طالب الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر أتباعه بالانسحاب من أمام البرلمان وإلغاء الاعتصام. وقال في مؤتمر صحفي إن العراق بات الآن "أسيرا للفساد والعنف"، فيما ارتفعت حصيلة المواجهات المسلحة إلى ثلاثين قتيلا في عموم البلاد. طلب رجل الدين العراقي مقتدى الصدر من أنصاره اليوم (الثلاثاء 30 أغسطس / آب 2022) الانسحاب من وسط بغداد واعتذر للشعب العراقي بعد يومين تقريبا من الاشتباكات العنيفة بين جماعات شيعية متنافسة. وقال الصدر في كلمة بثها التلفزيون "ما يحدث ليست ثورة لأنها ليست سلمية. الدم العراقي حرام"، فيما قررت قيادة العمليات المشتركة العراقية رفع حظر التجوال في العاصمة بغداد وباقي المحافظات، وجاء ذلك مباشرة بعد دعوة الزعيم الشيعي بدعوة أتباعه بالانسحاب. وسارع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بعدها إلى الإشادة بدعوة زعيم التيار الصدري بوقف العنف، مؤكدا أنها "تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي". وقال الكاظمي، في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر" اليوم، إن كلمة مقتدى الصدر "تحمل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الأزمات. وقبلها، نفت قيادة العمليات المشتركة في العراق قيام طائرات بعمليات إنزال لقناصين فوق أسطح مباني المنطقة الخضراء. ووفق بيان لخلية الإعلام الأمني، عبر صفحتها بموقع "فيسبوك" اليوم، طالبت قيادة العمليات المشتركة بـ "ضرورة مكافحة الشائعات وعدم نقل الأخبار الكاذبة والملفقة أو إعادة مقاطع فيديو أو صور تعود إلى أحداث سابقة ومحاولة ايهام الآخرين على أنها حصلت حديثاً ". وأضافت قيادة العمليات أن "هناك من يعمد على نشر مثل هكذا مواضيع دون التدقيق فيها، لافتة إلى "تداول بعض مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يدعي من نشره أن هناك طائرات تقوم بعمليات إنزال لقناصين على سطوح مباني المنطقة الخضراء". وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام عراقية بأن المحكمة الاتحادية العليا ألغت، اليوم الثلاثاء، جلسة مقررة للنظر في إمكانية حل البرلمان وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. وكان من المقرر عقد الجلسة اليوم بطلب من التيار الصدري ومستقلين، فيما أفادت مصادر طبية وأمنية بارتفاع حصيلة ضحايا الاضطرابات الأمنية والاشتباكات المسلحة داخل المنطقة الخضراء الحكومية، وفي محيطها، وفي عدد من المناطق والمدن العراقية، إلى 30 قتيلا ونحو 450 مصابا. وشهدت ساعات الصباح الأولى اليوم اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين مسلحي التيار الصدري من جهة والقوات العراقية من جهة أخرى. وينتشر مسلحو وأنصار التيار الصدري في الشوارع المحيطة بالمنطقة الخضراء، قبالة البرلمان العراقي. و.ب / ح.ز (رويترز/ أ.ف.ب / د.ب.أ)
مشاركة :