أثارت وفاة آخر زعيم سوفياتي ميخائيل غورباتشوف، الحائز على جائزة نوبل، ردود فعل متباينة من الروس، حيث تم الإشادة به حينًا بينما أُلقي عليه اللوم حينًا آخر. لم يخجل العديد من مؤيدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذين وصفوا انهيار الاتحاد السوفيتي تحت إشراف غورباتشوف بأنه أكبر كارثة جيوسياسية في القرن، من سرد إخفاقات غورباتشوف، ذلك في حين وصفت شخصيات بارزة في المعارضة وفاة الزعيم السوفيتي كخسارة كبيرة. نعي بوتين لـ ميخائيل غورباتشوف أشار بوتين في خطاب تعزية مقتضب إلى أن الزعيم السوفيتي كان رجل دولة له تأثير هائل على مسار تاريخ العالم، مضيفًا: كان يقود البلاد في وقت تشهد فيه تغييرات دراماتيكية صعبة. ذلك بينما قال نائب مجلس الدوما، ليونيد سلوتسكي: أنا حزين لكني حزين بشكل أكبر على البلد العظيم الذي تمزق بفعل تفكير ميخائيل غورباتشوف الذي ساعد أولئك الذين أرادوا محو الاتحاد السوفيتي من الخريطة السياسية للعالم. ووصف ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الكرملين، وفاة الزعيم الروسي بأنها خسارة كبيرة للبلد، لكنه في الوقت نفسه شجب سذاجته تجاه الغرب، بحسب صحيفة The Moscow Times. ردود فعل المعارضة الروسية  في غضون ذلك، كانت الأصوات الرئيسية للمعارضة الروسية متحدة إلى حد كبير في الحداد على فقدان شخص اعتبروه حليفًا ليبراليًا ومؤمنًا بالديمقراطية، على سبيل المثال، كتب رئيس التحرير السابق لمحطة راديو إيكو موسكفي، أليكسي فينيديكتوف: وفاة غورباتشوف تعني أننا جميعًا بتنا يتامى الآن. أما رجل الأعمال المنفي ميخائيل خودوركوفسكي، قال إن وفاة الزعيم الراحل بمثابة خسارة شخصية له، وفي الوقت نفسه، وصف زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني: أنا متأكد من أن حياته وتاريخه، اللذين كانا محوريين لأحداث أواخر القرن العشرين، سيتم تقييمهما بشكل أفضل بكثير من قبل الأجيال القادمة من المعاصرين. 30 عامًا من السلام وكتب رئيس تحرير صحيفة نوفايا غازيتا المستقلة، ديمتري موراتوف، الحائز أيضًا على جائزة نوبل، أن غورباتشوف منح الروس ثلاثين عامًا من السلام دون تهديد باندلاع حرب نووية عالمية، ولن يأتي أحد في المستقبل القريب ليحل محله. هل تُقام جنازة تليق بمكانة غورباتشوف؟ ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن المتحدث باسم الكرملين، أن الكرملين لم يتخذ قرارًا بعد بشأن ما إذا كانت ستقام جنازة رسمية لغورباتشوف، مضيفة على لسان مصادرها الخاصة أنه من غير المرجح أن يتم دفن آخر زعيم سوفيتي بشكل شرفي من الدولة. وحتى وإن لم تصح التقارير، فإن هذا التردد وعدم الإعلان بشكل فوري عن إقامة جنازة تليق بمكانة الزعيم السوفيتي الراحل، فإن ذلك يعكس شعور الكرملين الغامض تجاه إرث ميخائيل غورباتشوف.