ليز تراس تقترب من الفوز برئاسة الوزراء في بريطانيا

  • 9/2/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - تقترب وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس أكثر من الفوز بمنصب رئيس الوزراء في بريطانيا في منافسة وزير المال السابق ريشي سوناك، حيث تظهر لم تؤد التجمعات واستطلاعات الرأي سوى إلى تأكيد الفارق الكبير بينها وبين سوناك داخل حزب المحافظين الذي سيصوت أعضاؤه بالبريد أو عبر الانترنت قبل الساعة 16:00 بتوقيت غرينيتش. وينتهى السباق إلى رئاسة الحكومة البريطانية الجمعة بعد صيف من الحملات الانتخابية وشبه الفراغ في السلطة وسط أزمة غلاء معيشة في المملكة المتحدة. وستعلن النتيجة ظهر الاثنين. وما لم تحدث مفاجأة، ستصبح ليز تراس رابع رئيس للحكومة منذ الاستفتاء على بريكست وثالث سيدة تشغل هذا المنصب بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماي. وستتولى المنصب خلفا لبوريس جونسون الذي أجبر على الاستقالة في أوائل يوليو/تموز بسبب سلسلة فضائح. وينتظر البريطانيون ذلك بفارغ الصبر لمعالجة سريعة لارتفاع رسوم الكهرباء التي تخنق المنازل والمدارس والمستشفيات والشركات، مما يؤدي إلى نزاعات اجتماعية غير مسبوقة منذ سنوات تاتشر (1979-1990). قال جون كيرتس المحلل السياسي في جامعة ستراثكلايد "ستكون مفاجأة كبيرة جدا جدا إذا لم تفز"، مشيرا إلى "التقدم المتراكم في استطلاعات الرأي" وقدرة تراس على "جذب أعضاء حزب المحافظين سياسيا وتقديم رسالة واضحة لهم". وتراس السياسية المخضرمة التي تنتقل من منصب وزاري إلى آخر منذ عشر سنوات، نجحت في إقناع قاعدة الحزب بوعد بتخفيضات ضريبية ضخمة وتبني لهجة قاسية جدا ضد النقابات. وأدى ذلك إلى تشبيهها بمارغريت تاتشر أيقونة التيار المحافظ، على الرغم من أن منافسها يعمل على انتزاع هذا الإرث عبر تقديم نفسه كمدافع عن الحذر في الميزانية. وواجه ريشي سوناك وهو حفيد مهاجرين هنود قد يصبح أول رئيس وزراء غير أبيض في البلاد إذا حدثت مفاجأة، صعوبة في تغيير صورته كتكنوقراطي ثري وبارع في إلقاء الدروس وخائن تمكن من تسريع سقوط بوريس جونسون باستقالته من الحكومة في أوائل يوليو/تموز الماضي. وما زال جزء من قاعدة الحزب يشعر بالأسف لرحيل جونسون. وتتمثل هذه القاعدة بما بين 160 ومئتي ألف شخص أي 0.3 بالمئة من السكان، يشكل الذكور والمسنون والبيض نسبة أعلى من المعدل وسيقررون من سيكون رئيس الوزراء المقبل. ولم يكشف الحزب يوما عددهم الدقيق، لدرجة أن موقعا إخباريا يلاحقه قضائيا لمزيد من الشفافية. وسيقدم بوريس جونسون الثلاثاء استقالته إلى الملكة إليزابيث الثانية في مقر إقامتها الصيفي في بالمورال في اسكتلندا، في سابقة للملكة البالغة من العمر 96 عاما والتي تواجه صعوبة في التنقل ولن تسافر إلى لندن. وسيتبعه خلفه الذي سيكون رئيس الحكومة الـ15 في عهد الملكة المستمر منذ سبعين عاما، قبل أن يعود إلى لندن لإلقاء خطابه الأول أمام مقر الحكومة في داونينغ ستريت ويشكل حكومته ويواجه زعيم المعارضة كير ستارمر للمرة الأولى الأربعاء في البرلمان. ويبدو أن هذه المهمة ستكون صعبة في ظل انقسام الغالبية بسبب الفضائح وفي بلد يواجه تطلعات استقلالية لاسكتلندا وخلافات ما بعد بريكست في ايرلندا الشمالية. لكن الضغط سيكون كبيرا للعمل بسرعة. واتخذت أزمة تكلفة المعيشة منعطفا دراماتيكيا مع الإعلان عن زيادة بنسبة 80 بالمئة في كلفة الطاقة المنزلية في أكتوبر/تشرين الأول مما قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم الذي يبلغ اليوم أكثر من 10 بالمئة، إلى 22 بالمئة وفق أسوأ التوقعات. ومن وسائل النقل إلى عمال البريد وعمال الموانئ والمحامين، استمرت الإضرابات في الانتشار. ووعدت ليز تراس بتخفيضات ضريبية ضخمة بدلا من مساعدات مباشرة. وقالت إنها تريد الحد من الحق في الإضراب. ووعدت الخميس على الرغم من كل شيء "بالدعم الفوري" للأسر التي تواجه صعوبات لكنها لم تذكر تفاصيل وألغت في اللحظة الأخيرة مقابلة وعدت بها مع شبكة "بي بي سي". وكان بوريس جونسون غائبا خلال الصيف إذ أمضى إجازة في سلوفينيا ثم في اليونان. وقد رفض استبعاد العودة إلى السياسة ويبدو وجوده مربكا. ووعد الخميس بأن يقدم "الدعم الكامل" لخليفته.

مشاركة :