طلعت شناعة وأنا أقرأ رواية الكاتب التركي الساخر عزيز نسين « الحمار الميّت « والتي جاءت على شكل « رسائل « كتبها (الحمار الميت) الذي لا يخاف الذئب، من الدار الآخرة إلى صديقته «ذبابة الحمار الميت» في الحياة. يتناول فيها وقائع موته ونقله إلى المشفى ومن ثم دفنه وما جرى خلال هذه الرحلة من الدار الأولى إلى الدار الآخرة من مفارقات تنقد أوضاعا اجتماعية لا تمت لحقوق الإنسان « ولا حتى لحقوق الحيوان « بِصِلَة في المجتمع التركي. وكالعادة وكما معظم رواياته وقصصه، فقد أبدع « نسين « في سرد الحكاية منتقدا الأوضاع الاجتماعية في زمانه… تذكّرتُ حكايتي مع الحمار، أي ّ حمار، لا احدد مَن كان.. واذا لم تخنّي الذاكرة « المعطوبة «، فقد كان ( أول ) حمار امتطيتُه ولا اقول ركبتُه من باب الاحترام ومراعاة لحقوق الحيوان وحتى لا تغضب مني نجمة السينما الفرنسية في الخمسينات والستينات بريجيت باردو أو ( ب. ب )، وكنت في بداية المرحلة الاعدادية عندما جاء رفيقي في المدرسة ياسر الطيراوي وكان يسكن في منطقة البساتين ب « الرصيفة « حاملا حبوبا الى « المطحنة «.. كنا اولادنا صغارا.. وعرض « ياسر « عليّ « ركوب الحمار « بحيث « اخذ شوط « كما يفعل أبناء الأغنياء عندما يقدمون لبعضهم سياراتهم الفارهة من باب « الكرَم «.. وبالفعل وللدقّة ما صدقت هذا العرض، وأمسك « صديقي ب « الحمار « وربما أوصاه بي خيرا. وسرتُ بكل ثقة في الشارع متأملا ان تراني إحدى الفتيات ف « أستعرض أمامها « أنني « خيّال الحصان، قصدي الحمار «.. لفّيت مشواري وعدتُ وانا سعيد بالتجربة… بعدها بشهر تقريبا، دعاني صديقي « ياسر « إلى « بستان اهله « في منطقة « راس العين « غرب « الرصيفة «.. حيث قضينا وقتا جميلا في قصّ وجني « البقدونس « و» النعنع « بواسطة « المِنجَل «.. وجاءت والدته يومها بالشاي والحليب وقال ياسر هذا من حليب « بقراتنا «.. واشار الى حظيرة الابقار. كنا سعداء بعد ان قضينا وقتا ممتعا في المساحات الخضراء قرب « السّيل «.. وفي ختام الرحلة او كما كنا نسميها، طلبتُ من صديقي « مشوار على الحمار «.. وبالفعل جاء الحمار.. وبدأ ضاحكا، ولم اعرف هل السبب أنا أم لشيء آخر.. وصعدتُ إلى ظهره وكان الشارع ضيّقا بالكاد يسمح بمرور سيّأرة واحدة. في البداية كنتُ مسرورا وكذلك الحمار بقي سعيدا.. وبالغتُ في فرحي.. وفجأة تفاجأنا بسيارة ضخمة من ناقلات « الفوسفات « تعبر الشارع.. وحاولتُ تفاديها واخذتُ أقصى اليمين..حيث الأشواك على جانبي الطريق. وما ان اقتربت السيارة.. حتى وجدتُ الحمار يقفز بطريقة عجيبة ويلقيني فوق الأشواك المُدبّبة.. ويمضي وحيدا. احترتُ هل اضحك على حالي.. أم على حركة الحمار الذي أنقذ نفسه من السيارة ف « ضحّى « بي. نظرتُ إليه وقلت : ( حتى أنتَ يا…. ؟ ). كتبها (الحمار الميت) الذي لا يخاف الذئب، من الدار الآخرة إلى صديقته «ذبابة الحمار الميت» في الحياة. يتناول فيها وقائع موته ونقله إلى المشفى ومن ثم دفنه وما جرى خلال هذه الرحلة من الدار الأولى إلى الدار الآخرة من مفارقات تنقد أوضاعا اجتماعية لا تمت لحقوق الإنسان « ولا حتى لحقوق الحيوان « بِصِلَة في المجتمع التركي. وكالعادة وكما معظم رواياته وقصصه، فقد أبدع « نسين « في سرد الحكاية منتقدا الأوضاع الاجتماعية في زمانه… تذكّرتُ حكايتي مع الحمار، أي ّ حمار، لا احدد مَن كان.. واذا لم تخنّي الذاكرة « المعطوبة «، فقد كان ( أول ) حمار امتطيتُه ولا اقول ركبتُه من باب الاحترام ومراعاة لحقوق الحيوان وحتى لا تغضب مني نجمة السينما الفرنسية في الخمسينات والستينات بريجيت باردو أو ( ب. ب )، وكنت في بداية المرحلة الاعدادية عندما جاء رفيقي في المدرسة ياسر الطيراوي وكان يسكن في منطقة البساتين ب « الرصيفة « حاملا حبوبا الى « المطحنة «.. كنا اولادنا صغارا.. وعرض « ياسر « عليّ « ركوب الحمار « بحيث « اخذ شوط « كما يفعل أبناء الأغنياء عندما يقدمون لبعضهم سياراتهم الفارهة من باب « الكرَم «.. وبالفعل وللدقّة ما صدقت هذا العرض، وأمسك « صديقي ب « الحمار « وربما أوصاه بي خيرا. وسرتُ بكل ثقة في الشارع متأملا ان تراني إحدى الفتيات ف « أستعرض أمامها « أنني « خيّال الحصان، قصدي الحمار «.. لفّيت مشواري وعدتُ وانا سعيد بالتجربة… بعدها بشهر تقريبا، دعاني صديقي « ياسر « إلى « بستان اهله « في منطقة « راس العين « غرب « الرصيفة «.. حيث قضينا وقتا جميلا في قصّ وجني « البقدونس « و» النعنع « بواسطة « المِنجَل «.. وجاءت والدته يومها بالشاي والحليب وقال ياسر هذا من حليب « بقراتنا «.. واشار الى حظيرة الابقار. كنا سعداء بعد ان قضينا وقتا ممتعا في المساحات الخضراء قرب « السّيل «.. وفي ختام الرحلة او كما كنا نسميها، طلبتُ من صديقي « مشوار على الحمار «.. وبالفعل جاء الحمار.. وبدأ ضاحكا، ولم اعرف هل السبب أنا أم لشيء آخر.. وصعدتُ إلى ظهره وكان الشارع ضيّقا بالكاد يسمح بمرور سيّأرة واحدة. في البداية كنتُ مسرورا وكذلك الحمار بقي سعيدا.. وبالغتُ في فرحي.. وفجأة تفاجأنا بسيارة ضخمة من ناقلات « الفوسفات « تعبر الشارع.. وحاولتُ تفاديها واخذتُ أقصى اليمين..حيث الأشواك على جانبي الطريق. وما ان اقتربت السيارة.. حتى وجدتُ الحمار يقفز بطريقة عجيبة ويلقيني فوق الأشواك المُدبّبة.. ويمضي وحيدا. احترتُ هل اضحك على حالي.. أم على حركة الحمار الذي أنقذ نفسه من السيارة ف « ضحّى « بي. نظرتُ إليه وقلت : ( حتى أنتَ يا…. ؟ ).
مشاركة :