أعلنت وزارة الصحة الليبية اليوم (الأحد) ارتفاع حصيلة اشتباكات شهدتها العاصمة طرابلس إلى 191 شخصًا ما بين قتيل وجريح، بعد عودة الهدوء داخل أحياء وسط العاصمة. وقالت الوزارة في بيان نشرته عبر صفحتها على موقع ((فيسبوك)) إن إجمالي عدد ضحايا الاشتباكات بلغ 191 حالة توزعت بواقع 32 قتيلا و159 جريحا. وأضافت أن "عدد حالات الايواء داخل المستشفيات بلغ 102 حالة". وكانت وزارة الصحة قد أعلنت في وقت متأخر أمس (السبت) عن سقوط 23 قتيلا و95 جريحا. ويخيم الهدوء على العاصمة طرابلس اليوم، بعد اشتباكات عنيفة اندلعت منذ ليلة الجمعة-السبت بين جهاز حفظ الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي وقوات الكتيبة 777 التابعة لرئاسة أركان الجيش داخل منطقتي شارع الزاوية وباب بن غشير وسط طرابلس، بحسب الإعلام المحلي. وتشهد أحياء وسط طرابلس منذ ساعات الصباح الأولى اليوم هدوءا حذرا بعد توقف الاشتباكات مع عودة الحركة المرورية إلى وضعها الطبيعي، بحسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) في طرابلس. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر الإنترنت أمس (السبت) تبادلا كثيفا لإطلاق النار وإغلاقا لبعض الطرق الرئيسة وسط طرابلس وأضرارا جسيمة بعدد من الشقق المنزلية واحتراق سيارات مدنية. ونجمت هذه الاشتباكات عن قيام مجموعة عسكرية بالرماية العشوائية على رتلٍ مار بمنطقة شارع الزاوية، بحسب ما أفادت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، دون أن توضح انتماءات طرفي الاشتباكات. ونددت حكومة الدبيبة في بيان أمس بـ"ما يشهده وسط طرابلس من اشتباكات عنيفة في أحياء مكتظة بالسكان والمدنيين". وأوضحت أن هذه الاشتباكات تأتي في وقت "تتحشد فيه مجموعات مسلحة في بوابة الـ27 غرب طرابلس وبوابة الجبس جنوب طرابلس، تنفيذًا لما أعلنه المدعو فتحي باشاغا من تهديدات باستخدام القوة للعدوان على المدينة"، على حد ذكر البيان. وكان رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا، قد طالب قبل أيام الدبيبة بتسليم السلطة طواعية والالتزام بالتداول السلمي. وقبل ذلك، قالت حكومة باشاغا إن "حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة انتهت صلاحيتها وليست لها شرعية "، محذرة من أن "كل من يحمل السلاح ضدها سيلاحقه القانون ويحاكم على هذه الجريمة". وأعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أمس عن قلقها إزاء الاشتباكات المسلحة والقصف العشوائي في الأحياء السكنية بطرابلس. وقالت البعثة في بيان صحفي إنها "تعرب عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات المسلحة المستمرة، بما في ذلك القصف العشوائي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين في طرابلس، مما تسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالمرافق المدنية، بما في ذلك المستشفيات". وكانت البعثة الأممية قد حذرت من "التحشيد المستمر والتهديدات باللجوء إلى القوة لتسوية مزاعم الشرعية" في البلاد، ودعت إلى وقف التصعيد العسكري على الفور. وتحدثت تقارير إعلامية محلية خلال الأيام الماضية عن وجود تحشيدات عسكرية كبرى في العاصمة طرابلس ومحيطها وسط مخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة. وذكرت التقارير أن التحشيدات العسكرية المتواجدة بالقرب من العاصمة طرابلس هي لقوات تابعة لحكومة باشاغا، وتطالب رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بتسليم السلطة، بينما ترفض القوات المتمركزة في طرابلس والموالية للدبيبة هذا التحشيد وتصفه بمحاولة لزعزعة استقرار العاصمة. وتواجه ليبيا حالة من الانقسام السياسي في ظل تواجد حكومتين، الأولى برئاسة عبد الحميد الدبيبة منبثقة من اتفاق سياسي قبل أكثر من عام وتعمل من العاصمة طرابلس، والأخرى برئاسة فتحي باشاغا مكلفة من مجلس النواب وتمارس مهامها من مدينة سرت.
مشاركة :