أخذت ماهرة نصار غرّيب على عاتقيها توظيف عشرات الشباب الفلسطينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة في فندق افتتح أبوابه مؤخرا قرب كنيسة المهد في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، من أجل إبراز دورهم في المجتمع. بعد سنتين من وباء كوفيد أثرتا كثيرا على الحركة السياحية، عاد السياح الى مدينة بيت لحم. وتوضح غريب، وهي رئيسة منظمة «معا للحياة» التي تعمل على دعم الفلسطينيين من ذوي الإعاقات الذهنية، لوكالة فرانس برس، من داخل الفندق، أن المشروع الجديد رأى النور قبل أسابيع فقط في منزل قديم يعود لتسعينيات القرن الماضي تم ترميمه. ويهدف الى تسليط الضوء على قدرات المعوقين. في الطابق العلوي حيث تم الحفاظ على الجدران الحجرية الأصلية ورسومات البلاط، تشير غريّب إلى عمل ذوي الإعاقة في كل أعمال الفندق، بدءا من غسل الملابس وصولا الى تقديم الطعام. وتشرح: «حاولنا معرفة قدرات الأعضاء الأساسيين والسماح لهم بالقيام بما يستطيعون وتعزيز ذلك بالتدريب لتحسين قدراتهم». ويعاني العاملون من أمراض مثل طيف التوحد أو متلازمة داون أو من إعاقات مرتبطة بإصابات في الرأس. وتقول مريم كنسان (27 عاما) بينما ترتب إحدى غرف الفندق المطلة على التلال الواقعة جنوب بيت لحم، إنها «نشأت في معا للحياة» التي انضمت إليها في سن المراهقة وفيها كوّنت أصدقاء. وتمّ إسناد مهمة صباحية إلى مريم التي يتعيّن عليها تنظيف الطاولة بعد أن ينتهي الزبائن من تناول وجبة الإفطار، وهو ما قامت به بعد انتهاء السائحين الفرنسيين فيرونيك غاندون وهرفي تيسيراند من تناول طعامهما. ويرى تيسيراند (64 عاما) أن الفندق «استثنائي نوعا ما». أما غاندون (62 عاما) فتوضح أنها لم تكن على علم بالمشروع الاجتماعي عندما حجزا في الفندق. وتضيف: «أعتقد أنه (مشروع) جيد إذا ما ساهم في حصول الجمعية على المزيد من الإيرادات... إنها طريقة للتعريف بمشروعها». ويعمل أعضاء المنظمة أيضا في صناعة منتجات يدوية صوفية مستخدمين صوف الأغنام الذي يقدمه لهم رعاة محليون. وتشكّل التبرعات وعوائد بيع المنتوجات الصوفية موارد للمنظمة أيضا. وتشرح غرّيب أن افتتاح الفندق يضمن لهم مصدر دخل ثابتا.
مشاركة :