يعتزم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش تعيين وزير سنغالي سابق لقيادة جهود المنظمة الدولية للتوسط في إحلال السلام بليبيا، فيما تكثفت الجهود الرامية إلى تقليص حدة الخلافات بين الفرقاء السياسيين في ليبيا، عقب اشتباكات مسلحة دامية يوم السبت الماضي. وتتعين الموافقة بالإجماع في مجلس الأمن الدولي، المكون من 15 دولة على تعيين عبد الله باثيلي مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة إلى ليبيا. وإذا لم تكن هناك اعتراضات، فستتم الموافقة على تعيين باثيلي مساء اليوم. ويحل باثيلي محل يان كوبيتش، الذي تنحى في ديسمبر الماضي. وكان غوتيريش اقترح بشكل غير رسمي شخصين آخرين لشغل هذا الدور، لكن مجلس الأمن لم يوافق. وفي هذه الأثناء، تتواصل جهود مكثفة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء في ليبيا، لتفادي الانزلاق إلى العنف بعدما ضرب أسوأ قتال في ليبيا منذ عامين، فجأة العاصمة طرابلس يوم السبت الماضي. واندلعت الاشتباكات فجأة وانتهت على النحو نفسه. ووصل، أمس، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد الدبيبة، إلى إسطنبول، في زيارة يلتقي خلالها مع وزيري الدفاع في تركيا خلوصي أكار، والخارجية مولود تشاووش أوغلو، ورئيس المخابرات العامة هاكان فيدان. وأفادت منصة «حكومتنا» الليبية، أن هذه اللقاءات تأتي في إطار «توحيد الجهود الدولية والمحلية لدعم الانتخابات في ليبيا». وكان رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح قد وصل القاهرة، أمس الأول، بالتزامن مع وصول رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا إلى أنقرة، وفقاً لمصادر ليبية متطابقة. ونقلت وسائل إعلام أن زيارة صالح إلى القاهرة تأتي «استعداداً لاستئناف مفاوضاته مع رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، الذي وصل إلى القاهرة يوم الثلاثاء، للتباحث حول الإطار الدستوري للانتخابات المؤجلة منذ نهاية العام الماضي»، فيما سيلتقي باشاغا مسؤولين رفيعي المستوى من حكومة الوحدة الوطنية في أنقرة. ومع حالة الانسداد السياسي التي تمر بها ليبيا، وعقب الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس مطلع الأسبوع، تكثفت الجهود لجمع الفرقاء الليبيين، من أجل البت في القاعدة الدستورية الخاصة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة منذ العام الماضي، والتي لا يزال الخلاف حولها بين مجلسي النواب والدولة يتمحور حول شروط الترشح للرئاسة. ونتج عن الاشتباكات بين مجموعات مسلحة تتبع وزارتي الدفاع والداخلية في حكومة الدبيبة، وأخرى مساندة لحكومة باشاغا، يوم السبت الماضي، انسحاب قوات باشاغا خارج طرابلس، وأسفرت عن مقتل 32 شخصاً بينهم مدنيون، وجرح 159 آخرون، كما أدت لتدمير ممتلكات عامة وخاصة. وتتنافس الحكومتان على السلطة منذ مطلع مارس الماضي، حيث يطالب باشاغا باستلام السلطة التي يرفض الدبيبة تسليمها إلا لجهة منتخبة. وتتخذ حكومة باشاغا من مدينة سرت مقراً مؤقتا لها، فيما تسيطر حكومة الدبيبة على العاصمة طرابلس والمؤسسات السيادية فيها.
مشاركة :