أرجع عدد من المتعاملين والموردين في أسواق النفع العام وحلقات الخضار بالمملكة أن النقص في المعروض والزيادة الطارئة على أسعار عدد من أنواع الخضروات والمحاصيل بدءا بالورقيات مثل الخس والملوخية والكزبرة والبقدونس وغيرها ثم البطاطس والبصل والباذنجان والكوسة والبامية وغيرها بنسبة تجاوزت 50 % في بعضها خلال هذه الأيام، إلى عدد من الأسباب في طليعتها التأثيرات المناخية المتمثلة في الحالة المطرية التي تسببت في سيول في بعض أماكن الإنتاج أثرت بشكل كبير على المحاصيل، وعلى التوازن المعتاد ما بين معدلات الإنتاج المحلي والمستورد التي يتم توريدها بشكل يومي للأسواق وللمستهلك، وأكدوا بأن الجهود الكبيرة التي تباشرها وزارة البيئة والمياه والزراعة لتعميم الإنتاج الزراعي عبر البيوت المحمية والزراعة المائية بين أوساط المزارعين سيكون لها دور مستقبلي كبير في رفع مستوى الأمن الغذائي في المملكة وتلافي مثل هذه الحالات الطارئة. وقال نائب رئيس اللجنة الوطنية الزراعية بمجلس الغرف ورئيس اللجنة الزراعية في غرفة الخرج المهندس خالد الصبار لـ "الرياض"، أتحدث عن محافظة الخرج التي تعد مصدر ثقل للإنتاج الزراعي بالمملكة وتصنف ضمن أهم الحيازات الزراعية التي تمول السوق المحلية بمختلف المنتجات الزراعية، كان تأثير الظروف الجوية والأحوال المناخية سيئا على المزارعين في فترة مهمة وخلال الأسبوعين الأولين من شهر 8 تأثرت المزارع بالرياح الرملية الشديدة والحرارة والرطوبة وتسبب ذلك بفساد جزء كبير من المحصول أو مجمله في بعض المزارع وهذا أثر بشكل مباشر على معدل التوريد المعتاد من تلك الخضروات للأسواق المحلية وأخل بالتوازن المعتاد ما بين حجم المنتجات المحلية والمستوردة التي تصل للأسواق وللمستهلك.وأشار م. خالد الصبار، إلى أن تأثير الأحوال الجوية والأمطار خصوصا إذا كانت مصحوبة بزخات البرد يظهر بشكل فوري على كثير من المحاصيل الزراعية، مبينا بأن كلفة الزراعة في البيوت المحمية والتي تظهر بوضوح في سلع كالخيار والطماطم التي يبلغ سعر إنتاج الكيلو منها في البيت المحمي 3 ريالات و30 هللة فيما يتم بيعه في الحراج بريال ودون، تدفع بكثير من المزارعين إلى عدم استخدامها وتفضيل الزراعة العادية خصوصا ما بين شهري 6 و8 التي لا تحتاج المحاصيل خلالها إلى استخدام التكييف. وبين م. خالد الصبار، أن عودة الأسعار إلى طبيعتها ستكون سريعة وأن الزيادة الحاصلة حاليا مرتبطة بأحوال الطقس والمناخ ومتى ما تحسنت تلك الأحوال ستعود الأمور إلى نصابها. بدوره قال نائب رئيس طائفة دلالي حلقات الخضار والفواكه بمحافظة جدة المهندس معتصم أبو زنادة، أثرت الحالة الجوية غير المعتادة في مثل هذا الوقت من العام على واردت السوق من الخضروات وخصوصا الورقيات والمحاصيل الحساسة التي يفضل عادة توريدها للسوق فور حصادها لتصل للمستهلك في جودتها الطبيعية، ولعبت الأمطار التي هطلت في فترة الصيف على المنطق الغربية من المملكة على عكس المعتاد في الشتاء دور في تراجع التوريد من المزارع بتلك المناطق، كما أثرت حالة الطقس على المنتجات التي تصل من شمال المملكة ووسطها مثل البطاطس والبصل ومع تراجع المعروض زادت أسعار الورقيات مثل الخس والملوخية والكزبرة والبقدونس وغيرها وأيضا بعض المحاصيل مثل البطاطس والبصل بمعدل يترواح بين 30 % و50 % عما هو معتاد ومثال على ذلك تراوح سعر كيس البطاطس سعة 3 كيلو غرام إما بين 15 و20 ريال في حين كان سعره المعتاد هو 10 ريالات فقط. وأكد، م. معتصم أبوزنادة، بأن الأسعار بدأت رويدا في التراجع إلى وضعها الطبيعي على إثر تراجع حدة الأمطار، مشيرا إلى أن نتائج الجهود الكبيرة التي تباشرها وزارة البيئة والمياه والزراعة لتعميم الإنتاج عبر البيوت المحمية بين أوساط المزارعين بدأت تظهر ومع استمرارها والتوسع في الزراعة المائية سيمكن من رفع مستوى الأمن الغذائي في المملكة وخفض تكلفة الزراعة بتلك الطرق وسيكون له دور كبير في درء تبعات مثل هذه الحالات المتطرفة على المحاصيل لتصل إلى المستهلك بالجودة والسعر المناسبين. خالد الصبار معتصم أبوزنادة