أسقط جنود تايوانيون منتشرون في جزيرة صغيرة قبالة سواحل برّ الصين الرئيسي الخميس "طائرة مسيّرة مدنية مجهولة الهوية"، بعدما خرقت منطقة محظورة، وفق ما أفاد الجيش التايواني. وقالت وزارة الدفاع في بيان مقتضب إن "القوات المتمركزة اتّبعت الإجراءات لتحذير الطائرة المسيّرة، لكن بدون جدوى. وأُسقطت الطائرة المسيّرة بنيران دفاعية". وحلقت الطائرة فوق منطقة يخضع الدخل لها لقيود في جزيرة الأسد الصغيرة الواقعة بين الصين وجزر كينمن التايوانية. وهي المرة الأولى التي تسقط فيها القوات التايوانية طائرة مسيرة في حين يبلغ التوتر بين بكين وتايبيه مستوى غير مسبوق منذ عقود. وتقع جزر كينمن على بعد كيلومترات قليلة من الساحل الصيني. وسجلت تايوان وقوع سلسلة من الحوادث خلال الأسبوعين الأخيرين حلقت خلالها مسيرات صغيرة فوق مواقع عسكرية متقدمة. ونشرت مقاطع مصورة عبر شبكات التواصل الاجتماعي التايوانية والصينية تظهر إحداها جنوداً تايوانيون يرجمون مسيرة بالحجارة لحملها على المغادرة. "منطقة رمادية" - حذر الجيش التايواني ورئيسة التايوانية تساي إينغ-وين هذا الأسبوع من أنهما قد يلجآن إلى إطلاق النار في حال تجاهلت الطائرات المسيرة التحذيرات. وأكد الناطق باسم الخارجية الصينية جاو ليجيان الاثنين أن هذه التوغلات لا تشكل "أمراً يستحق الغوص به" لأن المسيرات "كانت تحلق حول الأراضي الصينية". ويعيش سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة تحت تهديد متواصل باحتمال حصول غزو صيني إذ إن بكين تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها ولا تستبعد استعادتها حتى لو تطلب ذلك اللجوء إلى القوة العسكرية. وقد زادت توغلات المسيرات فوق جزر كينمن منذ بدأت بكين عرض قوة رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الشهر الماضي لتايوان. وبعد زيارة المسؤولة الأميركية رفيعة المستوى، أرسلت الصين على مدى أسبوع سفناً حربية وصواريخ وطائرات مطاردة إلى مياه تايوان ومجالها الجوي. وكانت هذه التدريبات الأكبر منذ منتصف تسعينات القرن الماضي. ولم تعرف هوية الشخص الذي كان يتحكم بالمسيرة. فجزر كينمن قريبة جدا من الصين القارية بحيث يمكن لمدني أن يتحكم بمسيرة مدنية. لكن في السنوات الأخيرة كثفت الصين أيضاً تكتيتات ما يعرف بـ"المنطقة الرمادية" للضغط على تايوان وهو تعبير يستخدمه المحللون العسكريون لوصف تحركات تتسم بالعدائية تقوم بها دولة وتكون أشبه بحرب مفتوحة.
مشاركة :