الإسكندرية لسينما البحر المتوسط يستضيف تونس | لمى طيارة | صحيفة العرب

  • 8/29/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من العادات الجيدة التكريمات التي تقدمها المهرجانات للفنانين في حياتهم، فتحتفي بهم بطرق شتى لعل أهمها أن تطلق أسماءهم على دوراتها أو تنجز عنهم كتبا أو أعمالا توثق مسيراتهم التي خطوها على امتداد أعمال كثيرة وسنوات من الجهد والإبداع. وقد وعى مهرجان الإسكندرية الدولي لسينما البحر المتوسط بهذا ما جعله يولي باب التكريمات الاهتمام البالغ. يحتفي مهرجان الإسكندرية الدولي لسينما البحر المتوسط في دورته الـ38 بمئوية علي إسماعيل ومراد منير وسعيد الشيخ. ويتزامن موعد المهرجان، المزمع انعقاده من الخامس إلى العاشر من أكتوبر القادم، مع السنة الثقافية التونسية المصرية، التي اتفق عليها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس التونسي قيس سعيد، والتي بدأت فعالياتها منذ فترة بشكل متواز في تونس ومصر، الأمر الذي جعل من حضور تونس ضيف شرف للمهرجان أمرا محسوما. وفي هذا الإطار سيقوم المهرجان بعرض مجموعة من أحدث الأفلام التونسية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة لدول البحر المتوسط ومسابقة نور الشريف للفيلم العربي، كما سيعقد المهرجان ندوة حول العلاقات الثقافية وخاصة السينمائية بين البلدين الشقيقين بمشاركة عدد من السينمائيين والفنانين. تقول الدكتورة إنصاف وهيبة منسقة البرنامج لـ”العرب” إن “الاحتفال بالسنة المصرية التونسية في مهرجان الإسكندرية سيكون بعنوان ‘الذاكرة‘ بمعنى الرجوع للذاكرة في الأفلام، وسيتم تكريم بعض الشخصيات الكبيرة في السن والتي كان لها دور وعلاقة مع مصر”. احتفاء وتكريمات إنصاف وهيبة: الاحتفال بالسينما التونسية سيكون بعنوان "الذاكرة" وتشير إلى أنه سيقام في هذه الاحتفالية معرضان، الأول معرض منتقى من مجموعة صور للناقد التونسي المعروف خميس الخياطي الذي يعتبر واحدا من أهم النقاد الذين تربطهم علاقة قوية بالفنانين والمخرجين المصرين، والحاصل على دكتوراه عن الراحل صلاح أبوسيف، كما أنه يعتبر من أهم الأقلام التونسية التي كتبت عن السينما المصرية. أما المعرض الثاني، وفق بوهيبة، فسيضم صورا لبعض المخرجين والفنانين والممثلين المصريين الذين خاضوا تجربة عمل سينمائي في تونس، على اعتبار أن هناك العديد من الأفلام المصرية التي تم تصويرها في تونس، وهذا الأمر بحد ذاته سيسمح لنا بالحديث عن تلك الفترة من الإنتاجات المصرية في تونس وسيؤكد على العلاقة المصرية – التونسية الممتدة عبر التاريخ. واختار المهرجان لهذه الدورة إطلاق اسم الفنان محمود حميدة، وهو الأمر الذي يقوم به منذ سنوات، عن تلك الفكرة يقول رئيس المهرجان الأمير أباظة لـ”العرب” “عندما توليت رئاسة المهرجان بداية من دورته الـ29 كان المهرجان قد كرم معظم فناني السينما المصرية، لكن وبمرور السنوات كان هؤلاء الفنانون قد حققوا نجاحات أخرى جديدة، فأردت أن أعيد تكريمهم ولكن بصيغة جديدة تحفظ للمهرجان شكله في تقنين التكريمات فكانت فكرة إطلاق اسم واحد من النجوم على كل دورة من المهرجان”. ويضيف “نجحت الفكرة منذ العام 2014 مع الدورة الـ30، عندما أطلقنا اسم الفنان نور الشريف عليها”، مستطردا “حين سافر الشريف إلى مهرجان دبي للتكريم وسئل عن أهم تكريم ناله في حياته قال تكريم مهرجان الإسكندرية لأنني سأرحل وستبقى الدورة الـ30 تحمل اسمي”. الأمير أباظة: هذه الدورة تحمل اسم النجم محمود حميدة تقديرا لعطائه ويتابع أباظة “بعدها تأكد لدى إدارة المهرجان ضرورة الاستمرار في هذا التقليد من أجل تخليد أسماء هؤلاء النجوم، فأطلقنا على الدروات اللاحقة أسماء الفنانين محمود ياسين ويسرا وحسين فهمي ونادية لطفي ونبيلة عبيد وعزت العلايلي والمخرج علي بدر خان، تقديرا لعطائهم الكبير في الفن والسينما المصرية”. ويضيف “في نفس هذا الإطار نطلق على هذه الدورة اسم النجم محمود حميدة تقديرا لعطائه كممثل ونجم كبير ومنتج قدم مجموعة من التجارب الإنتاجية المختلفة، كما كان له دوره في دعم الثقافة السينمائية عندما أصدر مجلة الفن السابع وأنفق عليها من جيبه الخاص في تجربة فريدة، وأعتقد أن استقرار الإدارة خلال السنوات الماضية كان السبب في استمرار العمل بنفس المنهج”. سيقوم المهرجان بالاحتفاء بمئوية المونتير الراحل سعيد الشيخ، وستقدم الدكتورة غادة جبارة كتابا عنه، وهو أحد أهم رواد المونتاج في مصر والشاهد على تاريخ السينما المصرية المساهم فيه لأكثر من نصف قرن في الكثير من الإنتاجات، من أهم أعماله فيلم “الستات العفاريت” لحسن الإمام، وفيلم “حب وجنون” لحلمي رفلة. كتب وورشات كما سيحتفي المهرجان بمئوية الموسيقار الراحل علي إسماعيل، وستقدم الدكتورة رانيا يحيى الموسيقية والناقدة الفنية كتابا عنه، عن ذلك الكتاب تقول يحيى “تحرص كل عام إدارة المهرجان على وجود كتاب عن أحد أعلام من عملوا في الموسيقى التصويرية للأفلام السينمائية وخصوصا في حال تصادف موعد انعقاد المهرجان مع مئوية أو مناسبة ما ترتبط بهؤلاء الفنانين، وربما زاد الاهتمام بمجال الموسيقى مؤخرا نظرا إلى وجودي ضمن مجلس إدارة جمعية كتاب ونقاد السينما التي تنظم المهرجان”. رانيا يحيى: المهرجان يقدم سنويا كتبا عن أعلام الموسيقى التصويرية وتؤكد الناقدة على أن علي إسماعيل يعتبر أحد أهم من عملوا في مجال الموسيقى التصويرية، معتبرة أنه “قد أثرى الأفلام السينمائية بروائعه الموسيقية على مدار تاريخه وكان له الأثر الكبير في وجداننا وبالتالي الاهتمام والاحتفاء به يعتبر شيئا رائعا ومهما ويحسب لإدارة المهرجان”، مشيرة إلى أن الكتاب سيكشف أهم السمات التي تميز موسيقاه التصويرية، كما سيضم مجموعة شهادات لفنانين ونقاد. وسيحتفي المهرجان أيضا بمئوية الفنان الراحل منير مراد وسيقدم الناقد أشرف غريب كتابا عنه وهو الفنان الذي عمل في العديد من الأفلام السينمائية كمساعد مخرج قبل أن يبدأ مرحلة التلحين للعديد من الأغاني في الأفلام. كما سيكرم المهرجان الإعلامي المصري إمام عمر الذي عمل لسنوات في إذاعة الشرق الأوسط، والمخرج السوداني المقيم في مصر سعيد حامد، إلى جانب النجمة المصرية دنيا سمير غانم والممثلة الفرنسية ماريان بورجو. وسيقيم المهرجان ورشتين تدريبيتين، الأولى ورشة لكتابة الفيلم الكوميدي يقدمها الكاتب عاطف بشاي والمخرجة هالة خليل، التي ستقوم بتدريب المشتركين بالورشة على تكنيك الإخراج للفن الكوميدي، والورشة الثانية في الإخراج وسيقدمها المخرج علي بدرخان. كما سيطلق المهرجان اسم الإعلامي حافظ هريدي الذي توفي من شهور قريبة على المركز الصحافي، ويعتبر هريدي كبير المعدين بالتلفزيون المصري، وكان يشغل منصب رئيس تحرير بقناة النيل الثقافية في قطاع القنوات المتخصصة بماسبيرو، كما يعد أهم رئيس تحرير للبرامج بالقناة الثقافية.

مشاركة :