جورج بهجوري.. نصف قرن من السياسة والسخرية

  • 1/1/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عصام أبو القاسم (الشارقة) اختتم أمس المعرض الخاص بأعمال الفنان المصري المعروف جورج بهجوري (مواليد 1932) الذي استضافته إدارة متاحف الشارقة منذ 11 نوفمبر الماضي بمتحف الفنون، وذلك في إطار البرنامج الذي تنظمه الإدارة منذ ست سنوات تحت عنوان «علامات فارقة» ويهدف إلى الاحتفاء بتجارب مبدعي الفنون الجميلة في الإمارات والشرق الأوسط. المعرض الذي غطى ثلاثة طوابق في صالة المتحف المتدرجة ضم نحو 90 عملاً فنياً أنجزها الفنان المصري الذي يتميز بحيوية عالية، وتتنوع هذه الأعمال بين الرسم والنحت والنسج والتصوير، وهي تتجلى في أسلوبيات عدة أيضاً بين التعبيرية والتكعيبية والكاريكاتورية، كما تقارب مراحل مختلفة من التاريخ الاجتماعي والسياسي المصري، بخاصة حقبة الستينيات والسبعينات من القرن التي يستدعيها الفنان عبر رمزياتها السياسية ولكنه أيضاً ينفتح إلى مشهد مصر المعاصرة وخصوصاً السنوات الثلاث الأخيرة، حيث يسجل حراكها الثوري الشبابي عبر ما عرف بـ«ثورة يناير». وبهجوري الذي بدأ الرسم مبكراً كتب الرواية واشتغل بالتمثيل أيضا وقد ولد في قرية بهجورة في صعيد مصر، انتساباً إليها غيّر اسمه الحقيقي «فلتس» إلى «بهجوري»، بيد أنه يعتبر أن ميلاده الثاني كان في باريس التي انتقل إليها 1969، حيث كانت تعيش أبهى أيامها الثقافية وتزدهي بأعلام الفن والأدب والجمال. وخلال ثلاثة عقود، هي مدة أقامته في العاصمة الفرنسية، طوّر بهجوري اشتغالاته الفنية أكثر وتعمق أكاديمياً في ذاكرة الفنون الجميلة، هو الذي رسخ، إلى جانب آخرين، شخصية فنان الكاريكاتير في مجلات مصرية مثل «روز اليوسف» و«صباح الخير»، خمسينات القرن الماضي، وقد استحق لقب بـ«جد الكاريكاتير المصري». المعرض الذي جاء بتنسيق أمين متحف الشارقة للفنون علياء الملا بدا مصنفاً على نحو تاريخي، من الستينيات إلى الوقت الراهن، ويظهر في المراحل الأولى للفنان، تركيزه على ثيمات اجتماعية ودينية، مثل «المسجد» و«أولاد الحارة» و«الشعب المصري» و«القلب المقدس» و«الميكانيكي» و«الشجرة» وسواها. لكن بهجوري يبدو معنياً أيضاً بوجوه الساسة والفنانين والمثقفين، فمعرضه يضم العديد من البروتريهات الفكهة والساخرة، لعبد الناصر وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ إضافة إلى المطربين من أمثال عبدالحليم حافظ وأم كلثوم التي تظهر على نحو أكثر في اختيارات المعرض، ويرسمها بهجوري في لوحات منجزة 2010- 2015 في وضعيات تعبيرية متعددة، وهي تغني وتلوح بمنديلها، وقد بدت شديدة الانفعال والتأثر. وفي رسم الوجوه لا يستثني بهجوري نفسه أو رفاقه، فالجميع يمكن أن يتحول إلى موضوع لفرشاته الحاذقة والذكية. في أعمال مثل «الطبلة» و«لاعب كرة القدم» و«المقهى» و«الشرفة» و«ثلاث نساء» و«بنات بحري» يسجل بهجوري نبض المجالات العمومية في مصر المعاصرة، وهو يرصدها في شكلها المحتشد، ولا يميز بين مكوناتها أو عناصرها، إذ تبدو دائماً متداخلة وفي كتلة واحدة. يشار إلى أن برنامج «علامات فارقة» كان استضاف في دوراته السابقة الفنانين الإماراتيين: نور علي راشد، ونجاة مكي، وعبد القادر الريس، والسوريان إسماعيل الرفاعي، وعبداللطيف الصمودي.

مشاركة :