بايدن يعيد أمريكا إلى سياسة الاحتواء المزدوج

  • 8/29/2022
  • 09:07
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم‭: ‬ملفين‭ ‬غودمان‭ ‬   أولاً،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬البدء‭ ‬احتواء‭ - ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬احتواء‭ ‬مزدوج‭. ‬يعود‭ ‬الفضل‭ ‬إلى‭ ‬جورج‭ ‬ف‭. ‬كينان‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬مفهوم‭ ‬الاحتواء‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الامتداد‭ ‬الجيو‭-‬سياسي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يستهدف‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي‭.‬ لسوء‭ ‬الحظ،‭ ‬استخدم‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬والاستراتيجيين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬أيضًا‭ ‬فكرة‭ ‬الاحتواء‭ ‬لدعم‭ ‬حملة‭ ‬صليبية‭ ‬أخلاقاوية‭ ‬نيابة‭ ‬عما‭ ‬يسمى‭ ‬العالم‭ ‬الحر‭ - ‬أي‭ ‬الغرب‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬ فالرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الحالي‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬قسّم‭ ‬العالم‭ ‬بغير‭ ‬حكمة‭ ‬إلى‭ ‬استبداد‭ ‬وديمقراطية‭. ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬ينجح‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬تحالف‭ ‬فعال‭ ‬والتاريخ‭ ‬الحديث‭ ‬والمعاصر‭ ‬يشهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬ الاحتواء‭ ‬المزدوج‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬إشكالية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مفهوم‭ ‬وحيد‭ ‬التفكير‭ ‬للاحتواء‭. ‬وجدت‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬هاري‭ ‬ترومان‭ ‬نفسها‭ ‬لفترة‭ ‬وجيزة‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬الاحتواء‭ ‬المزدوج‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬الأربعينيات‭ ‬وأوائل‭ ‬الخمسينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬عندما‭ ‬سعت‭ ‬لوقف‭ ‬أي‭ ‬هيمنة‭ ‬سوفييتية‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬الأوروبي‭ ‬ثم‭ ‬خاطرت‭ ‬بتوسيع‭ ‬الحرب‭ ‬الكورية‭ ‬إلى‭ ‬الصين‭.‬ كان‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الأركان‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬الجنرال‭ ‬عمر‭ ‬برادلي،‭ ‬قد‭ ‬أطلق‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬الكورية‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬الخاطئة،‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬الخطأ،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الخطأ،‭ ‬ومع‭ ‬العدو‭ ‬الخطأ‮»‬‭.‬ أصبح‭ ‬الجنرال‭ ‬دوايت‭ ‬دي‭ ‬أيزنهاور‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬يتخلى‭ ‬عن‭ ‬هدف‭ ‬النصر‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬لسلسلة‭ ‬من‭ ‬الرؤساء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬إعلانه‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬أمريكا‭ ‬الخاسرة‭ ‬في‭ ‬فيتنام‭ ‬والعراق‭ ‬وأفغانستان‭.‬ مارست‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬بيل‭ ‬كلينتون‭ ‬بدورها‭ ‬سياسة‭ ‬الاحتواء‭ ‬المزدوج‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أصغر‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬التسعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬الماضي‭ ‬غير‭ ‬أنها‭ ‬عادت‭ ‬بنتائج‭ ‬مماثلة‭ ‬غير‭ ‬ناجحة‭.‬ أعلن‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬التابع‭ ‬لإدارة‭ ‬بيل‭ ‬كلينتون،‭ ‬مارتن‭ ‬إنديك،‭ ‬رسمياً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬سياسة‭ ‬احتواء‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬والعراق،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬وبغداد‭ ‬لا‭ ‬تستطيعان‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬إمدادات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أو‭ ‬سعي‭ ‬الرئيس‭ ‬بيل‭ ‬كلينتون‭ ‬للمفاوضات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الفلسطينية‭.‬ في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬انتهج‭ ‬الرئيس‭ ‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬الاحتواء‭ ‬المزدوجة‮»‬‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭ ‬والعراق،‭ ‬وهي‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬منيت‭ ‬بالفشل‭ ‬ولم‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافها،‭ ‬إذا‭ ‬باتت‭ ‬إيران‭ ‬اليوم‭ ‬اللاعب‭ ‬الأكثر‭ ‬نفوذاً‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬فشل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬ كما‭ ‬تشهد‭ ‬مشاركتنا‭ ‬العسكرية‭ ‬المطولة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الفشل‭ ‬أيضًا‭. ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نتساءل‭ ‬اليوم‭ ‬عما‭ ‬حدث‭ ‬لـذلك‭ ‬‮«‬المحور‮»‬‭ ‬الممتد‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬إلى‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ‭ ‬الذي‭ ‬أعلنته‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011؟ لسوء‭ ‬الحظ،‭ ‬أعاد‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬إحياء‭ ‬فكرة‭ ‬الاحتواء‭ ‬المزدوج،‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭ ‬والصين،‭ ‬اللتين‭ ‬شكلتا‭ ‬العلاقة‭ ‬الثنائية‭ ‬الأقرب‭ ‬والأكثر‭ ‬تعاونًا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬الخصوم‭ ‬السابقين‭.‬ لقد‭ ‬فهم‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ريتشارد‭ ‬نيكسون،‭ ‬الذي‭ ‬أطاحت‭ ‬به‭ ‬فضيحة‭ ‬واترغيت،‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬هنري‭ ‬كيسنجر،‭ ‬فن‭ ‬موازنة‭ ‬القوى‭ ‬مع‭ ‬موسكو‭ ‬وبكين،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬مع‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‭.‬ لم‭ ‬يُظهر‭ ‬فريق‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬باستخدام‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬موسكو‭ ‬أو‭ ‬بكين،‭ ‬وقد‭ ‬عرقله‭ ‬إجماع‭ ‬من‭ ‬الحزبين‭ ‬على‭ ‬الزيادات‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحديث‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬غير‭ ‬الضروري‭.‬ نتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬تلاشت‭ ‬أهمية‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التسلح‭ ‬ونزع‭ ‬السلاح‭ ‬من‭ ‬الأجندة‭ ‬الدولية‭ ‬لأمريكا،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التسلح‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الرئيسين‭ ‬السابقين‭ ‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬ودونالد‭ ‬ترامب‭.‬ من‭ ‬خلال‭ ‬دعمه‭ ‬لفكرة‭ ‬الاحتواء‭ ‬المزدوج،‭ ‬فتح‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬السياسيين‭ ‬والمثقفين‭ ‬لدعم‭ ‬الاحتواء‭ ‬الأكثر‭ ‬عدوانية‭ ‬لموسكو‭ ‬وبكين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬رحلة‭ ‬النائبة‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬نانسي‭ ‬بيلوسي‭ ‬غير‭ ‬المدروسة‭ ‬إلى‭ ‬تايوان،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تخدم‭ ‬أي‭ ‬غرض‭ ‬استراتيجي‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬ عارض‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ (‬والبنتاغون‭) ‬رحلة‭ ‬بيلوسي،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬قرارها‭ ‬بالمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬سلط‭ ‬الضوء‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬ضعف‭ ‬الرئيس‭ ‬والارتباك‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬الصين‭.‬ في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك،‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست‭ ‬في‭ ‬افتتاحيتها‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يمكنها‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬تفاخر‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬نانسي‭ ‬بيلوسي‭ ‬قد‭ ‬وقفت‭ ‬باقتدار‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬بكين‭. ‬حسنا‭ ‬فعلت‮»‬‭.‬ فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬تمثل‭ ‬تايوان‭ ‬جزيرة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭. ‬لذلك‭ ‬ستظل‭ ‬مسألة‭ ‬توفير‭ ‬الدعم‭ ‬لتايوان‭ ‬تمثل‭ ‬كابوسًا‭ ‬لوجستيًا‭ ‬حقيقيا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬ لحسن‭ ‬الحظ،‭ ‬أرجأ‭ ‬البنتاغون‭ ‬اختبارًا‭ ‬روتينيًا‭ ‬لصاروخ‭ ‬باليستي‭ ‬عابر‭ ‬للقارات‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬‮«‬لمينيوتمان‭ ‬3‮»‬،‭ ‬وأبقى‭ ‬على‭ ‬حاملة‭ ‬الطائرات‭ ‬يو‭. ‬إس‭. ‬إس‭ -‬رونالد‭ ‬ريغان‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬مدخل‭ ‬مضيق‭ ‬تايوان‭ ‬لوعي‭ ‬إدارة‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬بضرورة‭ ‬تجنب‭ ‬التصعيد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانغماس‭ ‬في‭ ‬سلوكيات‭ ‬محفوفة‭ ‬بالمخاطر‭.‬ يواجه‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ‭ ‬تحدياته‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬المحلية،‭ ‬ويفترض‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬مصلحة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬عسكري‭ ‬لمشكلة‭ ‬تايوان‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت،‭ ‬لكنه‭ ‬أحسن‭ ‬استغلال‭ ‬الفرصة‭ ‬التي‭ ‬أتاحتها‭ ‬له‭ ‬نانسي‭ ‬بيلوسي‭ ‬لإظهار‭ ‬القوة‭ ‬الجوية‭ ‬والبحرية‭ ‬والصاروخية‭ ‬التي‭ ‬ستستخدمها‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عرض‭ ‬للقوة‭ ‬ضد‭ ‬تايوان‭.‬ يمكن‭ ‬للرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬بالتأكيد‭ ‬تعقيد‭ ‬الأمور‭ ‬لإدارة‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعملية‭ ‬صنع‭ ‬القرارات‭ ‬الخاصة‭ ‬بأوكرانيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬والاقتصادي‭ ‬لحرب‭ ‬الرئيس‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬دعمها‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭ ‬ولن‭ ‬تقدر‭ ‬سلطات‭ ‬واشنطن‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬المدى‭. ‬ في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك،‭ ‬يضغط‭ ‬خبراء‭ ‬وصناع‭ ‬السياسة‭ ‬والمحللون‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬أكبر‭ ‬للقدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وتايوان‭. ‬دعا‭ ‬العدد‭ ‬الحالي‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مساعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬لتايوان‭ ‬‮«‬لشراء‭ ‬أسلحة‭ ‬أمريكية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬خدمتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مساعدة‭ ‬العسكرة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬تعتقد‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست‭ ‬أن‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬ستجعل‭ ‬تايوان‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬مرونة‮»‬‭. ‬كمحلل‭ ‬استخباراتي‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬المركزية‭ ‬وأستاذ‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬الحربية‭ ‬الوطنية،‭ ‬فقد‭ ‬لعبت‭ ‬شخصيا‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناورات‭ ‬الحربية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالصراع‭ ‬الصيني‭ ‬الأمريكي‭ ‬حول‭ ‬تايوان‭. ‬كانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الخاسر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭. ‬ إن‭ ‬فكرة‭ ‬احتواء‭ ‬الصين‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬وهم‭ ‬خطير‭. ‬استفادت‭ ‬عملية‭ ‬احتواء‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬من‭ ‬الضعف‭ ‬العسكري‭ ‬والاقتصادي‭ ‬الذين‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬الدولة‭ ‬السوفيتية‭ ‬نفسها؛‭ ‬كان‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬يعزى‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الضعف‭ ‬أكثر‭ ‬ويعود‭ ‬إلى‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي‭ ‬وحرب‭ ‬النجوم‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬رونالد‭ ‬ريغان‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭. ‬ تعد‭ ‬الصين‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬إقليمية‭ ‬وقوة‭ ‬اقتصادية‭ ‬عالمية،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬اليوم‭ ‬احتواؤها‭. ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬استفادت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬مارشال‭ ‬لدعم‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬منهارة‭ ‬ومدمرة‭ ‬من‭ ‬أتون‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬مثلما‭ ‬استفادت‭ ‬واشنطن‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬منظمة‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭. ‬في‭ ‬آسيا،‭ ‬لدينا‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬الجيدة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬مصلحة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬الصينية‭ ‬الأمريكية‭.‬ كان‭ ‬عدم‭ ‬استعداد‭ ‬الرئيس‭ ‬الكوري‭ ‬الجنوبي‭ ‬يون‭ ‬سوك‭ ‬يول‭ ‬للقاء‭ ‬بيلوسي‭ ‬مؤشراً‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬سيول‭ ‬في‭ ‬استرضاء‭ ‬الصين‭. ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال،‭ ‬فإن‭ ‬مبادئ‭ ‬الاحتواء‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬ضد‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬سياسة‭ ‬لاحتواء‭ ‬الصين‭.‬   كومونز

مشاركة :