الأستاذ خالد بن حمد بن محمد القصيبي يرحمه الله عرفته عندما كان محافظا لبيش في عام ١٤٠٠هـ ، وكنت يومها أدرس بالصف الثاني الثانوي وكان مبنى المحافظة يقع في مبنى للشيخ قاسم زيلعي بالقرب من المدرسة الجندلية ( مدرسة بيش الابتدائية ). وسبب تعرفي عليه زميل من الشقيق يدرس معي وهو العميد إبراهيم جوني يرحمه الله والذي كان والده يعمل خويا في المحافظة ،وفِي يوم دخلت المحافظة وتعرفت على والده وكذلك سعادة المحافظ خالد القصيبي يرحمهم الله جميعا . الأستاذ الشيخ خالد القصيبي ولد في شهر ربيع الأول عام ١٣٥٩هـ في قرية ( حمرة) من قرى مدينة أبها . عندما تجاوز مرحلة الطفولة وشب أصبح موظفا في محافظة فرسان إلى جانب أخيه عبد العزيز الذي كان ينيبه عنه للقيام بأعمال المحافظة في كثير من الأحايين . ولأنه كان صاحب قلم وجيد الخط والعبارة فهو قد تلقى تعليمه الأولي في الكتّاب ، وهذا انعكس بوضوح على جودة آدائه في عمله الوظيفي الذي قضى جزءا منه في قرية الشقيري بمنطقة جازان إلى جانب والده الذي كان في ذلك الوقت رئيسا لمركز الشقيري. انتقل للعمل في إمارة منطقة عسير في عام ١٣٩٠هـ عندما كان والده قد انتقل إلى أبها ويسكن بها واستمر حتى نهاية عام ١٣٩٣هـ ، ثم عاد لمنطقة جيزان ليعمل رئيسا لبلدية أبو عريش عريش حتى عام ١٤٠٠هـ . وحصل الأستاذ خالد على الشهادة الابتدائية بعد أن أصبح رئيسا لبلدية أبو عريش . وبعد سنوات قضاها رئيسا لبلدية أبو عريش ، صدر الأمر بتعيينه محافظا لبيش . وفِي بيش قضى سبعة عشر عاما محافظا لبيش . وبعد وفاة أخيه عبد العزيز محافظ فرسان آنذاك في يوم الاثنين الموافق ١٤١٧/٥/١٨هـ ، تم نقل الأستاذ خالد القصيبي يرحمه الله محافظا لفرسان ، حيث باشر عمله في يوم ١٤١٧/٧/٦هـ ، وظل محافظا لجزر فرسان حتى انتهت خدماته – بعد فترتي تمديد وإضافة شهرين عليهما . في يوم الخميس ١٤٢٥/٨/٣٩هـ انتقل من منطقة جازان مع جميع أفراد أسرته إلى جدة . وفاته : عاش في مدينة جدة إلى أن وافاه الأجل بعد مرض لم يمهله طويل ، وانتقل إلى جوار ربه يوم الخميس الموافق ١٤٢٧/٧/٢٩هـ .. رحمه الله . يقول الشاعر الأستاذ إبراهيم مفتاح أحد رجالات جزر فرسان : ” إن الراحل الأستاذ خالد القصيبي صاحب خبرة إدارية عقلية تطويرية لا تزال ملامحها في محافظة فرسان ماثلة إلى اليوم “. الأستاذ الشيخ خالد بن حمد القصيبي رجل حوى المحاسن والفضائل من منبت شعر رأسه حتى أخمص قدميه ، رجل متواضع يتعامل مع الناس – الكبير والصغير – تعاملا رائعا ، خرج من بيش والجميع يحبه ويحترمه ويقدره ويتمنى بقاؤه .. رحمه الله رحمة واسعة وجعل الفردوس الأعلى من الجنة نزله.