الراعي يحذّر من التلاعب برئاسة الجمهورية: الشغور مؤامرة وخيانة بحق لبنان

  • 9/4/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «تعمد الشغور الرئاسي هو مؤامرة على ما يمثل منصب الرئاسة في الجمهورية، حتى إنه خيانة بحق لبنان»، داعياً القوى السياسية للاتفاق «على شخصيتين أو شخصية تحمل المواصفات التي أصبحت معروفة ومكررة، وليبادر المجلس النيابي إلى انتخاب الرئيس الجديد ضمن المهلة الدستورية التي بدأت في بداية شهر سبتمبر (أيلول) الحالي». وقال الراعي في «عظة الأحد» اليوم: «نُدين بشدة محاولة جعل الآليات الديمقراطية ضد المؤسسات الديمقراطية، وتحويل الأنظمة التي صُنعت لتأمين انبثاق السلطة وتداولها بشكل طبيعي وسلمي ودستوري، إلى أدوات تعطيل، يتبين من خلالها وجود مشروع سياسي مناهض للبلاد». وسأل: «باتت المسألة اليوم، وبكل أسف، من يتولى مسؤولية الفراغ أو الشغور الرئاسي؟ أرئيس الجمهورية الذي شارف عهده على النهاية أم الحكومة المستقيلة؟»، مضيفاً: «نحن نرى أن تعمد الشغور الرئاسي مؤامرة على ما يمثل منصب الرئاسة في الجمهورية، بل هو خيانة بحق لبنان». وشدد على أن «طرح الشغور الرئاسي أمر مرفوض من أساسه. فانتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية هو المطلوب الأوحد. الكلام عن شغور رئاسي محصور دستورياً باستقالة الرئيس أو وفاته أو سبب قاهر، حسب منطوق المادتين 73 و74 من الدستور. فالمادة 73 تتجنب الشغور بانتخاب الخلف قبل انتهاء الولاية بمدة شهر على الأقل، أو شهرين على الأكثر. والمادة 74 تتفادى الشغور المسبب بالوفاة أو الاستقالة أو بسبب آخر غير متوقع بالدعوة إلى انتخاب الخلف فوراً. في الحالة الحاضرة يجب تطبيق المادة 73. ولذا بات من واجب القوى السياسية الاتفاق على شخصيتين أو شخصية تحمل المواصفات التي أصبحت معروفة ومكررة، وليبادر المجلس النيابي إلى انتخاب الرئيس الجديد ضمن المهلة الدستورية التي بدأت». وحذّر الراعي من التلاعب برئاسة الجمهورية، معتبراً أن هذا الأمر «تلاعب بالجمهورية نفسها». وقال: «حذار فتح هذا الباب. إن البطريركية المارونية، المعنية مباشرة بهذا الاستحقاق وبكل استحقاق يتوقف عليه مصير لبنان، تدعو الجميع إلى الكفّ عن المغامرات والمساومات وعن اعتبار رئاسة الجمهورية ريشة في مهب الريح تتقاذفها الأهواء السياسية والطائفية والمذهبية كما تشاء، إن رئاسة الجمهورية هي عمود البناء الأساس الثابت الذي عليه تقوم دولة لبنان. وإذا تم العبث في هذا العمود، فكل البناء يسقط». وقال: «نحافظ على الأمل بحصول صحوة وطنية لدى الأحزاب والكتل النيابية، فتبادر إلى فعل الانتخاب، وتقي نفسها عار التاريخ والمستقبل ونقمة الأجيال؛ خصوصاً أن غالبية الذين خاضوا الانتخابات النيابية في شهر مايو (أيار) الماضي التزموا أمام الشعب بانتخاب رئيس جمهورية، وبانتهاج أداء وطني مختلف عن الأداء الذي كان رمز التعطيل والسلبية. ولا نزال نراهن على محبة اللبنانيين لوطنهم لبنان، وعلى إرادتهم في العيش المشترك، وعلى فخرهم بنظامهم الديمقراطي والتعددي والميثاقي، على أنهم جميعاً سيعودون في لحظة تجلٍّ إلى الخط الوطني الجامع وينقذون أنفسهم ولبنان، لأنه لا بديل لأي مكون عن لبنان. فكل الانتماءات الأخرى هي انتماءات بالإعارة».

مشاركة :