مدريد، 31 ديسمبر/كانون أول (إفي): بالنسبة لريال مدريد الإسباني كان 2015، للنسيان حيث خرج منه خالي الوفاض دون أن يفوز بأي لقب، وودع خلاله الحارس إيكر كاسياس والمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي قاده للقب العاشر له في دوري الأبطال الأوروبي واختير بدلا منه رافائيل بنيتز، الذي تصب عليه الجماهير غضبها في كل مباراة بسبب الأداء الباهت الذي يقدمه الميرينجي. ولم يترك 2015 جديدا في خزينة الألقاب الملكية، فقد كان آخر بطولة يفوز بها الريال مونديال الأندية في ديسمبر/كانون أول 2014، ومن بعدها بدأ الفريق في منحنى هبوط دون أن تجد إدارة نادي العاصمة طريقة لتدارك الوضع، بعد أن رأت في بنيتز الحل. ولكن يبدو أن مصير المدرب الإسباني بات معلقا بالمواجهة القوية التي يخوضها الفريق الملكي في الثالث من يناير/كانون ثان المقبل خارج قواعده أمام فالنسيا في الليجا، تماما كما حدث مع أنشيلوتي، رجل العاشرة. فقد توقفت سلسلة الانتصارات المتتالية التي يحققها مع الفريق الملكي في الميستايا، معقل الخفافيش عند 22 فوزا، لتتعاقب على الميرينجي الاصابات ويخفق في تحقيق أي ألقاب كبرى. خسر ريال مدريد أمام أتلتيكو مدريد في كأس ملك إسبانيا، قبل أن يتجرع هزيمة أخرى حاسمة في دربي العاصمة الإسبانية في فبراير/شباط برباعية نظيفة، ما زاد الوضع سوءا، ليس فقط بسبب الرباعية أو تضاؤل آمال الفريق الملكي في حصد اللقب، وانما لاقامة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، حفل عيد ميلاده عقب الهزيمة. ومجددا كانت مواجهة فالنسيا، التي أقيمت في مايو/آيار الماضي، القشة التي قسمت ظهر البعير، حيث تعادل الخفافيش خارج قواعدهم مع الفريق الملكي بهدفين لكل منهما، ليستقر لقب الليجا في العرين الكتالوني، في زلزال هز أركان القلعة الملكية وكان له توابعه. قرر الحارس إيكر كاسياس الرحيل عن الفريق الملكي بعد الاتهامات التي وجهها له قطاع كبير من جماهير الريال الذي يحمله مسئولية النتائج السيئة، ليشد الرحال إلى بورتو البرتغالي بعد أن قضى في صفوف الريال سنوات طويلة. ولم تتوقف التبعات عند رحيل كاسياس، وانما شد أنشيلوتي هو الاخر الرحال عن الفريق الملكي، الذي اختارت ادارته رافائيل بنيتز لانتشال الريال من عثرته، كونه أحد أبناء النادي ولكن هذا القرار كان صادما للكثيرين، نظرا لأنه لم يقدم أوراق اعتماده مع أنديته السابقة ليتولى هذا المنصب. وفي فريق تبث أسماء مهاجميه الرعب في قلوب أي خط دفاع، كان اللاعب الأبرز في المباريات الأولى لريال بنيتز، هو كيلور نافاس الحارس الكوستاريكي الذي كاد يغادر صفوف الفريق لولا تأخر مانشستر يونايتد في اجراءات انتقال حارسه ديفيد دي خيا إلى القلعة البيضاء. كانت تصديات نافاس كفيلة بابعاد الأهداف عن مرمى الريال، وليس الانتقادات عن بنيتز، الذي رأى كثير من عشاق الفريق الملكي أنه لا يقدم الأداء المنتظر منه لا على المستوى الهجومي ولا حتى الدفاعي، الذي أكد في مرات عديدة أنه يوليه اهتماما كبيرا. ولكن ورغم أن الريال يسير بخطى ثابتة في دوري الأبطال الأوروبي، حيث تأهل في صدارة مجموعته ليواجه روما الإيطالي في ثمن النهائي، ولا تزال حظوظه قائمة في الليجا حيث يحل ثالثا برصيد 36 نقطة، بفارق اثنتين فقط عن برشلونة المتصدر، الذي تتبقى له مباراة مؤجلة، وأتلتيكو مدريد الوصيف بفارق الأهداف خلف البرسا، فإن كأس ملك إسبانيا كان يحمل مفاجئة غير سارة للريال وجماهيره. مباراة ذهاب دور الـ32 من كأس ملك إسبانيا أمام قادش، الذي يشارك في دوري الدرجة الثالثة، لا تستدعي من الريال الدفع بكامل ترسانته، فهي فرصة لاراحة النجوم واتاحة الفرصة أمام البدلاء، وقد كان. دفع الريال بتشكيلة من البدلاء ضمت الروسي دنيس تشيريشيف دون أن تلتفت الإدارة أو الجهاز الفني لايقافه مباراة في البطولة إثر حصوله على ثلاث بطاقات صفراء مع فريقه السابق فياريال في النسخة الماضية من المنافسة. لم يشفع للريال تبديل اللاعب بين شوطي المباراة، التي انتهت لصالحه (1-3)، ولا الطعون التي تقدم بها، ليتقرر اقصاؤه من البطولة، لتزداد الأمور سوءا بالنسبة لإدارة الفريق الملكي وبنيتز، الذي بات مصيره، وفقا لما يراه الكثيرون، مرهونا بما تسفر عنه مواجهة فالنسيا، فبالتأكيد لا يرغب مسئولو النادي وجماهيره في الخروج من 2016 بخفي حنين، كما حدث في 2015. (إفي)
مشاركة :