ما زالت ديوانية الإنسان الرائع المحب للعلم والثقافة أحمد بن بندر السديري – بعيدا عن كل الألقاب التي يستحقها وزيادة وبعيدا عن عبارات المديح – أقول ما زالت ثلاثية أحمد السديري حبيب الشعب السعودي قاطبة ولَّادة مثمرة في شتى ميادين العلم والثقافة، ذلك الصرح الذي امتد على مدار أربعة عقود ومازال بحول الله وقوته منارة لكل ما هو نافع للمملكة بل وللعالم كله، فنجد هذا الصرح حاضرًا في المجال الديني والمجال الثقافي والمجال الوطني والمجال الأسري في محاضرات يلقيها في قلوبنا قبل مسامعنا رجالات العلم الكبار الذين يتوافدون على ثلاثية أحمد السديري تلك الثلاثية التي تعتبر جامعة متكاملة وأنا أعتبر نفسي فيها طالبًا أنهل من نبعها الصافي الذي لا ينضب بإذن الله تعالى. الليلة ومن أجمل وأنفع ليال ثلاثية أحمد السديري أتحفنا وأبهرنا بعلمه الشيخ الجليل القاضي النبيل العلامة الفقيه الدكتور محمد بن صالح بن علي القاضي، وما أن يأتي اسم هذا العالم الجليل إلا وتتذكر هؤلاء الكبار الموسوعيين فهو واحد من الذين يرتبط اسمه بالفقه والثقافة والعلم. في محاضرة قيمة عن “بيع السلم” ألقاها وعلمنا فيها العلامة الدكتور محمد القاضي عما هو بيع السلم؟ وما صوره؟ وما أشكاله؟ وما إشكالاته؟ بأسلوب رائع مفصل -كعادته في محاضراته-وكلام عذب ونصائح غالية وتفقيه للناس فكان من خير الناس لأنه يعلم الناس الفقه والفهم. عندما تستمع وتتابع محاضرة الدكتور الفقيه محمد بن صالح القاضي عن “بيع السلم” وقد أطلق عليها عالمنا اسم (مشروع) وقال الشيخ: ” وفي الحقيقة أن كل مؤمن صالح يجب أن يكون له مشروع في الحياة” وساق لنا فضيلته أمثلة عديدة لصحابة النبي رضوان الله عليهم جميعا أصحاب المشاريع النافعة للأمة كلها، ولا أنسى حديثه العذب عن الصحابي الجليل صعصعة بن ناجية رضي الله عنه صاحب المشروع النافع للإنسانية حتى قبل إسلامه رضي الله عنه ما كان يسمع بموءودة إلا فداها في جاهليته. هذا ويشجعنا الشيخ محمد بن صالح القاضي على تبني مشروع ينفع الأمة بل الإنسانية، ثم يحدثنا الشيخ عن نماذج معاصرة تبنت مشاريع راشدة نافعة للأمة. ويبين لنا فضيلة الشيخ أن مشروع الاعتماد على بيع السلم في المعاملات المصرفية لهي الحل الأمثل للعديد من المشاكل المعاصرة. محاضرة من أفضل وأنفع المحاضرات التي شهدتها ثلاثية أحمد بن بندر السديري ولو بإمكاني لكتبت عن المحاضرة بماء الذهب لما لها من أهمية كبرى وبسبب المحاضر العلامة الدكتور محمد بن صالح لقاضي صاحب الخلق الرفيع والعلم النافع. وفي الختام لا يسعني إلا أن نوجه عظيم الشكر والفضل لصاحب الفضل أحمد بن بندر السديري وكل رواد الثلاثية ونعدكم بالاستمرار في الكتابة عن ثلاثية أحمد السديري بل وإصدار كتاب عن هذه الديوانية.
مشاركة :