بدايةً، لا يُعنى هذا التقرير بمادة تنافس الذهب الأصفر في الزينة وصناعة الحُلي.. ولكنه ذهب مختلف، وأكثر قيمة وفائدة.. كلنا نعرف “الذهب الأسود”، وهو البترول. وكذلك “الذهب الأبيض”، وهو القطن.. هكذا يطلقون على كل ما هو ثمين ومهم في حياة البشرية “الذهب”. لكن ماذا عن “الذهب الأزرق”؟.. إنه “ذهب” أنقذ ملايين الأرواح من البشر من كوارث مرضية، كادت تفتك بهم على مرَّ العصور.. ولولا وجوده –بفضل الله- لما كان هناك أدوية ولا لقاحات، ولما تطوَّر الطب إلى ما وصل إليه في الوقت الحاضر.. إنه “دماء كابوريا حدوة الحصان”.. نعم، تلك الدماء المستخلصة من هذا الكائن البحري “كابوريا حدوة الحصان” هي الذهب الأزرق؛ إذ ساهمت بدور كبير في الثورة العلاجية الحالية من أدوية ولقاحات، بما فيها لقاح “كوفيد19”.   ما هو سر هذه الدماء؟   بحسب “بوابة أخبار اليوم”، هذه الدماء يستخرجها العلماء من كائن بحري شبيه بالخوذة، يُدعى “كابوريا حدوة الحصان”، وهي العامل السري في “اختبار سلامة” اللقاحات كافة على مر العصور، من لقاح الحصبة إلى النكاف.. إلى لقاح كورونا؛ فتلك الدماء الزرقاء الفريدة تلعب دورًا رئيسيًّا في المجال الطبي. هذه الدماء تتميز بلونها الأزرق الفاتح الناتج من ارتفاع مستوى النحاس فيها، ونتيجة تفاعل النحاس مع الأكسجين داخل أوردة ذلك النوع من الكابوريا ينتج ذلك اللون المميز من الدماء. ولكن ليس السر في اللون الفريد فقط، وإنما في سمات هذا الدم المميز.. فهذه الدماء تحتوي على مستخلص يُعرف باسم “ليمولوس أميبوسيت لايت /LAL” ؛ ما يعطي هذه الدماء قدرة قوية وعجيبة على التجلُّط فور ملامستها “السموم البكتيرية”؛ ما يعني أن دم كابوريا حدوة الحصان يمكن أن يكشف عن وجود السموم في ثوانٍ بمجرد ملامسة الدماء أي سطح؛ إذ تتجلط الدماء عندما تلتقي البكتيريا حولها لمنع وصول تلك السموم إلى بقية الجسم. وبسبب قدرة دم كابوريا حدوة الحصان الأزرق على اكتشاف السموم البكتيرية يتم استخدام الدم للتأكد من أن المعدات الطبية والأدوات الأخرى معقَّمة وآمنة للاستخدام على جسم الإنسان وخالية من السموم، كما يتم استخدامها للتحقُّق من سلامة الأدوية واللقاحات والأطراف الصناعية.. وغيرها من الأدوات المستخدمة في المجال الطبي.   ولهذا كان لهذه الدماء دور ثمين جدًّا كـ”الذهب”، أو أغلى، في تطوير العديد من اللقاحات، مثل الحصبة والنكاف.. وآخرها لقاح كوفيد 19، وذلك عن طريق فحص اللقاحات الجديدة بحثًا عن التلوث والسموم التي يمكن أن تُسبِّب صدمة نزفية سامة لدى البشر. ونظرًا لهذا الدور المهم والثمين الذي يقوم به دم كابوريا حدوة الحصان في المجال الطبي وصل سعر الجالون منه إلى 60 ألف دولار.