قال البيت الأبيض أمس، إن وزراء مالية مجموعة الدول السبع الغنية سيناقشون مقترحاً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لفرض سقف سعري للنفط الروسي عندما يجتمعون اليوم. تراجعت أسعار النفط في المعاملات الآسيوية المبكرة، اليوم، بفعل زيادة الإمدادات والمخاوف من تباطؤ أكبر للاقتصاد العالمي، مع تجدّد فرض قيود لمكافحة «كوفيد 19» في الصين. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 37 سنتا أو 0.4 بالمئة إلى 95.27 دولارا للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 32 سنتا أو 0.4 بالمئة إلى 89.23 دولارا للبرميل. وجاءت أحدث تقلبات في السوق في أعقاب مخاوف من عدم كفاية الإمدادات في الشهور التي أعقبت الغزو الروسي لأوكرانيا، وبينما تحاول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) جاهدة لزيادة الإنتاج. لكنّ الإنتاج في «أوبك» والولايات المتحدة زاد إلى أعلى مستوياته منذ أوائل أيام جائحة كورونا. ووفقا لمسح أجرته «رويترز» زاد إنتاج «أوبك» إلى 29.6 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي، في حين ارتفع الإنتاج الأميركي إلى 11.82 مليون برميل يوميا في يونيو. وبلغ الإنتاج في دول المنظمة وفي الولايات المتحدة أعلى مستوياته منذ أبريل 2020. في الوقت نفسه، واصل نشاط المصانع في الصين تراجعه في أغسطس، بفعل فرض قيود جديدة لمكافحة «كوفيد 19» وأسوأ موجة حرّ منذ عقود، وتعثّر قطاع العقارات، وهو ما يؤثر سلبا على الإنتاج، ويشير إلى أن الاقتصاد يكافح للحفاظ على القوة الدافعة. وأظهرت وثيقة اطّلعت عليها «رويترز»، اليوم، أن اللجنة الفنية المشتركة لـ «أوبك+» تتوقع عجزا في سوق النفط عام 2023 يبلغ 300 ألف برميل يوميا. وتوقعت اللجنة، التي عقدت اجتماعا أمس ، أن يقل الطلب عن الإمدادات بواقع 400 ألف برميل يوميا هذا العام، في تعديل بالخفض لتوقعات سابقة عند 500 ألف برميل، بعد أخذ افتراضات جديدة للطلب في الحسبان. وأظهرت الوثيقة أن اللجنة تتوقع اتساع العجز إلى 1.8 مليون برميل يوميا في الربع الرابع من عام 2023. وأخذ تقييم اللجنة في الاعتبار نقص إنتاج بعض الدول الأعضاء لبقية عام 2022 وعام 2023. وقال مصدر في «أوبك»: «ليس من المتوقع أن تنتج أي من الدول الأعضاء مستويات أعلى من إنتاجها في يوليو، باستثناء السعودية والإمارات والكويت». وأضاف أن البيانات أخذت هذا بعين الاعتبار. وتقدّم اللجنة الاستشارة لتحالف «أوبك+»، الذي يضمّ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من خارجها، من بينهم روسيا، بشأن أساسيات السوق. وتفتقر الكثير من دول «أوبك» و»أوبك+» إلى القدرة على زيادة الإنتاج، بسبب نقص الاستثمارات في الحقول النفطية، فضلا عن العقوبات التي يفرضها الغرب على إيران وفنزويلا وروسيا. وكان إنتاج الدول الأعضاء في التحالف أقل بنحو 3 ملايين برميل في اليوم عن الحصص المحددة ليوليو. وقالت اللجنة إن السوق ستظل تشهد شحا لبقية العام الحالي وعام 2023، مضيفة أن البيانات الأولية لمخزونات النفط التجارية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ستظل أقل من متوسط خمس سنوات للفترة المتبقية من عام 2022 وخلال 2023. وقال البيت الأبيض، أمس ، إن وزراء مالية مجموعة الدول السبع الغنية سيناقشون مقترحا من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لفرض سقف سعري للنفط الروسي عندما يجتمعون اليوم. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، للصحافيين: «نحن نعتقد أن هذا هو السبيل الأكثر فعالية لإلحاق تأثير سلبي شديد بإيرادات (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، وتنفيذ هذا سينتج عنه ليس فقط هبوط في الإيرادات النفطية لبوتين، بل أيضا أسعار الطاقة العالمية». «سيجري مناقشة المقترح هذا الأسبوع في اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع الذي سيعقد اليوم». ويناقش زعماء مجموعة السبع كيفية صوغ مثل هذا السقف السعري، ويدرسون بدائل أخرى، من بينها عرقلة نقل النفط الروسي. وتضمّ مجموعة السبع الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وكندا. وقالت وكالة الطاقة الدولية الشهر الماضي إنه على الرغم من أن صادرات روسيا النفطية سجلت أدنى مستوياتها منذ أغسطس الماضي، فإنّ إيرادات التصدير في يونيو زادت بمقدار 700 مليون دولار على أساس شهري بسبب ارتفاع الأسعار، بزيادة 40 بالمئة عن متوسط العام الماضي. واقترح زعماء غربيون معالجة ذلك من خلال فرض سقف لأسعار النفط لتقييد حجم الأموال التي يمكن لشركات التكرير والتجار أن يدفعوها مقابل النفط الروسي، وهو تحرّك تقول موسكو إنها لن تتقيد به ويمكنها إحباطه بشحن النفط إلى دول لا تنفذ السقف السعري. ويسعى أعضاء مجموعة السبع لإيجاد سبل لسد نقص في إمدادات الطاقة والتغلب على زيادات حادة في الأسعار، بينما يتمسكون بتعهداتهم بشأن المناخ وسط التوترات مع روسيا. وكانت إدارة معلومات الطاقة الأميركية قالت، أمس ، إن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفع في يونيو بنسبة 1.7 بالمئة إلى أعلى مستوى منذ أبريل 2020. وأضافت الوكالة الحكومية، في تقرير شهري، إن إنتاج النفط ارتفع إلى حوالي 11.8 مليون برميل يوميا في يونيو، من نحو 11.6 مليون برميل يوميا في مايو. وبحسب إدارة معلومات الطاقة، ارتفع الطلب على النفط والمنتجات البترولية في الولايات المتحدة في يونيو إلى حوالي 20.8 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2019. وقال التقرير أيضا إن الطلب على بنزين السيارات زاد إلى 9.1 ملايين برميل يوميا، وهو الأعلى منذ أغسطس 2021. البرميل الكويتي ينخفض 5.92 دولارات ليبلغ 104.19 انخفض سعر برميل النفط الكويتي 5.92 دولارات، ليبلغ 104.19 دولارات للبرميل في تداولات أمس ، مقابل 110.11 دولارات في تداولات الثلاثاء، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
مشاركة :