الهجوم الذي شنه الحوثيون مساء الأحد الماضي في محافظة تعز جنوب غرب صنعاء، والذي أسفر عن سقوط 15 قتيلا من القوات الحكومية، داعية إلى الالتزام بالهدنة. وشن الحوثيون مساء الأحد الماضي وحتى صباح الاثنين هجوما كبيرا على مواقع القوات الحكومية في منطقة الضباب المدخل الرئيس الجنوبي لمدينة تعز الواقعة على بعد (256 كلم جنوب غرب صنعاء). وقالت الحكومة اليمنية في بيان يوم الاثنين الماضي إن الحوثيين كانوا يحاولون السيطرة على منطقة الضباب لقطع الشريان الوحيد الذي يربط تعز بمحافظة عدن "العاصمة المؤقتة" للبلاد. وأسفر الهجوم عن سقوط 15 قتيلا و8 جرحى من القوات الحكومية، حسب ما أفاد مصدر عسكري في القوات الحكومية اليوم وكالة أنباء ((شينخوا)). وكانت حصيلة رسمية سابقة قد أشارت إلى مقتل عشرة جنود وجرح 7 آخرين بجروح في الهجوم، فيما تحدثت مصادر عسكرية حكومية عن مقتل 23 عنصرا من الحوثيين وجرح نحو 30 آخرين بينهم قيادات ميدانية. ولم يعلق الحوثيون على هذه التطورات حتى اللحظة. وأدان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، هجوم الحوثيين، داعيا إلى الالتزام بالهدنة. وقال غروندبرغ في بيان صحفي، تلقت (شينخوا) نسخة منه : "أدين الهجوم الذي انطلق من مناطق سيطرة أنصار الله (الحوثيين) ليلة الأحد في منطقة الضباب في تعز، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الجنود، والذي يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين بشكل خطير". ودعا "الأطراف لاغتنام الفرصة التي تتيحها الهدنة المُمددة لإظهار الالتزام الكامل بإنهاء النزاع الذي طال أمده في اليمن". وحث غروندبرغ الأطراف اليمنية "على الانخراط مع مكتبه لمواصلة المناقشات من أجل الوفاء بالالتزامات التي تعهدوا بها بموجب الهدنة"، مشيرا إلى أنه سيواصل جهوده للعمل مع الأطراف لتمهيد الطريق للتوصل إلى تسوية سياسية وسلمية شاملة للنزاع. وترعى الأمم المتحدة منذ الثاني من أبريل الماضي هدنة بين القوات الحكومية والحوثيين تم تمديدها مرتين حتى الثاني من أكتوبر المقبل. وتضمن اتفاق الهدنة فتح الطرق إلى مدينة تعز، إلا أن ذلك تعثر حتى اليوم على أرض الواقع. من جانبها، قالت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، في بيان إن "الاتحاد الأوروبي يعبر عن قلقه العميق إزاء الهجوم الدامي من قبل الحوثيين على منطقة الضباب"، محذرة من أن الهجوم "يقوض جهود السلام". وأعرب السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، في بيان، عن قلقه من الهجوم، قائلا "إنني قلق للغاية من هجوم الحوثيين في الضباب والذي يعد انتهاكا مباشرا للهدنة". بدورها، قالت السفارة الفرنسية لدى اليمن في بيان إن "فرنسا تعرب عن قلقها إزاء الهجوم الحوثي الدامي في منطقة الضباب غرب تعز"، معتبرة أن مثل هذه الأعمال "تنسف جهود السلام"، وحثت "الأطراف على المشاركة بحسن نية وبناءة في جهود الوساطة". وفي السياق، حذر وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، من أن هذه الأعمال تضع الهدنة القائمة والمبادرات والمساعي المبذولة لتوسيعها وتمديدها على المحك، ما لم تكن هناك مواقف حازمة، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الحكومية ((سبأ)). ويتمركز مسلحو جماعة الحوثي منذ العام 2015 في المداخل الرئيسية الشرقية والشمالية والغربية لمدينة تعز، ويمنعون حركة التنقل، بحسب الحكومة اليمنية التي تسيطر قواتها على المنفذ الجنوبي الرئيسي.
مشاركة :