تونس - أعلن الجيش التونسي اليوم الجمعة القضاء على ثلاثة مقاتلين جهاديين من فصيل موال لتنظيم الدولة الإسلامية خلال عملية في جبال منطقة القصرين غرب البلاد قرب الحدود مع الجزائر. وقالت وزارة الدفاع التونسية في بيان إنها تمكنت خلال "عملية ميدانية" مشتركة مع قوات الأمن والحرس (الدرك) صباح الجمعة في مرتفعات جبل السلوم من "القضاء على ثلاثة إرهابيين تابعين لتنظيم جند الخلافة". وأضافت أن "العمليات جارية لتعقب ما تبقّى من العناصر الإرهابية للتنظيم المذكور"، مشيرة إلى عدم تسجيل إصابات في صفوف قوات الجيش والأمن، فيما قالت وزارة الداخلية إن "عمليات التمشيط متواصلة للبحث عن عنصر إرهابي رابع" كان برفقة المجموعة. وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة فضيلة خليفي خلال مؤتمر صحافي أن العملية جاءت بعد "رصد ومتابعة دقيقة لعناصر إرهابية تم تعقب نشاطها في المرتفعات الغربية" للبلاد، مؤكدة أن القتلى "عناصر قيادية" وأحدهم "نائب أمير تنظيم جند الخلافة". وصنّفت السلطات عام 2014 جبل السلوم وعددا من المرتفعات الأخرى في القصرين "منطقة عمليات عسكرية مغلقة" لمكافحة التنظيمات المتطرفة. وكان قد أصيب عنصران من الجيش "بجروح طفيفة" في اشتباك مع مسلحين يشتبه بأنهم جهاديون في جبل السلوم في 12 أغسطس/اب الماضي. وإضافة إلى "جند الخلافة" الموالي لتنظيم الدولة الإسلامية تنشط خلايا موالية لتنظيم القاعدة في جبال محافظة القصرين الحدودية مع الجزائر. وشهدت تونس بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس (الراحل) زين العابدين بن علي، طفرة في نشاط جماعات إسلامية متطرفة نفذت هجمات دامية أسفرت عن مقتل العشرات لا سيما من قوات الأمن والسياح، لكن حدة نشاطها تراجعت منذ عام 2017 اثر عمليات واسعة للقوات المسلحة. وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت الخميس عن تنفيذها "عملية استباقية" في مدينة بن قردان جنوب البلاد أسفرت عن "حجز 11 بندقية نوع كلاشنيكوف و14 مخزن ذخيرة و4400 طلقة"، وقد جاء ذلك اثر "الكشف عن ارتباط نفرين بعمليات تهريب أسلحة لفائدة تنظيمات إرهابية". وشهدت بنقردان المحاذية لليبيا أحد أكبر الهجمات في مارس/اذار 2016 استهدفت ثكنة للجيش ومركزين للشرطة والحرس الوطني وأدت إلى مقتل 13 من قوات الأمن وسبعة مدنيين، بينما قتل ما لا يقل عن 55 جهاديا واعتقل عشرات آخرون، وفق وزارة الداخلية. وانحسر الإرهاب في تونس إلى حد كبير على وقع عمليات أمنية استباقية تفكيك عشرات الخلايا النائمة، لكن خطره يبقى قائما مع وجود عناصر متطرفة يبدو عددها محدودا في المرتفعات الجبلية خاصة منها في القصرين وهي عناصر موالية لتنظيم الدولة الإسلامية (جند الخلافة) وتنظيم القاعدة (جماعة عقبة بن نافع).
مشاركة :