قالت الولايات المتحدة أمس: إن روسيا لا تريد الإقرار بالخطر الإشعاعي الداهم في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، مضيفة أن هذا هو السبب في عرقلة موسكو صدور المسودة النهائية لاتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، "قررت روسيا الاتحادية وحدها عرقلة توافق الآراء على الوثيقة الختامية في ختام المؤتمر العاشر لمراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. فعلت روسيا ذلك من أجل عرقلة الصياغة التي تقر بالخطر الإشعاعي الداهم في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا". يأتي البيان بعد أن عرقلت روسيا اتفاقا، الجمعة الماضي، بخصوص المسودة النهائية لمراجعة معاهدة الأمم المتحدة، التي تعد حجر الزاوية في حظر انتشار الأسلحة النووية، بسبب انتقادات لأفعال موسكو في أوكرانيا. وأكد مسؤولون محليون، أمس، أن المدفعية الروسية قصفت الليلة قبل الماضية بلدات أوكرانية لا يفصلها سوى نهر عن محطة زابوريجيا للطاقة النووية، ما زاد معاناة السكان، إذ أثارت التقارير عن القصف حول المحطة مخاوف من حدوث كارثة إشعاعية. وسجلت وزارة الدفاع الروسية، أمس، وقوع مزيد من حوادث القصف من قبل القوات الأوكرانية خلال الساعات الـ24 السابقة، بعد يوم واحد فقط من تبادل موسكو وكييف الاتهامات باستهداف أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، الأمر الذي أثار مخاوف دولية بالغة. وأوضحت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية "إنرجوأتوم"، أنها ليست لديها معلومات جديدة عن وقوع هجمات على المحطة. وكانت القوات الروسية قد سيطرت على المحطة في آذار (مارس)، لكن ما زال يديرها موظفون أوكرانيون. وصارت المحطة الواقعة على خط المواجهة الجنوبي واحدة من النقاط الساخنة الرئيسة في هذا الصراع المستمر منذ ستة أشهر. وقال حاكم المنطقة أولكسندر ستاروخ، عبر تطبيق تيليجرام أمس: إن القوات الروسية قصفت مباني سكنية في مدينة زابوريجيا الرئيسة في المنطقة، على بعد نحو ساعتين بالسيارة من المحطة، وبلدة أوريخيف الواقعة إلى الشرق منها. وكان ستاروخ قد أبلغ التلفزيون الأوكراني، أمس الأول، بأنه يجري توعية السكان بكيفية استخدام اليود في حالة حدوث تسرب إشعاعي. وجاء في تقرير الجيش الأوكراني اليومي أن تسع بلدات أخرى في المنطقة على الضفة الأخرى لنهر دنيبرو تعرضت للقصف. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها: إن القوات الجوية قصفت مصنعا يتبع شركة موتور سيتش تتم فيه صيانة الطائرات الهليكوبتر. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف: إن تسع قذائف أطلقتها المدفعية الأوكرانية في هجومين منفصلين سقطت على أراضي المحطة النووية. وأضاف في بيان، "في الوقت الحالي، يراقب الفنيون على مدار الساعة الحالة الفنية للمحطة النووية ويضمنون تشغيلها. ما زال الوضع الإشعاعي في منطقة محطة الطاقة النووية طبيعيا". ودعت الأمم المتحدة وكييف إلى سحب العتاد العسكري والأفراد من المحطة لضمان عدم استهدافها. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: إن القوات الروسية حولت المحطة إلى قاعدة عسكرية، ما يعرض القارة بأكملها للخطر، وإنه ليس لها الحق في الوجود هناك. وأضاف على تويتر "يجب على الجيش الروسي أن يخرج من المحطة". وتنتظر الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الموافقة على زيارة مسؤوليها المحطة، التي قال المدير العام للوكالة الخميس الماضي: إنها يجب أن تتم "قريبا جدا". وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة الماضي، من أن الوضع في زابوريجيا ما زال "محفوفا بالمخاطر"، بعد يوم واحد من إعادة توصيل اثنين من مفاعلات المحطة بشبكة الكهرباء، في عملية استغرقت ساعات بعدما تسبب قصف في قطعهما عن الشبكة. وقال الجيش الأوكراني في تقريره اليومي: إن القوات الأوكرانية تصدت لأحدث محاولة روسية للتقدم نحو بلدة سلوفيانسك على الجبهة الشرقية. وأضاف الجيش أن القوات المدافعة عن المنطقة أحبطت محاولات روسية لاختراق الدفاعات حول مدينة باخموت الاستراتيجية لفرض سيطرتها على منطقة دونباس بعد أن استولت موسكو على سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك قبل أسابيع.
مشاركة :