اتخذ كتاب وأدباء رأس الخيمة، بطولات الشهداء وطهارة أرواحهم، عنواناً للكثير من قصائدهم ورواياتهم وكتاباتهم، التي تنبع من عمق مشاعرهم ووجدانهم، وصوروا فيها فداء الجنود البواسل في ساحات الوغى، بكلمات اختزلوا بها عمق الوفاء. وألهمهم التاريخ الإماراتي الغني بسير جنود قدموا أرواحهم فداء لتراب الوطن، ونسجوا منها أروع أعمالهم الأدبية وأجملها، ليخبروا العالم بما أنجزوه من عزة وكرامة للوطن وشعبه وقيادته الرشيدة، ورفع الراية عالية خفاقة. اعتمد الأدباء على محاكاة الماضي في ذاكرة الوطن، للاطلاع على مخزونه المشرف من أسماء سامية في سماوات الشهادة في سبيل الله، والحاضر وما فيه من حكمة القيادة وتضحيات الجنود البواسل في أرض المعركة، وعمدوا إلى تفصيل التاريخ وإيضاح اللحظة الآنية لاستشراف المستقبل، بسردهم لبطولات رسمها شهداء الحق والواجب وقدموا أرواحهم ودماءهم تلبية للواجب وفداء للوطن والقيادة الرشيدة. بمستوى المناسبة قال الكاتب هيثم يحيى الخواجة المسؤول الثقافي في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع رأس الخيمة، إن الحديث عن بطولات الجنود في ساحة المعركة وما قدموه من فداء، وشهادتهم في سبيل الله والوطن يغري الأديب والمبدع في أي جنس أدبي وثقافي. وأضاف لا ريب في أن ولوج بوابة الإبداع بموضوع الشهادة، يحتاج إلى عاطفة صادقة وإحساس جيّاش، ورؤية تتعلق بالحاضر والمستقبل، ومما لا شك فيه أن ما كتب عن الشهادة في الشعر خاصة، والمقالة عامة لأن الرواية تحتاج إلى وقت طويل يُثمّن لأنه استطاع أن يكون بمستوى المناسبة. وتابع إذا قال بعضهم إن هذا النوع من الأدب هو أدب مناسبات، فإن القول صحيح، لكنه حقق الهدف، فالكثير من القصائد التي نشرت في الدوريات وصدرت في الكتب، يمكن أن يقف الناقد والقارئ عندها، ويتلمّس جماليات وصوراً وخيالاً رحباً، عدا عن السبك اللفظي، والجملة الجزلة واللغة الحية. عمق المشاعر الشاعر عبد الله السبب رأى أن الأديب هو الصوت الذي يحمل رسالة ذات قيمة كبيرة وعظيمة، عندما يتكلم عن الشهداء في سبيل الوطن والحق ونصرة المظلوم، لأنها تخرج من عمق المشاعر الصادقة، ومن رؤية أدبية وثقافية مبنيّة على حقائق ووقائع. وأكد، أن الشاعر الإماراتي ناصر قضايا الأمة العربية والوطن، وتكلم عن تاريخ عريق مرسوم ببطولات قدمها جنود القوات المسلحة البواسل، دفاعاً عن ترابه، ليتغنّى بالإنجاز المشرّف الذي يفخر به الصغير والكبير. وأشار إلى أن الشعر عندما يخرج من فم أديب درس التاريخ وعايش الحاضر ويستشرف المستقبل، فهو يتكلم عن حضارة وأحداث يجلها الزمان، وبهذا يرسل رسالة للأجيال القادمة بأن يتعلموا ممن عبّدوا لهم الطريق، ليتذكروا تاريخ آبائهم وأجدادهم المجيد، ويتعرفوا إلى أشخاص وأحداث عبرت وطنهم، والشعب يقف شامخاً كالنخلة وسط الصحراء. وأوضح أن السبب هو أن الشاعر والأديب يستشرف المستقبل، لأن الشهادة في سبيل الله والوطن لن تتوقف بما أننا أصحاب قضية وشأن، فالدفاع عن الوطن والحق ونصرة المظلوم على الظالم، أهم قضايانا الوطنية التي تربينا عليها، ونرويها للأجيال. انعكاس للواقع قال المسرحي والسينمائي ناصر اليعقوبي: إن ميدان المعركة وبطولات الجنود البواسل، وتضحياتهم التي قدموها من أجل الوطن والحق، تظهر جلياً على خشبة المسرح، وتحاكي ما سطروه من فداء في سبيل الله وتراب الوطن. وأكد أن المسرح والسينما من الأعمال الأدبية التي تحمل أهمية كبيرة في إيصال رسالة الأبطال إلى الأجيال القادمة، بأن الدفاع عن الوطن من اشرف المهام التي يمكن أن يتقلدها الإنسان، والشهادة من أعظم ما يمكن أن يناله في سبيل الله والوطن، ويضحي بروحه من أجل كرامة شعبه وعزته، لتكون الشهادة والبطولات في المعركة من أرقى ما يمكن أن يقوم به العمل المسرحي. وأشار إلى أن المسرحي، يبحث عن حقائق ووقائع، ويوثق روايات على لسان أبطال شاركوا في ملاحم العز والفخر، أو شهود عايشوا البطولات التي قُدمت في ساحات الوغى، ليصورها بمشاهد تمثيلية تنسجم مع مشاعر الناس وتُريهم واقع التضحيات. وأضاف: للأعمال الأدبية بجميع أشكالها وألوانها دور كبير في إثراء ما قدمه أبطالنا الأشاوس في ساحات المعارك، كما أنها انعكاس لصورة الواقع لهؤلاء الأبطال من منبع المشاعر الصادقة. وذكر اليعقوبي الفيلم التسجيلي الوثائقي القرار من تصويره وإخراجه، عملاً أدبياً يتكلم عن حق وجب الدفاع عنه، وتقديم التضحيات من أجله، ليقدم أول شهيد يروي بدمائه الزكية وروحه الطاهرة أرض الوطن سالم بن سهيل الدهماني، دفاعاً عن الأرض في سبيل الله. وأشار إلى أن هذا الفيلم الإماراتي عن الجزر الإماراتية المحتلة، وكيفية احتلال إيران لها، وهي قصة برواية أهالي الجزر والواقع الذي يعيشونه، وكتب النص الكاتب والشاعر عبد الله السبب، وعلق عليه سعد الياسر. السيف والقلم رأى الشاعر عبد الله حسن الهدية أنه منذ الأزل، في المعركة يبقى القلم رديف السيف، فلا يمكن أن يوجد الحماس للجنود المحاربين في ساحات الوغى، والشعوب التي تنتظر النصر، بدون الكلمة الصادقة المخلصة. وقال إن البطولات التي يسطرها الجنود الأبطال في أرض المعركة، مصدر إلهام ممزوج بالفخر والعزة للشعراء في صناعة سطور تتغزل بفدائهم عن الوطن. وكشف الهدية عن ملحمة شعرية له أنجز 75% منها، لترى النور قريباً يتكلم فيها عن الشهداء وأرواحهم الطاهرة التي تتنعّم في جنات الفردوس، وعن البطولات التي سطروها فداء للحق ونصرة المظلوم. وأكد أن الشعر هو الذي يغرس فينا روح الوطنية، عندما يتغنى الشاعر بالوطن وعزته وتاريخه المشرف، وقيادته الرشيدة التي تسعى دوماً إلى رفع رايته بسواعد أبنائه الأبطال، لذا لا بدّ أن يكون في الصف الأول ليخاطب المجتمع، ويقدم له وصفاً حياً للصورة، بالكلمة النابعة من مشاعر صادقة أمينة. وأشار إلى أن ما يقدمه الجنود من فداء وتضحيات بكل خطوة في أرض المعركة، تقدم للشعر قيمة ثمينة وأبدية يوثقها الحاضر ليحضنها التاريخ وتنير المستقبل، فنحن الشعراء بخيالنا نعيش واقع الأبطال وتحاكي أرواحنا أرواحهم، لنتكلم عن نعيم الفردوس في نيل الشهادة في سبيل الله والوطن، والبطولات التي سطروها وحررت مظلوماً من قبضة ظالم، لنفتخر بإنسانيتنا وقوة إرادتنا على الحق والواجب المقدس. بطولات تاريخية قال الشاعر ناصر البكر الزعابي: عندما تكتب الحروف وتسرد تضحيات الشهداء وبطولاتهم، تنبع من مشاعر صادقة تحاكي أرواحهم الطاهرة التي تنعم في جنات الفردوس، فالمثقف والكاتب والمبدع يرسم بقلم مشاعره الصادقة تجاه وطنه وأبنائه. وأكد أن شعراء الإمارات مثال يحتذى في معاني التكريم والوفاء وتخليد سيرة الأبطال، حيث يصورون التضحيات التي يقدمها الجنود الأبطال في أرض المعركة، بملاحم شعرية تثري الحماس لأجيال متعاقبة في حب الوطن وفداء ترابه. وأشار الزعابي إلى أن القصائد الشعرية تغازل البطولات التاريخية التي قدمها جنود الإمارات دفاعاً عن أرض الوطن، مبيناً أن القلم لا يتوقف عن التغني بمواقف أشخاص يتشرف بها الوطن والشعب على مرّ العصور ولآخر الأزمان. فاطمة المعمري:توثيق الأسماء السامية من جهتها قالت الشاعرة والأديبة فاطمة المعمري، إن الشهيد موضوع ينظر إليه الشاعر من جانبين الأول إنساني؛ فهو رجل غادر الحياة تاركاً خلفه الكثير مما يعنيه بشكل شخصي ليربح ما هو أسمى وأجل بالمعنى الوطني، فالشاعر يتألم من رحيل الأرواح وينعاها ويواسي أهلها، والجانب الثاني هو أن الشهيد أحد رموز الوطن التي نتشرف ونفتخر بها كما هو العلم، وهنا يتغنى الشاعر بأرواح ثبتت جذور الوطن ورحلت إلى السماء بعزة، فقصائد الشهداء تبحث عن مفردات تليق بهذه القامات ويتغنى بها، ويبتعد عن الحزن، لأنه يتحدث إلى أرواح تسكن الجنة شامخة وعزيزة. الشعر هو سجل التاريخ الذي يوثق كل لحظة من حياة أشخاص عاهدوا الله والوطن على الفداء في سبيلهما، والشاعر يحمل على عاتقه مهمة تخليد هذه اللحظات من العطاء، وتوثيق الأسماء السامية لتخلد في التاريخ والدواوين وتنقل سيرة الوطن إلى ما بعد عصور قادمة، لذلك فهو الأول المعني بتسطير الملحمة وذكر مناقب شهدائنا الأبرار.
مشاركة :