حوار: أميرة عبد الحافظ تقدم شاشة الشارقة سنوياً من الأعمال ما يجعلها خير مثال للإعلام الهادف المتنوع ما بين علم وثقافة وترفيه متزن، لذلك نجحت في استقطاب فئات متعددة من الجمهور كباراً وصغاراً من خلال خريطة برامجية تضم من البرامج والأعمال التلفزيونية ما يلبي رغبات الجميع. نجحت القناة في جذب الجمهور من خارج الدولة بفضل تميز بعض برامجها، وخير مثال على ذلك برنامج منشد الشارقة الذي يشهد سنوياً مشاركات من كل دول العالم، أما البرنامج الأهم والذي وضع تلفزيون الشارقة في قلب خريطة الإعلام المميز فكان الخط المباشروالذي يعد خير دليل على التلاحم والاتحاد ما بين القادة والمواطن. المزيد من التفاصيل عن حصاد تلفزيون الشارقة خلال 2015 في الحوار التالي مع المدير العام لمؤسسة الشارقة للإعلام الدكتور خالد عمر المدفع. } ما الأعمال التي مثلت الأحصنة الرابحة في القناة عام 2015؟ - يتميز تلفزيون الشارقة التابع لمؤسسة الشارقة للإعلام، بدوره في تعزيز حضور القيم المختلفة للإمارات، ودعم توجهات الأسرة والمجتمع، وتقديم محتوى إعلامي هادف، ما يجعل منه منبراً أميناً يستقطب جمهوراً واسعاً داخل الدولة وخارجها. ويحرص التلفزيون على اختيار برامجه بعناية وترو، لتقديم الإعلام المسؤول لمشاهديه، ويعد منارة ثقافة وأدب وعلم، وهذا ما يحاول دائماً ترجمته في طبيعة اختيارات البرامج والمسلسلات ذات الجودة العالية التي تعرض على شاشته، والتي تحمل مضامين تتوافق مع رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. أما بخصوص الأعمال التي حققت نسب مشاهدة عالية فهي كثيرة، ولكن أبرزها برنامج الخط المباشر من الإنتاج المحلي للمؤسسة، ويحظى باهتمام مباشر من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، فهو خير مثال لسياسة الباب المفتوح التي يتبعها سموه مع المواطنين، فكم من مشكلات قدم لها سموه الحلول الفورية عبر مداخلاته الهاتفية التي شكلت علامات فارقة في حياة الكثير من المواطنين، وهي أيضاً تؤكد الدعم المستمر والرعاية الكريمة التي يوليها سموه لضمان العدل الاجتماعي وتقديم العطاء الإنساني والتركيز على دعم وتنمية الإنسان باعتباره عصب النهضة الشاملة. إضافةً إلى برنامج في الشارقة، وخواطر لأحمد الشقيري، والبرنامج الهادف منشد الشارقة الذي بات جواز سفر يمنح حامله أحقية التواجد على ساحة الإنشاد العربي والعالمي. إلى جانب المسلسل السوري باب الحارة، وغيره من المسلسلات، وبالطبع هناك برامج أخرى تلقى متابعة جماهيرية عالية، خاصة تلك التي تتصل بحياة الناس. } يأخذ شهر رمضان الكثير من الأهمية والتحضيرات في مختلف القنوات، هل تعطينا لمحة عن أهم ما قدمتموه؟ - تعودنا على تخصيص دورة برامجية متكاملة تتواءم مع طبيعة وروحانية الشهر المبارك، وخلال رمضان الماضي قدمنا 21 برنامجاً مخصصاً لرمضان فقط، إضافة إلى برامج التلفزيون المعتادة، وتضمنت: البرنامج المحلي الجماهيري اليومي مدفع الإفطار، والنيشان التراثي، وبرنامج الطهي مقادير، والترفيهي التثقيفي في الشارقة، وهناك أيضاً روح القائد الذي استعرض مفاهيم وصفات القائد، ولا نأسف على الإزعاج عن الصلاة بطريقة ومفهوم جديدين من خلال الكتاب الشهير كيمياء الصلاة، وأجمل مساجد العالم، وإنها النبوة مستعرضاً جوانب من سيرة الرسول الأكرم، صلى الله عليه وسلم، وورقات عن السنن الغائبة في حياة الناس، وغيرها.. } هل هناك نية لتغيير الخريطة التلفزيونية في العام الجديد؟ - النية موجودة دائماً، لأننا ندرك أنه لا ثبات على شكل معين في الإعلام عموماً، في ظل ما نشهده من تطورات على أرض الواقع، وهذا بلا شك يجب أن ينعكس على طبيعة ما يقدم من برامج على الشاشة، وقد تعودنا في الشارقة الوقوف بين الفترة والأخرى ومراجعة ما قدمناه، وقياس مدى نجاح كل برنامج وقدرته على التأثير في الجمهور، ولذلك فنحن نتبع أسلوب الدورة البرامجية التي تتغير معطياتها وفقاً لمتطلبات الجمهور، فقد تشهد ظهور برامج جديدة وغياب أخرى، وتقديم مواسم جديدة من برامج تُبث، بحيث نضمن من خلالها التجديد والمحافظة على أهداف القناة، ومراعاة أن التلفزيون يدخل كل بيت ليس داخل الإمارات وحسب ،وإنما بيوت ناس كثر في دول أخرى، وندرك أن رسالة الإعلام مؤثرة، وهو ما نحاول دائماً أن نبرزه من خلال تقديم برامج ذات صبغة تجمع بين الترفيه والتثقيف. } الأعمال الكرتونية حاضرة أيضاً، فأيها حقق صدى لدى الجمهور خلال العام؟ - الحديث عن الأعمال الكرتونية، يقودنا نحو الحديث عن الأطفال وهم جمهور لا يمكن الاستهانة به، ليس من حيث العدد فقط، وإنما من الناحية الفكرية أيضاً، فالطفل ذكي ويتمتع بقدرة تمكنه من التفريق بين الخطأ والصواب، وبالتالي لا يمكن إقناعه بسهولة بأي برنامج سواء كان كرتونيا أو عاديا. وبالنسبة لنا فنحن نراعي هذه المسألة بشكل دائم، خلال عملية اختيار الأعمال الكرتونية تحديداً، والتي نراقبها جيداً، لأنها من أسهل البرامج التي يمكن من خلالها تمرير الرسائل للطفل، ونضع دائماً نصب أعيننا ضرورة عدم وجود عنف فيها، وعدم حملها لرسائل قد تكون مؤذية فكرياً للطفل. ولذلك نتروى كثيراً عند اختيار أي برنامج كرتوني سنعرضه على شاشتنا، وهنا يجب أن ننوه بأننا لا نهتم كثيراً بكم البرامج الكرتونية التي نعرضها، بقدر اهتمامنا بنوعيتها ومضمونها، خاصة وأن الكرتون لم يعد مخصصاً للأطفال وإنما بات يشمل الكبار أيضاً، ولذلك نكتفي أحياناً بعرض برنامج واحد، نشعر بأنه قادر على إيصال المعلومة الجيدة للطفل ويقدم له أيضاً الترفيه المطلوب. وخلال 2015، عرضنا الكثير من الأعمال التي استطاعت أن تحقق التفاعل المطلوب جماهيرياً، ولعل أبرزها مغامرات زينة ونحول، وإبراهيم الخليل الذي يسلط الضوء على سيرة إبراهيم عليه السلام، وقصص الآيات وغيرها. } البرامج الصباحية حاضرة على كل القنوات، كيف جعلتم من صباح الشارقة برنامجاً ثابتاً بنكهة خاصة؟ - نحن نؤمن بأن أي برنامج يظهر على تلفزيون الشارقة، يجب أن يكون له هدف واضح، وألا يستهدف شريحة معينة بقدر ما يستهدف العائلة بأكملها، فكما ذكرت سابقاً أننا ندخل كل بيت، وهذا يعد مسؤولية كبيرة نتحملها، والأمر لا ينطبق فقط على البرامج الصباحية وإنما على كافة المواد الإعلامية التي تقدم على شاشتنا، وسر نجاح صباح الشارقة يكمن في المحتوى المقدم فيه، والذي يجمع بين المادة الخفيفة والترفيهية والثقافية التي تحتاج إليها ربة البيت وعائلتها، فلا يمكن خاصة في وقت الصباح تقديم وجبات إعلامية ثقيلة للمشاهد، ولذلك وجدنا أنه من الأفضل أن نناقش في هذا البرنامج طبيعة اهتمامات الناس من النواحي الصحية والاجتماعية والأسرية، بطريقة تكون مغلفة بالمتعة والفائدة التي يمكن للمشاهد أن يحصل عليها من خلال طبيعة المقابلات التي يشهدها البرنامج، الذي يمتد على مدار 90 دقيقة. } لديكم اهتمام كبير بالمنتج المحلي مع الحفاظ على تقديم أعمال درامية عربية، فما أكثر الأعمال نجاحاً؟ - الدراما تنطبق عليها القواعد التي تنطبق على البرامج اليومية والأسبوعية التي نعرضها على شاشتنا، وتعودنا عدم الدخول في سباق مع القنوات الأخرى في سبيل الحصول على حقوق العرض الحصري أو العرض الأول وخلافه، ونفضل دائماً التروي ومراعاة ما نقدمه للعائلة حتى في الدراما، التي نحرص فيها على اختيار أعمال ذات جودة عالية في تصويرها وإخراجها، والأهم من ذلك أن تكون قصتها جيدة، ونوفر أعمالاً تتناسب مع الأسر الإماراتية والخليجية والعربية، فمثلاً عرضنا المسلسل المعروف باب الحارة، والخليجي حال مناير، وحنايا الغيث. } قناة الشارقة تبدو للوهلة الأولى ثقافية فقط، ولكن من يتابعها يجدها متنوعة، كيف حققتم هذه المعادلة؟ - منذ اللحظة الأولى التي قام بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، بافتتاح تلفزيون الشارقة في فبراير/ شباط 1989، ونحن نعتبر أنفسنا ضيوفاً في كل بيت إماراتي وعربي، ولذلك وجب علينا أن نراعي متطلبات هذه الأسر، ومواكبة تطلعاتها، واتخذنا على عاتقنا تقديم كل ما هو مفيد ومتنوع، وحرصنا أن نراعي حرمات هذه البيوت التي ندخلها بدون استئذان، وأعتقد أن هذا هو التحدي الأصعب بأن تكون قادراً على شد اهتمام المشاهد الذي بات يمتلك الكثير من الخيارات، ولكسب هذا التحدي أعتقد أنه لا بد من معرفة طبيعة ما يتطلع إليه من برامج وأخبار ومسلسلات وأفلام.. وتقديمها له بشكل متجدد. والسبب الآخر لنجاح الشارقة في تحقيق هذه المعادلة، يكمن في طبيعة المحتوى الملتزم والمتنوع، والاعتدال في كل شيء، وهو ما ساهم في تحويل التلفزيون إلى أن يكون منارة من منارات الثقافة والفكر والأدب والقيم الأصيلة في مجتمع الإمارات والمنطقة عموماً.
مشاركة :