السنغالي باتيلي أمام «مهمة صعبة» في ليبيا تبدأ بـ«توحيد الخصوم»

  • 9/4/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رسمياً، السياسي والدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي، ممثلاً خاصاً له إلى ليبيا، ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في البلاد، وسط تعويل كبير على الدور المرتقب الذي سيلعبه. وعقب الإعلان عن قرار تعيين باتيلي، يوم السبت، تسابقت الأطراف المحلية والدولية لتأكيد دعمها الكامل له: «بما يضمن العمل على حل الأزمة السياسية في ليبيا». وينتظر باتيلي الذي قالت عنه البعثة الأممية لدى ليبيا، إنه يمتلك خبرة 40 عاماً في العمل السياسي والدبلوماسي، مهمة توصف بـ«الصعبة»، إذ يجب عليه العمل على «توحيد الخصوم» في البلاد، بما يضمن العودة بهم سريعاً إلى طاولة التفاوض السياسي. وتعاني ليبيا من الصراع الدامي على السلطة، بداية من مطلع مارس (آذار) الماضي، بين عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، وفتحي باشاغا، المكلف رئاسة حكومة جديدة من قبل مجلس النواب. ويرفض الدبيبة تسليم السلطة إلا لجهة منتخبة، بينما يصر باشاغا على تسلم مهامه، معتبراً حكومة الدبيبة «منتهية الولاية»، ما تسبب في تعطيل المفاوضات السياسية والعودة للاحتكام إلى السلاح. وباتيلي، المولود عام 1947، حاز درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة برمنغهام بالمملكة المتحدة، وكذلك الدكتوراه من جامعة «الشيخ أنتا ديوب» التي درس فيها التاريخ لفترة طويلة. وقالت البعثة الأممية لدى ليبيا، في بيان، إن المبعوث الجديد الذي يجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية بجانب لغات محلية، يمتلك خبرة تزيد على 40 عاماً في العمل مع حكومته الوطنية، والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات الإقليمية ومنظومة الأمم المتحدة. وفي أحدث مهامه مع الأمم المتحدة، عمل خبيراً مستقلاً للمراجعة الاستراتيجية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في عام 2021. وشغل باتيلي، في السابق، منصب نائب الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد، لتحقيق الاستقرار في مالي، بين عامي 2013 و2014، وكان ممثلاً خاصاً لوسط أفريقيا، كما ترأس مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا في الغابون، في الفترة من عام 2014 إلى 2016. ولفتت البعثة الأممية إلى أنه في عام 2018 تم تعيين باتيلي مستشاراً خاصاً للأمين العام بشأن مدغشقر، وفي عام 2019 عمل خبيراً مستقلاً للمراجعة الاستراتيجية لمكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا. وكان المبعوث الأممي الجديد قد شغل مناصب وزارية مختلفة في حكومة بلاده، منها منصب الوزير الأول في مكتب الرئيس المسؤول عن الشؤون الأفريقية، بين عامي 2012 و2013. ومن قبل ذلك تولى منصب وزير الطاقة والموارد المائية، ووزير البيئة وحماية الطبيعة. وبعد انتخابه لعضوية الجمعية الوطنية السنغالية في عام 1998، شغل باتيلي منصب نائب رئيس الجمعية من عام 2001 إلى عام 2006. كما انتُخب عضواً في المجموعة الاقتصادية لبرلمان غرب أفريقيا من عام 2002 إلى 2006. ويعد باتيلي ثامن مبعوث أممي منذ بداية الأزمة السياسية في ليبيا، عقب سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي في 2011. وآخر هؤلاء الدبلوماسي السلوفاكي كوبيش الذي عُيِّن في يناير (كانون الثاني) 2021، وكان يمارس مهامه من جنيف؛ لكنه تقدم باستقالته بعد 11 شهراً. وبينما قال ريتشارد نورلاند، مبعوث الولايات المتحدة وسفيرها لدى ليبيا، إنه ناقش هاتفياً مع رئيس حكومة «الاستقرار» عقب اجتماعاته المهمة في تركيا: «أهمية وقف تصعيد المواجهة العسكرية في طرابلس وما حولها»، شدد على «الحاجة الملحة لجميع الأطراف للعمل مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الجديد، لوضع خريطة طريق واضحة المعالم، لإجراء انتخابات مبكرة، باعتبارها الحل الوحيد لدعم الاستقرار في ليبيا». ورحب المجلس الرئاسي الليبي بتعيين باتيلي، مبعوثاً أممياً إلى البلاد، مشيداً «بخبرته واطلاعه على الملف الليبي، وبجهوده المبذولة أثناء قيامه بتقييم ودراسة هيكلة بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا». وأكد المجلس دور الأمين العام للأمم المتحدة في «دعم مساعي الليبيين للوصول إلى حلول سلمية، من خلال بعثتها في ليبيا، للذهاب إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب الآجال»، آملاً أن يسهم باتيلي «بخبرته الواسعة في مساعدة الليبيين للانتقال إلى الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التي يتطلع إليها الشعب الليبي». كما رحب الدبيبة، بتعيين باتيلي، قائلاً: «نؤكد من جانبنا دعمنا الكامل لعمله، وسندفع باتجاه الحل السياسي الشامل الذي يعجل بإصدار قاعدة دستورية توافقية، لإجراء الانتخابات». ووجه باشاغا حكومته بالتواصل مع المبعوث الجديد، بقصد «استكمال تمكين حكومته من مباشرة مهامها، لتهيئة الأوضاع الملائمة للوصول بليبيا إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال». دولياً، باركت وزارة الخارجية الألمانية تعيين باتيلي، كما عبر السفير الألماني لدى ليبيا ميخائيل أونماخت عن تطلعه للعمل مع المبعوث الأممي. وقال أونماخت، في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «هناك الكثير مما يجب عمله من أجل ليبيا والليبيين؛ وألمانيا على استعداد لدعم جهودكم».

مشاركة :