لا يزال الوضع ملتبسا حول محطة زابوريجيا النووية - جنوبي أوكرانيا، التي تسيطر عليها روسيا. واتهمت وزارة الدفاع الروسية في موسكو أمس، الجيش الأوكراني، بالرغبة في استعادة محطة الطاقة النووية على الرغم من وجود خبراء نوويين دوليين فيها. وقالت المصادر الروسية إن 250 جنديا أوكرانيا ومن سمتهم "مرتزقة أجانب" شاركوا في العملية. وذكر الجيش الروسي أنه صد الهجوم ودمر عدة زوارق أثناء العملية. وبحسب وزارة الدفاع في موسكو قتل 47 "مسلحا". من جانبه، اتهم الجيش الأوكراني بدوره روسيا بشن هجمات في اتجاه زابوريجيا البارحة الأولى. ولم تذكر التفاصيل في تقرير الجيش الأوكراني. وبحسب وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس"، فقد تضرر خط إمداد الكهرباء خلال القصف، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة التي لا تسيطر عليها روسيا. وتوجد مجموعة من الخبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة الطاقة النووية هناك منذ يوم الخميس الماضي لفحص المحطة وفحص أي أضرار محتملة. وعبرت روسيا عن قلقها لعدم منح أي تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة حتى أمس تمكن وفدها من حضور اجتماعات الجمعية العامة للمنظمة الدولية في أيلول (سبتمبر) الجاري، كما ورد في رسالة وجهتها موسكو إلى الأمين العام للأمم المتحدة واطلعت عليها وكالة "فرانس برس". وقال فاسيلي نيبينزيا السفير الروسي لدى الأمم المتحدة في الرسالة الموجهة إلى أنطونيو جوتيريس "حتى الأول من سبتمبر لم يتلق أي من الممثلين الروس البالغ عددهم 56 تأشيرة دخول للولايات المتحدة" قبل أسبوع من أعمال الجمعية العامة على مستوى عال من 20 إلى 26 سبتمبر في نيويورك. وأضاف أن "الأمر نفسه ينطبق على الصحافيين وأفراد طاقم الرحلة". وتابع نيبينزيا أن "الأمر المقلق هو أن السلطات الأمريكية رفضت مرات عدة في الأشهر الأخيرة منح تأشيرات لعدد من المندوبين الروس لحضور مناسبات رسمية للأمم المتحدة"، داعيا الولايات المتحدة إلى احترام "التزاماتها القانونية" و"منح" التأشيرات المطلوبة بسرعة. وتنص اتفاقية تعود إلى 1947 بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة، على أن تلتزم السلطات الأمريكية بعدم منع عبور ممثلي الدول الأعضاء إلى مقر الأمم المتحدة. ونوهت أولينا زيلينسكا زوجة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى التكلفة البشرية التي تتحملها بلادها في الحرب مع روسيا في ضوء الجدل الدائر حول ارتفاع أسعار المستهلكين في أوروبا. وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" والمزمع بثها بالكامل اليوم، قالت زيلينسكا: "بينما تعدون أموالكم في حساباتكم أو في جيوبكم، نقوم نحن بالفعل نفسه ونعد ضحايانا". ورأت زيلينسكا (44 عاما) أنه يجب أن تكون قصص ووجوه الناس الذين فروا من الحرب أو حتى فقدوا حياتهم، معروفة في كل أنحاء العالم " ليس عدد القنابل التي أسقطت أو المبالغ التي أنفقت، بل القصص البشرية وهذه يوجد منها الآلاف". وعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وساطة تركية للمساعدة على تسوية الأزمة حول محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية في أوكرانيا. وأفادت الرئاسة التركية، في بيان، أن "الرئيس أردوغان أعلن أن بإمكان تركيا لعب دور المسهل بشأن محطة زابوريجيا النووية، مثلما فعلت بالنسبة إلى الاتفاق حول الحبوب" التي توقف تصديرها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا لفترة قبل استئنافه. أعلنت أوكرانيا، الجمعة، أنها قصفت قاعدة روسية في إينرجودار (جنوب) الروسية قرب المحطة متهمة روسيا بأنها سحبت أسلحتها منها قبل تفتيشها من قبل فريق تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويثير وضع محطة زابوريجيا، الأكبر في أوروبا، التي سقطت في أيدي القوات الروسية في مارس بعيد غزو موسكو أوكرانيا، قلق عديد من القادة الدوليين. وكان موقعها هدفا للقصف ما يثير مخاوف من كارثة نووية. وبعد تفتيش هذه المنشآت مع فريق من منظمته، الخميس الماضي، قال رافاييل جروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن "السلامة المادية" لمحطة زابوريجيا النووية "انتهكت" نتيجة تعرضها لقصف متكرر، مؤكدا أن "هذا شيء لا يمكن أن يستمر". لكنه لم يحدد الطرف المسؤول فيما يتبادل الروس والأوكرانيون الاتهامات منذ أسابيع بقصف هذا الموقع. تقيم تركيا علاقات جيدة مع كل من موسكو وكييف. وإذا كانت أنقرة قد زودت أوكرانيا بطائرات دون طيار عسكرية، إلا أنها رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا بعد غزو أوكرانيا. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في تغريدة أمس، أن أوكرانيا تشن هجوما واسعا في جنوب البلاد في منطقة خيرسون، وهو ما يشكل ضغطا على قوات موسكو. وقالت الوزارة "أحد عناصر هذا الهجوم هو تقدم على جبهة غربية واسعة من نهر دنيبرو، وتركز على ثلاثة محاور داخل خيرسون أوبلاست التي تسيطر عليها روسيا". وتنشر وزارة الدفاع البريطانية معلومات جمعتها أجهزتها الاستخباراتية منذ بداية الحرب في 24 فبراير الماضي. واتهمت موسكو لندن بشن حملة تضليل مستهدفة.
مشاركة :