العالم يحتفل بالعام الجديد تحت شعار «السلام أقوى من الإرهاب»

  • 1/2/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وسط أجواء الفرح التي سادت المكان، قال سعد القادم من السعودية أنا سعيد جداً. الاحتفال في ساحة تايمز سكوير في نيويورك مشهور في العالم، لذلك قررت أن آتي وأحضره. أتمنى السلام للجميع في العالم. وفي الساعات السابقة لإسقاط الكرة من أعلى مبنى في الطرف الجنوبي لساحة تايمز سكوير، استمتع المحتفلون بعروض لفنانين مثل كاري أندروود وجيسي جيه. على مسارح عدة أنشأت بالمنطقة. وقبل دخول ساحة تايمز سكوير تعين على السائحين المرور عبر نقاط تفتيش أمني. وبعد دخول الساحة وجه رجال الشرطة الزوار إلى واحد من عشرات الأماكن المخصصة للمشاهدة حتى يتمكنوا من مراقبة الحشود عن كثب والسيطرة عليها. ومنعت الشرطة دخول حقائب الظهر والحقائب الكبيرة إلى المنطقة. وقامت بتفتيش كل الحقائب الأخرى مستخدمة أجهزة الكشف عن المعادن لتفتيش الجميع. وكانت السلطات الأمريكية أعلنت قبل يومين أنها أوقفت شاباً مسلماً يبلغ من العمر 25 عاماً، ووجهت إليه اتهاماً للاشتباه بمحاولته شن هجوم ليلة رأس السنة في نيويورك باسم تنظيم داعش. وفي مدن أخرى في أوروبا، أدت المخاوف الأمنية إلى إلغاء الألعاب النارية في بروكسل وباريس بعد أسابيع على الاعتداءات التي شهدتها العاصمة الفرنسية في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، وأدت إلى سقوط 130 قتيلاً. ومثلت عين لندن (لندن آي) خلفية لاستعراض بالألعاب النارية في العاصمة البريطانية، حيث تجمع آلاف الأشخاص على ضفاف نهر التايمز لاستقبال العام الجديد. وتحلى المحتفلون بالشجاعة لتحمل زخات المطر قبل استعراض منتصف الليل الذي اشتمل على 12 ألف لعبة نارية. وأعلنت الشرطة أن نحو ثلاثة آلاف عنصر نشروا في وسط لندن في جهد أمني وصف بغير المسبوق في مواجهة الإرهاب المحتمل. ونشر أكثر من مئة ألف شرطي في فرنسا لضمان أمن الاحتفالات، من بينها جادة الشانزيلزيه الذي يعد أكبر تجمع عام منذ الاعتداءات. وفي كلمته بمناسبة رأس السنة، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إن فرنسا لم تنته بعد من الإرهاب، مشيراً إلى أن التهديد بهجوم آخر يبقى في أعلى درجاته. واستغل هولاند رسالته بمناسبة العام الجديد للدفاع عن خطط مثيرة للجدل لإسقاط الجنسية عن المدانين بجرائم إرهابية. وقال في كلمة بثها التلفزيون الخطر لا يزال قائماً... لا يزال في الواقع عند أعلى مستوياته.. ونحن نحبط بشكل منتظم هجمات مدبرة. على الصعيد الداخلي، دعا الرئيس الاشتراكي البرلمان إلى تحمل مسؤولياته عبر إقرار الإصلاح الدستوري الذي اقترحه من أجل إعطاء أساس صلب لحالة الطوارئ ونزع الجنسية عن فرنسيين تمت إدانتهم بقضايا إرهابية، ويحملون جنسية أخرى. ومنعت الألعاب النارية في إيطاليا بسبب ارتفاع نسبة التلوث في الجو، وكذلك خوفاً من أن يؤدي دوي انفجارها إلى حالة ذعر بين السكان. في مدريد، لم يسمح لأكثر من 25 ألف شخص بدخول ساحة بويرتا ديل سول، حيث تم الاحتفال بقدوم العام الجديد بسبب مخاوف أمنية. وأصيب 15 شخصاً بحروق مختلفة خلال حفل استقبال العام الجديد بأحد الفنادق الريفية في بلدة داتلين بالطرف الشمالي لمنطقة الرور الألمانية بسبب الألعاب النارية. وبقيت جاكرتا في حالة تأهب قصوى بعدما أعلنت الشرطة الإندونيسية عن كشف مخطط لشن هجوم انتحاري ليلة رأس السنة في العاصمة الإندونيسية. في بيونغ يانغ، أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في خطاب استمر نصف ساعة عبر التلفزيون، أن تحسين معايير المعيشة سيكون من أولوياته في العام الجديد. وفي إسطنبول التي تربط بين قارتي أوروبا وآسيا، قالت الشرطة إنها زادت عدد أفرادها في شوارع المدينة إلى نحو عشرة آلاف. وألقت الشرطة التركية يوم الأربعاء القبض على شخصين يشتبه بانتمائهما لتنظيم داعش ويعتقد أنهما كان يخططان لهجمات انتحارية عشية العام الجديد في العاصمة أنقرة. ومن روما دعا بابا الفاتيكان فرنسيس الأول خلال رسالته بمناسبة العام الجديد، المسيحيين الكاثوليك إلى اتخاذ موقف قوي ضد الحرب والإرهاب لأنهما أثرا بقوة على عام 2015. وقال البابا في عظته، إن التغلب على اللامبالاة التي تحبط التضامن هو أمر ضروري لإرساء السلام. وشددت الإجراءات الأمنية خلال إلقاء العظة. وفتشت الشرطة الحقائب للقادمين على بعد أمتار من ساحة القديس بطرس ومر نحو عشرة آلاف شخص بإجراءات تفتيش إضافية تشبه تلك المتبعة في المطارات حتى يدخلوا كاتدرائية القديس بطرس، ويحضروا القداس ويستمعوا إلى العظة. وقال البابا نتساءل إلى متى سيستمر الشر البشري في نشر العنف والكراهية في عالمنا وحصد الضحايا الأبرياء... نرى جحافل من الرجال والنساء والأطفال يفرون من الحرب والجوع والاضطهاد ويجازفون بأرواحهم لمجرد أن يجدوا احتراماً لحقوقهم الأساسية. ودعا الناس إلى التغلب على ما سماه سيل البؤس من خلال بناء عالم أكثر عدالة وأخوة... عالم يستطيع أن يعيش فيه كل فرد وكل كائن في سلام وانسجام مع خلق الله. بدورها حثت الملكة مارجريت الثانية ملكة الدنمارك المواطنين على عدم العيش في خوف لدى تناولها الهجمات الإرهابية التي شهدتهما باريس وكوبنهاجن في عام 2015. وأضافت الملكة في حديثها المتلفز بمناسبة رأس السنة الجديدة:يجب ألا يكون رد فعلنا على ذلك هو الخوف المؤدي إلى الشلل. وتحدثت الملكة كذلك عن تدفق اللاجئين، مشيرة إلى أن العديد من اللاجئين طلبوا الحماية في الدنمارك. وأضافت: كم عدد الذين يمكننا مساعدتهم وكيف يمكن مساعدتهم بأفضل وسيلة؟ أتمنى أن تصبح السنة الجديدة عاماً جيداً لجميع أولئك الذين لجأوا إلى الدنمارك. وفي الفلبين، حيث تسجل خسائر بشرية في احتفالات رأس السنة في كل عام، أسفر الرصاص الطائش عن سقوط قتيلين ومئات الجرحى. ويؤمن الكثير من الفلبينيين بأن الضجيج خلال الاحتفالات يسمح بإبعاد الأرواح الشريرة، لذلك يستخدمون بكثافة الأسهم النارية والمفرقعات وإطلاق النار في الهواء. وعالجت مستشفيات عدة في البلاد أشخاصاً يعانون في بعض الحالات من بتر في الأطراف بسبب انفجار مفرقعات. وفي أحد الأحياء العشوائية في مانيلا، سببت فرقعات اندلاع حريق كبير امتد بسرعة، كما قال الناطق باسم فرق الإطفاء ريناتو مارسيال. وقال المسؤول في البلدية جوني يو إن النيران دمرت عدداً كبيراً من الأكواخ، مما أدى إلى تشريد نحو ثلاثة آلاف شخص. وتوفيت امرأة 65 عاماً بأزمة قلبية عندما رأت بيتها تلتهمه النيران. في ريو دي جانيرو، قدر عدد الذين حضروا الاحتفال بالعام الجديد على شاطىء كوباكابانا بمليوني شخص. في ساحل العاج، أعلن الرئيس الحسن وتارا أنه سيخفف عقوبات 3100 سجين أوقفوا بعد أعمال العنف التي تلت الانتخابات في 2012-2011، لمناسبة رأس السنة. (وكالات)

مشاركة :