا يحتمل أي زيادة، أما الذين (شطحوا) لزيادة الفرق إلى 20 فهؤلاء تحركهم العواطف أكثر مما تحركهم الأرقام (وهذا له مقال قادم إن شاء الله) رابعا: هذا الموسم لا يحتمل أي زيادة فالمنتخب لديه مشاركة في كأس العالم ومعسكر إعدادي لها ثم كأس الخليج كما أن الأندية لديها مشاركاتها الخارجية ما يعني صعوبة تنفيذ الموسم، وتأكيدا لذلك فقد أعلن اتحاد القدم أن الزيادة ستكون في الموسم القادم ليتمكن من الترتيب والإعداد له. والسؤال المطروح: لماذا الأسى على هبوط فرق معينة دون أخرى وهو أمرر تكرر في أكثر من موسم وليس مع الأهلي فقط! الفيصلي على سبيل المثال في هذا الموسم كان يستحق البقاء وهو بطل كأس الملك الموسم الماضي وأحد ممثلينا في آسيا هذا العام وبحاجة لإعداد جيد من خلال الدوري لكن هذا هو النظام! الآن قضي الأمر وما على الجميع إلا مواجهة الأمر الواقع والتعامل معه وعدم البكاء على اللبن المسكوب، فقد أعطيت الفرصة كاملة للجميع وبالتساوي (30 مباراة) وما حصل هو نتاج عمل موسم كامل بل ربما تراكم مواسم. ودوري الأولى أكثر صعوبة والتنافس فيه أكثر شراسة بين أمل الصعود وهاجس الهبوط ولاحظنا كثيرا أن الجولة الأخيرة تحضر ونصف الفرق أو أكثر مرشح للصعود ومثلهم مهدد بالهبوط! وأعتقد أن هذا الموسم سيكون أكثر قوة فقد استقطبت الفرق العديد من الأسماء والنجوم في مختلف المراكز إلى جانب تواجد الأهلي والفيصلي وطموح الرياض مما يضفي على الدوري أبعادا أخرى. ولعلنا نتوقف عند هذه الفرق الثلاثة: الأهلي: يخطئ الأهلي إذا دخل الدوري باسمه أو بشعور الفوقية على بقية الفرق لأن هذا يعني بقاءه فيه وصعوبة عودته. على الأهلي أن ينظر للدوري كأحد أعضائه ويتأقلم معه. لقد وقف الأهلاويون مع الفريق في آخر مباراة ولو حدث هذا في منتصف الدوري أو عندما لاحت بوادر الهبوط لتغير الوضع. الآن وقع الهبوط والإدارة باقية وعلى الأهلاويين التعامل مع الوضع والوقوف مع فريقهم ونسيان الماضي واعتبار المرحلة مرحلة مراجعة للذات وتصحيح الأخطاء إذا ما أرادوا العودة لمكانهم الطبيعي بل لما هو أكثر. الفيصلي: ما قلناه عن الأهلي ينطبق على الفيصلي في بعض منه على أن الفيصلي يمتاز بكونه صاحب خبرة في التعامل مع دوري الدرجة الأولى فقد عايشه واقعا وإن كان الوضع الآن مختلفا وأكثر صعوبة إلا أن التجربة لها تأثيرها الإيجابي في كل الأحوال. مشاركة الفيصلي في دوري آسيا ستؤثر عليه من حيث الإرهاق وعلى الدوري بتأجيل بعض جولاته وهذا له تأثيره أيضا. صعود أربعة فرق الموسم القادم قد يسهل من مهمة الأهلي والفيصلي لكنه في ذات الوقت ربما انعكس سلبيا إذا ما ركن أي منهما إلى الثقة والاطمئنان المسبق للصعود. الرياض: على الطرف المقابل للأهلي فهو عائد حديثا للدرجة الأولى بعد غيبة ويمني النفس بالعودة لدوري المحترفين. هذه العودة ليست مستحيلة لكنها صعبة في ذات الوقت ويكتنفها الغموض. إذا أراد الرياض ذلك يجب أن يفكر أولا بتثبيت نفسه ضمن الدرجة الأولى قبل التفكير بالصعود. يحتاج الفريق لأكثر من موسم لتهيئة نفسه لدوري المحترفين فدوري الأولى لم يعد كما كان وهو طريق شائك. الفريق بحاجة لأعضاء الشرف قبل أي يوم مضى والبقاء ليس مكلفا ماديا أو معنويا عليهم ومحبتهم لناديهم. يحتاج الفريق لدعم الفريق ببعض العناصر التي تناسب المرحلة وستكون الجولات الأولى محكا حقيقيا له وكشف مدى احتياجاته لتأمينها وتعديلها في الفترة الشتوية.. والله من وراء القصد.

مشاركة :