ليوث الركبي الجزائري يحلمون بالسير على خطى "ثعالب" كرة القدم

  • 12/31/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ظلت رياضة الركبي غائبة عن الساحة الرياضية الجزائرية لاكثر من اربعين سنة قبل ان تعود مع جيل جديد من اللاعبين الليوث النشيطين في البطولات الاجنبية وخاصة الفرنسية الذين يحلمون باعادة الروح لهذه الرياضة أملا بالسير على خطى كرة القدم. فكرة اعادة احياء الركبي بدأت سنة 2007 من مدينة نابل التونسية من خلال اول مباراة شارك فيها لاعبون جزائريون ينشطون في البطولة الفرنسية. وتشكلت النواة الاولى للركبي من عبد القادر سفيان وعزوز عيب، وهما جزائريان من مواليد فرنسا، ثم التحق بهما جمعي تباني من مواليد الجزائر. حلمهم كان انشاء منتخب وطني في بلد لا يوجد فيه اي ناد وفقد كل تقاليد هذه اللعبة التي كانت تعرف انتشارا خلال حقبة الاستعمار الفرنسي. وتحقق الحلم يوم 18 كانون الاول/ديسمبر في ملعب احمد زبانة في وهران (غرب) بعد اكثر من خمسين سنة على استقلال الجزائر في 1962. وحملت المباراة الاولى بالاضافة الى رمزيتها فوزا على المنتخب التونسي 16-6 رغم ان الأخير مصنف في المركز ال39 عالميا، بينما لا توجد الجزائر في التصنيف الذي يضم 102 اتحاد وطني. وشكل الفوز مفاجأة جميلة كما عبر عن ذلك رئيس اللجنة الأولمبية الجزائر مصطفى براف لوكالة فرانس برس. في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، اعترف الاتحاد الدولي للركبي بشكل رسمي بالاتحاد الجزائري، والهدف هو المشاركة في كأس العالم باليابان سنة 2019 ليكون اول منتخب من المغرب العربي يشارك في هذه المنافسة. وتحتاج مسيرة منتخب الركبي الى فترة من الوقت بطبيعة الحال الى فترة زمنية لتكرار الانجاز الذي حققه منتخب الجزائر لكرة القدم في كأس العالم الاخيرة في البرازيل صيف 2014 حين تأهل الى الدور الثاني قبل ان يخسر بصعوبة امام نظيره الالماني 1-2 بعد التمديد. وفي المدى البعيد، يسعى الاتحاد الجزائري الى الصعود بمنتخب الركبي الى المركز الثاني في افريقيا مباشرة بعد منتخب جنوب افريقيا احد اكبر المنتخبات في العالم، متقدما بذلك على منتخبات ناميبيا وساحل العاج او زمبابوي التي سبق لها المشاركة في كأس العالم. وبرغم هذه الاحلام الكبيرة، فان رئيس الاتحاد الجزائري عبد القادر سفيان بن حسان اكد ان الامكانات متواضعة سواء من حيث الملاعب او اللاعبين في ظل غياب دوري وطني. فلا يوجد الا لاعبين محليين فقط ضمن التشكيلة التي واجهت المنتخب التونسي، وينشط الباقون في البطولة الفرنسية خاصة والرومانية وحتى النيوزيلاندية. لذلك فان ميلاد الركبي الجزائري مرتبط مباشرة بفرنسا بما ان مزدوجي الجنسية من الفرنسيين الجزائريين هم من احيوا فكرة اعادة هذه الرياضة الى الجزائر بلدهم الاصلي، ابرزهم بن حسان الذي اسس في 2007 نادي ملعب وهران، اول ناد جزائري للعبة منذ الاستقلال. عرفت مسيرة الركبي في الجزائر الكثير من العراقيل حتى ان بعض المسؤولين عن الرياضة لم يرغبوا بسماع اي حديث عنها، بحسب مصدر من اللجنة الأولمبية. وبحسب رئيس الاتحاد فانه من الضروري ان نعيد للجزائريين وللمسؤولين حب هذه الرياضة المجهولة، مضيفا يجب ايضا ان نجد مكانا ووقتا للتدريب مع لاعبي كرة القدم. ومن الطبيعي ان يأخذ ذلك بعض الوقت. وتطلب كل ذلك تسع سنوات من العمل من اجل ان يرى الاتحاد الجزائري للركبي النور. ومن اجل توفير الظروف والاستجابة لشروط انشاء اتحاد، حصل المؤسسون على رخص لانشاء نواد محلية وقمنا بتنظيم ايام تدريبية في العديد من المدن من اجل التعريف باللعبة وجلب الشباب لها، كما اوضح رئيس الاتحاد. وتم انشاء عشرة نواد منذ 2007، ويسعى الاتحاد الان الى توسيع قائمة المنخرطين بضم الرياضة الى المدرسة. وسيشهد 2016 اول بطولة جزائرية للركبي في فئة اقل من 19 سنة بحسب ما صرح مدرب المنتخب الجزائري جمعي تباني للاذاعة الجزائرية الاربعاء.

مشاركة :