على أطراف الربع الخالي ثمة فتى يحمل إصرار الدنيا يغادر منطقة الرملة المشهورة بالكثبان الرملية المتعرجة، ملتحفا الظلام الدامس، ومسامرا ليل الصحراء تحت سماء فارهة الجمال، ليقطع أكثر 245 كلم منها 45 من الأسفلت و 200 كلم طريقا صحراويا، في قصة يصعب تصديقها. وبحسب صحيفة عين فإن حزام بن راشد المري الذي يدرس بالصف الثالث الثانوي بثانوية هجرة الخن يبدأ رحلته من بعد صلاة المغرب خلال ثلاثة أو أربعة أيام أسبوعيا ولأن ظروف الاختبارات تختلف فهو يضطر للإقامة عند بعض أقاربه بالقرب من المدرسة حتى انتهاء فترة الاختبارات. وفيما يسعى المعلمون المندهشون لتقديم كل الخدمات الممكنة للطالب يقول هو في بساطة متناهية:” لا أستطيع الحضور طوال أيام الأسبوع. ومسافة 245 كلم ( 45 أسفلت والبقية طريق صحراوي) . مضيفا:” طموحي كبير أوله أن أتعلم وأنشر محو الأمية وسط جماعتي وقبيلتي”. المري لا تنحصر معاناته في ذلك فوالده متوفي ويجاهد للحصول على شهادة المرحلة الثانوية لمساعدة أسرته في مواجهة ظروف الحياة. حول ذلك يقول مدير ثانوية “الخن” إبراهيم النعيم:” المري طالب نموذج. يمتلك العزيمة والإصرار بشكل مبهر”. ويضيف “النعيم”: ” نحاول تقديم كل التسهيلات الممكنة له ماديا وعلميا. يستحق التقدير وحرصنا على تكريمه أمام كل الطلاب كمثال يحتذى به. ووكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : {من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة} سائلا الله العليم أن يوفقه ويسهل له كل الصعاب ويجعل هذا العلم شاهداً له يوم القيامة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: طالب يذهب إلى مدرسته على بعد 250 كلم قادما من قلب الربع الخالي
مشاركة :