امرأة تقاضي نتفليكس بسبب مسلسل "ملكة الجنوب" |

  • 9/1/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تلقى دراما الجريمة والعصابات بكل ما توفره من قصص مثيرة متداخلة متابعة كبيرة من مختلف فئات المشاهدين، وهو ما تكرس خاصة منذ السبعينات مع فيلم “العراب”، لتليه الكثير من الأعمال الأخرى، ومؤخرا التقطت منصة البث التدفقي نتفليكس أهمية هذا النمط من الأعمال، لتنجز فيه العديد من المسلسلات، وخاصة تلك المستوحاة من شخصيات حقيقية، وهو ما قد يثير الجدل بين الفني والواقعي. مكسيكو - أطلقت "ملكة المحيط الهادئ"، وهو لقب مكسيكية مسجونة بتهمة الاتجار بالمخدرات، مسارا إداريا ضد نتفليكس بتهمة الاستخدام غير القانوني لصورتها في مسلسل "ملكة الجنوب" (كوين أوف ذي ساوث). وتطلب ساندرا افيلا بلتران التي أمضت حوالي ثماني سنوات في السجن، الحصول على 40 في المئة من الإتاوات المدفوعة للمنصة التي تعرض هذا المسلسل المتمحور حول قصة تاجرة مخدرات، على ما قال محاميها إسرائيل رازو لقناة "ميلينيو" التلفزيونية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن "هذا الأمر يطال صورتها بشكل مباشر". يستهدف هذا المسار أيضا قناة “تيليموندو” التلفزيونية التي تبث بالإسبانية في الولايات المتحدة، وهي المنتجة للعمل. ولجأت ساندرا أفيلا بلتران إلى المعهد المكسيكي للملكية الفكرية، في خطوة تفضي إلى إطلاق مسار قضائي، بحسب المحامي. وأكد مصدر مطلع على الملف الثلاثاء وجود “مسار إداري” في القضية، من دون إعطاء تفاصيل إضافية. ورفضت نتفليكس الإدلاء بأي تعليق. وأوقفت أفيلا في الثامن والعشرين من سبتمبر 2007 داخل مطعم في مكسيكو مع زوجها الكولومبي خوان دييغو إسبينوزا راميريز، الملقب بـ"النمر". مقاضاة نتفليكس "ملكة الجنوب" حكاية مثيرة لصعود امرأة من عالم الفقر إلى واحدة من أخطر تجار المخدرات في العالم وكان الرجل متهما بالتواصل مع كارتل سينالوا بزعامة إل تشابو غوسمان الذي يمضي حالياً عقوبة بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة. وإثر ترحيلها إلى الولايات المتحدة سنة 2012، حُكم على بلتران بالسجن ست سنوات بتهمة تشكيل عصابة أشرار، لكنّ القضاء الأميركي أبطل هذه العقوبة بعد عام. وبعد إعادتها إلى المكسيك سنة 2013، حُكم عليها في سبتمبر 2014 بالسجن خمس سنوات بتهمة تبييض الأموال. وأطلق قاض سراحها في فبراير 2015. وأكد محاميها أن موكلته "برئت في كل الالتماسات والمسارات الجنائية" التي طالتها. ورغم المطالبة بأن العمل مستوحى من قصة حياة شخصية حقيقية فإن النقاد يقرون بأن المسلسل مستوحى من رواية للكاتب الإسباني أرتورو بيريز ريفيرتي بعنوان "لا رينا ديل سور" (ملكة الجنوب) سنة 2002. وهناك من يتهم العمل بأنه اقتباس عن العمل التلفزيوني الإسباني La Reina del Sur الذي تم عرضه لأول مرة في عام 2011. كان المسلسل الإسباني في البداية موسما واحدا فقط، لكنه تم تجديده لموسمه الثاني بعد ثماني سنوات من عرضه الأول في عام 2019. وهذا المسلسل التلفزيوني الإسباني مبني أيضا على رواية ريفيرتي. وحقق المسلسل نجاحا كبيرا لا جماهيريا فحسب، بل وفاز أيضا الموسم الثاني سنة 2020 بجائزة "إيمي" عن فئة أفضل مسلسل بلغة غير الإنجليزية. وتتمحور قصة المسلسل حول الشخصية الرئيسية لتيريزا مونديز، التي تلعبها الممثلة أليس براغا، التي تقع في حب عضو من أخطر عصابات المخدرات في المكسيك. وبينما تأمل في تجاوز حالة الفقر التي تعيشها، فإنها تجد نفسها مجبرة بشكل غير متوقع على الفرار من وطنها إلى الولايات المتحدة بعد مقتل صديقها. وفي الولايات المتحدة تبدأ مونديز تأسيس إمبراطورية المخدرات الخاصة بها، لتصبح واحدة من أغنى النساء في العالم، ولكن طوال المسلسل، اكتشفت أن الثروة لا يمكنها ببساطة إصلاح كل شيء. مع ذلك، تجد نفسها أيضا دائما مرتابة وتنظر وراء ظهرها، إذ تحتاج باستمرار إلى البقاء متقدمة على الآخرين بخطوة ليس فقط لضمان نجاحها، ولكن أيضا للبقاء على قيد الحياة. وبعد أن تم عرضه لأول مرة في عام 2016، تم الإعلان عن أن الموسم الخامس سيكون الموسم الأخير لـ”ملكة الجنوب” بعد نجاح دام خمس سنوات. قصة مثيرة المرأة في القيادة المرأة في القيادة سبق للمنصة أن أنتجت ثلاثة أجزاء عن رجل العصابات الشهير أل تشابو وهو اسم أشهر عصابات المكسيك والعالم، ومن ثم أنتجت مسلسلا في نفس أجواء العصابات والعنف وعالم المخدرات باسم "مخدرات المكسيك" بدأت حكايته من مرتفعات سينالوا المكسيكية وصراع العصابات مع الجيش ورحلة زراعة وتصدير المخدرات، وهاهي في أجزاء متلاحقة تقدم نفس النمط الدرامي لكن مع بطلة من نوع آخر، امرأة تدخل عالم العصابات والمخدرات لا كعنصر ثانوي متمم بل تتحكم في خيوط اللعبة. واعتبر الكاتب المصري أحمد الطوخي أن بطلة المسلسل، الفنانة أليس براغا في دور تيريزا ميندوزا، تَخطت المتوقع في أداء شخصية البطولة منذ اللحظة الأولى، التي ظهرت فيها بمدينة كولياكان، حيث كانت تعمل مع عصابات الشوارع في تغيير العملة مرورا بقصة حبها الأول مع طيار خاص لأكبر عصابات المخدرات في سينالوا. ◙ القصة قد تكون مستوحاة من حياة شخص حقيقي أو متشابهة معها لكنها في النهاية عمل فني، وسبق وأن كتبت فيه رواية مشابهة استلهم منها العمل وأشاد بأداء الممثلة التي أتقنت تطورات الشخصية وتجسيد قصة صعودها كارثية التفاصيل والمليئة بالكثير من التحديات، خاصة أنها تدير أكبر عصابة مخدرات في نصف الكرة الجنوبي من الأرض، كما أن صناع المسلسل لم يغفلوا عن إبراز تفاصيل مثيرة للتأمل لتتبع الواقع المُر والنضال من أجل النجاة في عالم الجريمة. ونوه الطوخي بالعمل الفني الذي عكف على كتابته أحد عشر كاتبا، صاغوا الخطوط الدرامية للشخصيات بحرفية شديدة أثارت لدى المشاهد مزيجا من الحيرة والإعجاب، والتعاطف والتضامن وكثيرا من التأمل في الأداء والتكامل بين الفنانة أليس براغا وزعيمة الكارتال الناجية تيريزا ميندوزا. وتلقى هذه الأعمال انتشارا واسعا لدى مختلف فئات الجماهير، إذ تعتبر مغامرات العصابات والدراما البوليسية أكثر المواد الفنية تحقيقا للمتعة، نظرا إلى حالة الترقب والإيقاع المتسارع والغموض والمسارات السردية المتداخلة التي تحقق للمتفرج نوعا من الإشباع. وقد تكون القصة مستوحاة من حياة شخص حقيقي أو متشابهة معها لكنها في النهاية عمل فني، وسبق وأن كتبت فيه رواية مشابهة استلهم منها العمل، كما أنجزت الكثير من الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي يتشابه أبطالها حد التطابق أحيانا مع شخصيات حقيقية في الواقع.

مشاركة :