وتحدى آلاف المؤمنين بمن فيهم الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا المطر والرعد محتمين بمظلاتهم في ساحة القديس بطرس لحضور قداس التطويب وهو خطوة تسبق إعلان قداسة "البابا المبتسم". وكان قد أعلن "مكرما" في 2017. وكشفت قطعة كبيرة من القماش المطرز لصورة يوحنا بولس الأول معلقة على أحد جدران كنيسة القديس بطرس خلال الاحتفال. وقال البابا فرنسيس في عظته "بالابتسامة نجح البابا لوتشاني في نقل صلاح الرب. أمر جميل وجود كنيسة ذات وجه فرح وهادئ ومبتسم، لا تغلق الأبواب أبدا ولا تقسّي القلوب ولا تشتكي ولا تغذي الحقد ولا تغضب ولا تتعصب ولا تعاني حنينا إلى الماضي". وكان ألبينو لوتشاني، آخر بابا إيطالي، يتمتع بشعبية وقريبا من الناس. وقد اصبح حبرا أعظم خلفا لبولس السادس في آب/أغسطس 1978 وهو في الخامسة والستين من العمر. لكنه توفي بعد 33 يومًا وست ساعات على اثر نوبة قلبية. وفي الساعات الأولى من 29 أيلول/سبتمبر 1978 وجدته راهبة جثة هامدة في السرير ونظارته فوق أنفه وبضع ملاءات مطبوعة في يديه. لكن لم يجر تشريح للجثة لتأكيد سبب وفاته. ورافقت إعلان وفاته معلومات متناقضة وأخرى كاذبة حتى أنه جرى حديث عن تسميمه لأن البابا السيادي الجديد أراد تنظيم شؤون الكنيسة، ولا سيما الاختلاسات المالية داخل مصرف الفاتيكان. وقال كريستوف هينينغ الصحافي ومؤلف كتاب "حياة يوحنا بولس الأول الصغيرة" لوكالة فرانس برس إن "فرضية المؤامرة" تعززت بسبب الوضع "الكارثي" للاتصال في الفاتيكان في ذلك الوقت. وشكك خبراء كثر في هذه الفرضية. وفي كتاب نُشر في 2017 وكتب مقدمته الرجل الثاني في الفاتيكان المونسنيور بيترو بارولين، نفت الصحافية الإيطالية ستيفانيا فالاسكا التي أيدت ملف تطويب وتقديس يوحنا بولس الأول هذه الشائعات. "ودود مع الجميع" ولد ألبينو لوتشانو في 1912 في شمال إيطاليا لعائلة متواضعة جدًا من الطبقة العاملة. وقد حصل على دكتوراه في اللاهوت وعينه البابا بولس السادس في 1973، بطريركًا لمدينة البندقية. وخلال حبريته القصيرة نجح يوحنا بولس الأول الذي يُنظر إليه على أنه رجل توافق، في إضفاء طابع أبسط على أسلوب عمله كبابا. وقد دافع عن معارضة الكنيسة للإجهاض ومنع الحمل وبدأ عملية إصلاح داخلي. وعرف بحساسيته الكبيرة حيال الفقر وشدد على أهمية إعطاء "أجور عادلة" للجميع. ويوضح كريستوف هينينغ لفرانس برس أنه "ببساطة كبيرة" جعل "الوظيفة (البابوية) إنسانية وبسّط كل ما كان بروتوكولًا". وتتحدث الأخت مارغريتا مارين التي ساعدته في مقر عمله البابوي عن رجل "ودود مع الجميع". وقالت الراهبة الجمعة خلال مؤتمر صحافي أن يوحنا بولس الأول "عامل معاونيه باحترام كبير، واعتذر عن إزعاجهم. لم أره غاضبا يوما تجاه أي شخص". ويسبق الاعتراف بالفضائل البطولية التطويب الذي يتطلب معجزة. ويحتاج الأمر إلى معجزة ثانية لمنح منزلة "القديس". والمعجزة المنسوبة إلى ألبينو لوتشاني هي الشفاء غير المبرر ، في 2011 في بوينوس آيرس لفتاة تبلغ 11 عامًا كانت تحتضر، ولكن قيل إنها تعافت بفضل صلوات كاهن محلي طلب شفاعة يوحنا بولس الأول. وبين البابوات الجدد، أعلن قديسين الإيطاليان يوحنا الثالث والعشرون (1958-1963) وبولس السادس (1963-1978) بالإضافة إلى البولندي يوحنا بولس الثاني (1978-2005).
مشاركة :