يبدو أن الهدوء الحذر الذي ساد العراق يخفي جمراً تحت الرماد، فالخلافات لا تزال محتقنة، والتأهّب سيد الموقف، وسط عجز المساعي الدبلوماسية عن جسر الهوة، ما يشي باحتمال تفجّر الأوضاع مجدداً في أي لحظة. ففي خطاب ناري يعكس عمق الأزمة، وجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رسائل عنيفة للإطار التنسيقي وإيران، خصوصاً بعد الحديث عن أنهم ماضون بعقد جلسة للبرلمان، لتشكيل الحكومة. وقال الصدر، عبر حساب منسوب إليه، باسم وزير القائد - صالح محمد العراقي على موقع تويتر: لم أستغرب ولا طرفة عين من مواقف الإطار التنسيقي الوقح ولا من ميليشياته الوقحة حينما يعلنون بكل وقاحة، متحدّين الشعب برمّته وبمرجعيته وطوائفه، أنهم ماضون بعقد البرلمان لتشكيل حكومتهم الوقحة وما زال دم المعدومين غدراً من المتظاهرين السلميين، وبطلقات ميليشياتهم القذرة، لم يجف، وكأن المقتول إرهابي أو صهيوني لا يمت إلى المذهب بصلة أو إلى الوطن بصلة. وأضاف الصدر: إنه صراع الوجود، وجودهم في السلطة والطغمة الفاسدة المقيتة التي حانت بشائر زوالها، ولتعلموا أنني لم ولن أتردد في كتابة هذه المقالة، فإنها وإن كانت شديدة اللهجة، أو يعتبرها البعض خارجة عن سياقات السياسة، فإنها الحقيقة المرة التي يجب أن ينطق بها الناطقون. وختم مقتدى بالقول: إذا لم يعلنوا الحداد على قتلى التظاهرات، فليعتبروني والتيار منذ اليوم عدوهم الأول، بكل السبل المتاحة.. كما أن هذا ندائي للجارة إيران أن تكبح جماح بعيرها في العراق، وإلا فلات حين مندم.
مشاركة :