شكرا لقرائتكم واهتمامكم بخبر تعرف على خطورة زيادة الفركتوز في النظام الغذائي والان مع التفاصيل الكاملة عدن - ياسمين عبد الله التهامي - حذرت الدكتورة نوريا ديانوفا، خبيرة التغذية الروسية، من المخاطر التي يتعرض لها الكبد الناجمة عن زيادة سكر الفركتوز في النظام الغذائي. وتشير الخبيرة في مقابلة مع راديو "سبوتنيك" إلى أنه يعتقد أن سكر الفركتوز أقل ضررا من السكر التقليدي. ولكن هل هذا صحيح؟ وتضيف، يحصل الإنسان على سكر الفركتوز من الفواكه والثمار وبعض المواد الغذائية الطبيعية. ويعلم المصابون بمرض السكري، أن هذا السكر أقل ضررا للبنكرياس مقارنة بالسكر الاعتيادي. وتقول، "لا يعالج سكر الفركتوز مثل السكر العادي، لذلك لا يسبب الإجهاد للبنكرياس. ومن يعاني من السكري يعلم أن سكر الفركتوز أفضل قليلا من السكر العادي". ولكن الإفراط بتناول المواد المحتوية على سكر الفركتوز، قد يؤثر سلبا في حالة الكبد. وتقول، "يؤدي الحصول على كمية كبيرة من الفركتوز، إلى زيادة العبء على الكبد، حيث يتراكم على شكل أحماض دهنية في أنسجة الجسم". وتضيف موضحة، فما كمية الفواكه والثمار التي يمكن تناولها، دون إلحاق أي ضرر بالجسم. وتقول، "بالنسبة للنساء تكفي 150-200 غرام من الثمار أو الفواكه في الوجبة الواحدة، وبالنسبة للرجال 200-250 غراما". ووفقا لها، يجب ألا يتضمن النظام الغذائي اليومي المتوازن أكثر من وجبتين من الفواكه والثمار. ولكن يجب الحذر من بعضها. فمثلا لا ينصح بتناول أكثر من 100 غرام من العنب لأنه يحتوي على نسبة عالية من الفركتوز، ونفس الشيء يشمل الفواكه المجففة. وتقول، "يجب التقليل من تناول الفواكه المجففة. أي يجب أن تكون الكمية التي نتناولها في اليوم أقل بـ 3-4 مرات من الكمية المعتادة، أي نحو 50 غراما فقط".حذر علماء صينيون من الإفراط بتناول سكر الفركتوز، لأنه قد يؤدي إلى خلل في مسارات عملية التمثيل الغذائي، ويسبب أمراضا مختلفة. وتشير مجلة Chinese Medical Journal، إلى أن هذه الدراسة، مكرسة لدراسة استقلاب الفركتوز في الجسم. لأن الناس في الوقت الحاضر يستهلكون الفركتوز بكميات كبيرة، من خلال تناول المأكولات السريعة والمشروبات الجاهزة والعديد من المنتجات التي يدخل في مكوناتها. ويصبح هذا السكر في نمط الحياة الخامل، أحد عوامل الخطر للاضطرابات الأيضية ومرض السكري ومرض الكبد الدهني وأمراض القلب. ويقول البروفيسور تشانغ وي بينغ من جامعة تيانجين الطبية، "تقدم هذه الدراسة معلومات شاملة عن التقدم في دراسة الجوانب الجزيئية والخلوية لعملية التمثيل الغذائي للفركتوز، ودورها في تطور الأمراض المرتبطة بهذه العملية. وستساعد هذه النتائج على تطوير استراتيجيات التشخيص والوقاية وعلاج أمراض التمثيل الغذائي". ويذكر أن الخلايا المبطنة للأمعاء تمتص الجزء الأكبر من الفركتوز الذي يدخل إلى الجسم. وتحدد شدة الامتصاص بواسطة ناقلات البروتين GLUT5 وGLUT2 اللذين تعبر عنهما خلايا الأمعاء، حيث تنشط هذه المستقبلات استجابةً لمستويات الفركتوز - أي أنه كلما زاد تناول الشخص للسكر أو الفركتوز، زاد شغفه بالحلويات. ويمكن أن يؤدي نقص GLUT5 وGLUT2 إلى ضعف امتصاص الفركتوز وخلل في الأمعاء. وتتحكم الكلى والكبد، أهم مركزين في عملية التمثيل الغذائي، بمستوى الفركتوز بعد امتصاصه ووصوله إلى مجرى الدم. هنا في هذين العضوين يحول الفركتوز إلى الغلوكوز بعملية تسمى استحداث السكر. ولكن هذه العملية تتطلب تدمير جزيئات المركب العضوي أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP) التي هي مصدر الطاقة الرئيسي في الخلايا. ووفقا للباحثين، هذا يعني أن الإفراط في تناول الفركتوز يمكن أن يؤدي إلى استنفاد ATP في الخلايا، ما يسبب تنشيط مسارات أخرى في عملية التمثيل الغذائي، التي تسبب تراكم حمض البوليك في الدم والمفاصل، وبالتالي الإصابة بالنقرس. وعلاوة على هذا، يؤدي الإفراط في تناول الفركتوز إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم وتراكم الدهون في منطقة البطن. و يحذر الباحثون أيضًا من مخاطر التغيرات الجينية. لأن تنظيم استقلاب الفركتوز يتم على مستوى الجينات، بواسطة بروتين ChREBP، الذي يشارك في امتصاص ونقل وتحلل السكريات. وقد أظهرت نتائج الدراسات التي أجريت على الفئران أن ChREBP ضروري أيضًا لامتصاص وإخراج الفركتوز. ولكن وفقا لهم، لا تزال الآليات الجزيئية التي تنظم تنشيط بروتين ChREBP ردا على تحفيز الفركتوز غير مدروسة جيدًا.
مشاركة :