أحمد السعداوي (أبوظبي) مع اقتراب ختام فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي الذي انطلقت في التاسع عشر من نوفمبر الماضي، لا يزال الحدث التراثي الكبير الذي تشهده منطقة الوثبة بأبوظبي مليئاً بالمناشط والأحداث التي تستقطب أعداداً غفيرة من الجمهور من كل الجنسيات والأعمار، وتتوافد على ساحاته وفود رسمية محلية وعالمية، مؤكدة نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه بإعلاء قيمة التراث الإماراتي في نفوس الجميع، وكانت آخر هذه الزيارات التي قام بها مساء أمس الأول الشيخ فيصل بن سلطان بن سالم القاسمي، وتفقد خلالها أرجاء المهرجان، واطلع على نماذج فريدة من الموروث المحلي الإماراتي زينت أرجاء المهرجان، بما اشتملته من حرف الأقدمين ومشغولاتهم التراثية ووسائل الحياة التي عرفوها في زمن الأولين، كما شهد المهرجان زخماً من الفعاليات المتنوعة، منها حفل التكريم الكبير الذي أقامته شركة الفوعة للتمور للهيئات والمؤسسات والأفراد التي ساهمت في إنجاح المشاركة المتميزة لجناح الفوعة بالمهرجان، كما قامت إدارة المهرجان بتكريم 110 من متطوعي تكاتف، تقديراً لدورهم الكبير في مساعدة الجمهور على مدى أيام المهرجان المقرر أن تنتهي غداً بعد مسيرة حافلة بالعطاء من جانب أبناء الإمارات الذين تنافسوا في إبراز حبهم لتراث الآباء والأجداد، وحرصهم على توصيل رسائله للجميع محليا وعالمياً طوال فترة المهرجان. حقائق ومعارف حظيت الزيارة التي قام بها الشيخ فيصل بن سلطان بن سالم القاسمي، باهتمام خاص من جانب إدارة المهرجان، حيث كان في استقباله محمد سيف النيادي، مدير عام المهرجان، حيث بدأت الزيارة بجولة تفقدية في «جناح ذاكرة الوطن»، الذي يعتبر من أبرز فعاليات المهرجان وبتنظيم من الأرشيف الوطني، جال فيها على قاعات الجناح، وشاهد صوراً وأفلاماً تاريخية حول مسيرة الاتحاد وبناء الدولة والدور الذي لعبه المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تأسيس الاتحاد، خاصة وأن جناح ذاكرة الوطن تضمن وسائل عرض ذا تقنية حديثة لأول مرة في المهرجان، وأحدثت تفاعلاً حياً بين الجمهور وما يشاهدونه أو يستمعون إليه من حقائق ومعارف عن تاريخ الإمارات، والاطلاع على كثير من الوثائق الخاصة بمراحل حياة الشيخ زايد يرحمه الله، والتي تبرز جهوده الكبيرة في ترسيخ أسس التنمية في دولة الإمارات في المجالات كافة. ثم انتقل القاسمي إلى فعالية الأحياء التراثية المشاركة التي تنظمها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، والتي اشتملت عدداً كبيراً من موروثات محلية ونماذج للصناعات والحرف التقليدية المشاركة في الفعالية، إلى جانب الإمارات التي شاركت بجناح كبير أطلق عليه اسم الحي الإماراتي، والذي عرض التقاليد والتراث والثقافة الإماراتية ومدى تنوعها بطريقة تثقيفية تعليمية فريدة، ومن بين الدول المشاركة بلدان خليجية وعربية وأوروبية، وآسيوية، ما أعطى فعالية الأحياء التراثية بعداً عالمياً جعلت من ساحات «زايد التراثي» بوتقة حضارية مزجت بين ألوان الفنون الشعبية والحرف التراثية والنماذج التاريخية للكثير من شعوب الأرض، تتنوع بين الإماراتي، والسعودي، والبحريني، والعُماني، والمصري، والمغربي، والبوسني، والأفغاني، والصيني، والهندي. احتفاء بالتمر ... المزيد
مشاركة :