قال ناصر بوشبا، رئيس جمعية التعاون والتنمية الإفريقية ـ الصينية المغربية، مؤخرا إنه في ظل قيادة الحزب الشيوعي الصيني قطعت الصين شوطا كبيرا في التخفيف من حدة الفقر والابتكار التكنولوجي، ولم تنفع الإنجازات الضخمة في هذا المجال للشعب الصيني فحسب، بل ساهمت أيضا بشكل فعال في مسعى الحد من الفقر في البلدان الإفريقية. وترسخت مقولة "اطلب العلم ولو في الصين" المنتشرة في العالم العربي وتشبه بذرة أمل، في قلب بوشبا منذ الصغر. وفي عام 1995، بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، انتقل بوشبا إلى الصين للدراسة، ودرس وعاش في بكين وقوانغتشو وأماكن أخرى لأكثر من 20 عاما، وقال "على أرض الصين، أشعر دائما بالتطور والتغييرات والقدرة على المضي قدما". وبعد عودة بوشبا إلى المغرب، أسس جمعية التعاون والتنمية الإفريقية ـ الصينية المغربية لتعزيز التعاون المغربي الصيني والتعاون الإفريقي الصيني. وفي السنوات الأخيرة، شارك بوشبا تجربة الصين في الحد من الفقر مع الشعب المغربي عدة مرات من خلال المشاركة في الندوات وكتابة المقالات، وقال "تعلمنا من تكنولوجيا وخبرة إدارة صحراء كوبوتشي، وأنشأنا بنجاح مزرعة تجريبية للزراعة بالمياه المالحة بين الصين وإفريقيا في منطقة الصحراء الكبرى في جنوب شرق المغرب، الأمر الذي سيجلب الأمل في الحد من الفقر ودفع التنمية". ويُظهر التقييم، أنه باستخدام تقنية تحلية المياه قليلة الملوحة وتكنولوجيا تحسين التربة من الصين، يمكن خفض الاستهلاك السنوي للمياه لكل شجرة نخيل محلية من 600 إلى 200 لتر، مع توقع بتحقيق أرباح بين 100 و200 دولار. وقال بوشبا إن الصين، بصفتها أكبر دولة نامية، نجحت في تحقيق تنمية سريعة من خلال الاعتماد على قوتها، وقدمت مساهمات بارزة في تعزيز الصوت الدولي للدول النامية. كما تظهر ممارسات الصين أن الدول النامية يجب أن تلتزم بمسار التنمية الذي يتناسب مع ظروفها الوطنية، ويجب أن يتم اختيار هذا المسار من قبل شعوبها. وأوضح بوشبا أن مفهوم الصين لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية ومبادرة "الحزام والطريق" ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي جميعها تحمل روح الحكمة الصينية، وقد أشارت إلى اتجاه النهوض بقضية التنمية العالمية والتعاون الإنمائي الدولي. وفي يناير الماضي، أصبحت المغرب أول بلد شمال إفريقي يوقع خطة تعاون مع الصين لبناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك، وقال بوشبا "المغرب والصين ستعززان التوافق الإستراتيجي وستجريان المزيد من التعاون العملي في البنية التحتية واللوجستيات والتجارة والاستثمار والزراعة والتعدين والطاقة". مضيفا أن التعاون الإفريقي الصيني أدى بشكل فعال إلى تحسين حياة السكان المحليين وجلب المزيد من فرص التنمية للمغرب.