شكّلت الأفلاج في مدينة العين منذ القدم مصدراً رئيساً من مصادر المياه العذبة، ولعبت دوراً مهماً في توفير المياه على مدار العام لسكان واحة العين قديماً· واعتمدت الحياة على الأفلاج قديماً، واستقر الإنسان أينما وجدت الأفلاج التي تفيض بالمياه وتسقي الواحات التي تحوي بين جنباتها الأشجار بمختلف أنواعها، وظلت حتى يومنا رمزاً تراثياً يربط الحاضر بالماضي، ولهذه المنطقة تاريخها القديم، وكفاح إنسانها وصموده في ظل متغيرات الحياة، ومن هذه الواحة الغناء كانت انطلاقة واهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بها، ليقود ملحمة التشجير، ونشر الرقعة الزراعية، واتساع المساحات الخضراء. وتشتهر مدينة العين بما تضمه رحابها من أفلاج عديدة، وهي المدينة الوحيدة في دولة الإمارات التي تضم هذا العدد من الأفلاج، حيث توجد بها تسعة أفلاج رئيسة، والعديد من الأفلاج الفرعية والروافد، والفلج عبارة عن قناة محفورة في باطن الأرض لتجميع المياه الجوفية أو مياه العيون والينابيع أو مياه الأمطار، ويتم انتقالها من مواردها الطبيعية في قناة الفلج بواسطة قوة الجاذبية الأرضية، دون استعمال أي آلات لرفعها حتى وصولها إلى الشريعة وتوزيع المياه على النخيل. أفلاج العين يوجد في العين العديد من الأفلاج المغذية لواحات النخيل، ومنها: فلج العيني، فلج الداودي، فلج المويجعي، فلج المعترض، فلج الجيمي، فلج القطارة، فلج هيلي، فلج مزيد، وفلج الراكي، والكثير من الروافد، ويبدأ مجرى كل فلج من الأمهات، ويسير الماء تحت سطح الأرض على عمق يراوح بين «90 و95 فوت» من بداية الفلج في طريق غير مستقيم، لزيادة قوة دفع المياه، وارتفاع تدريجي غير ملحوظ حتى وصوله إلى الشريعة فوق سطح الأرض، ثم يوزع على قنوات الري (العوامد) لري النخيل، وعادة ما تكون أمهات الأفلاج في أماكن جبلية أو مناطق سهول قريبة من الجبال، حيث يرتفع منسوب المياه الجوفية، وتوجد أمهات فلج العيني بالقرب من أم سديرة، وكان من قبل أمهاته بمنطقة المراغ، وهذا الامتداد ما بين المراغ وأم سديرة تم بفضل التوسعة التي أمر بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفلج الداودي، وهو أيضاً تمت توسعته، وفلج المويجعي، وتوجد أمهاته بجوار الجوازات القديمة في منطقة حميرة وسط المدينة، وفلج المعترض توجد أمهاته عند مركز شرطة المربعة القديمة، وفلج الجاهلي، وتوجد أمهاته بجوار قسم الصيانة لدائرة الزراعة من الشرق، وفلج الجيمي ويمر بولاية البريمي في سلطنة عمان، وفلج القطارة، وتوجد أمهاته جنوب مدينة صعراء بولاية البريمي في سلطنة عمان، وفلج هيلي وتوجد أمهاته شرق الفوعة، ويوجد به ساعدان، وفلج مزيد، وتوجد أمهاته من منطقة مساقي مزيد إلى الشرق، وسميت مدينة العين بهذا الاسم لكثرة العيون والآبار بها، التي كانت تستخدم في الزراعة وسقي الحيوانات. الاهتمام بالأفلاج تتميز مدينة العين بأنها المدينة الوحيدة التي تضم هذا العدد من الأفلاج والواحات، حتى إنها وصفت بمدينة الواحات، وقد أولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رعاية خاصة واهتماماً بالغاً للواحات والأفلاج، حيث كان يتم قديماً حفر الآبار والسلول بمعرفة قسم الأفلاج والواحات، وتحت إشراف لجنة الأفلاج والواحات، حيث تم تشكيل لجنة للإشراف ومتابعة الأعمال بالأفلاج والواحات، وتعيين مراقبين ومعرفين وعمال ري، والقيام بأعمال الري والصيانة والوقاية والرش والنظافة وصيانة الطرقات الداخلية والجدران والأبواب وقنوات الري، وتم تطوير الواحات وعمل طرق داخلية وممرات وبوابات، حتى يتمكن المالك من الوصول إلى نخيله بكل يسر، ويتم عمل صيانة دورية للأفلاج والثقاب، للحفاظ عليها من أي أضرار، وعمل شبك حماية على مسارات الأفلاج من الجانبين، للحفاظ عليها من أي تعديات نتيجة الزحف العمراني وأعمال البينية التحتية. واحات النخيل تضم مدينة العين العديد من الواحات (واحة العيني ـ واحة الداودي ـ واحة المويجعي ـ واحة المعترض ـ واحة الجيمي ـ واحة القطارة ـ واحة هيلي)، وتضم كل واحة عدداً من مزارع النخيل المملوكة للمواطنين، وقد آلت إليهم عن طريق الميراث، ويتم الإشراف عليها، وتقديم كل الدعم من أعمال الصيانة والري والوقاية والرش والنظافة وصيانة قنوات الري والجدران والطرق والأبواب، تحت إشراف قسم الأفلاج والواحات بلدية مدينة العين. الأبراج والحصون ارتبطت نشأة الأفلاج واستخدامها في الري بنشأة المباني التاريخية التي تشتهر بها مدينة العين، وشيدت الحصون والقلاع والأبراج لحماية موارد المياه والأراضي في تلك الواحات من الطامعين فيها. وكان لحكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن أمر بتعيين المرحوم عبدالله بن هلال الكويتي أول رئيس لقسم الأفلاج والواحات، وبعد وفاته أمر بتعيين المرحوم سلطان بن أحمد الكويتي في عام 1968، كما أمر بتعيين عدد من المواطنين ذوي الخبرة والمعرفة بملاك النخيل وأهل الواحة من أهل المنطقة التي توجد بها الواحة، وذلك لمتابعة سير العمل بالواحة، وتوزيع المياه على مزارع النخيل بالتساوي، وحل المشكلات بين الجيران وترسيم الحدود بين الملاك، نظراً لخبراتهم ومعرفتهم الجيدة بالواحة والملاك، وليكونوا مسؤولين عن الواحات والأفلاج بشكل كامل، ثم يتم تعيين عدد من المواطنين الشباب بالواحات والأفلاج لاكتساب الخبرات من الرعيل الأول للمحافظة على الإفلاج والواحات واستدامتها، جيلاً بعد جيل. عريف ووكيل الفلج عريف الفلج هو الشخص الذي لدية إلمام كامل ومعرفة تامة بكل ملاك النخيل بالواحة، ومعرفة مسار الفلج من أمهاته وحتى الشريعة وحدود النخيل، أما الوكيل أو المراقب فيقوم بالإشراف على الواحة، وتقديم الدعم والمساعدة والإرشاد للملاك للحفاظ على نخيلهم، ومتابعة أعمال الري وعمال الري وحركة توزيع المياه على النخيل ودوران الفلج، وأعمال الصيانة والوقاية والرش والنظافة، ومتابعة أعمال الشركات بمناطق ومسارات الأفلاج، للحفاظ عليها من أي تجاوزات أو أضرار. حصص توزيع الماء كانت تستخدم طريقة توزيع حصص الماء بقياس الظل وتوزيع البادة في السابق، وتم إلغاؤها من قبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واعتماد الطرق الحديثة في أعمال الري، وكمية المياه المغذية للواحات، وطرق توزيعها على مزارع النخيل، تحت إشراف مراقبي الواحات. أمهات الأفلاج والثقاب أمهات الأفلاج وجميع مسارات الأفلاج والثقاب التابعة لكل فلج معروفة، وتم تحديثها وعمل مخططات لها وتسجيلها علي نظام البلدية، بمعرفة لجنة الأفلاج ومراقبي الواحات، الذين لديهم إلمام كامل ومعرفة تامة بجميع مسارات الأفلاج والثقاب التابعة لكل فلج، بالتعاون مع قسم المساحة بقطاع تخطيط المدن والمساحة، للحفاظ عليها من أي تعديات نتيجة التطوير العمراني وأعمال البنية التحتية، ويتم عمل صيانة دورية لجميع ثقاب الأفلاج للحفاظ عليها وحمايتها من أي أضرار. عدد أشجار النخيل تتميز مدينة العين بزراعة النخيل، حيث تولي الدولة شجرة النخيل الاهتمام والرعاية الكاملة، لما لهذه الشجرة المباركة من فوائد عظيمة، وتوجد بالشوارع والحدائق والمزارع والبيوت، وتتميز واحات العين بأنها تضم أجود أنواع النخيل على مستوى العالم، حيث توجد بالواحات فقط 187 ألفاً و364 نخلة، وكذلك توجد بها أشجار فواكه في بعض مزارع المواطنين، مثل المانجو والموز والتين والبرتقال والليمون والأمبو، ويتم الاهتمام بها ورعايتها ضمن برنامج أعمال الري والوقاية المعتمد لمزارع النخيل بالواحات. دور بلدية العين تقوم بلدية مدينة العين، ممثلة في قسم الأفلاج والواحات بدور مهم وحيوي في الحفاظ على الأفلاج والواحات والاهتمام بها، حيث قامت بعمل شبك حماية على جميع الأفلاج في مدينة العين من الجانبين، لحمايتها والحفاظ عليها من أي أضرار، وصيانة الثقاب التابعة لكل فلج، ورفعها مترين تقريباً عن سطح الأرض وصبغها، وكتابة اسم كل فلج على الثقاب التابعة له، وعمل حواجز حديدية وبوابات داخل المناطق السكنية التي تمر منها الأفلاج لحمايتها، وكذلك رفع وتحديث جميع الأفلاج ومسارتها، وعمل مخططات لها، ووضعها على المخطط العام لمدينة العين، وعمل الصيانة الدورية للأفلاج والواحات وقنوات الري والجدران والطرق الداخلية بجميع الواحات، وتركيب بوابات إلكترونية على جميع المداخل للواحات، وبناء غرف ومكاتب وسكن للعمال ذات طابع تراثي معماري يتماشى مع الطابع التاريخي والتراثي للواحات، ما ساعد على إدراج واحات العين على قائمة التراث العالمي (اليونيسكو) في يونيو 2011. أطول فلج وأكبر واحة يعتبر فلج هيلي من أطول الأفلاج في مدينة العين، إذ يبلغ طوله نحو تسعة كيلومترات تقريباً، وتعتبر واحة العين (واحة العيني وواحة الداودي مشترك) من أكبر الواحات مساحة، إذ تبلغ مساحتها مليوناً 308 آلاف و578 متراً مربعاً تقريباً، وتوجد بها 703 مزارع نخيل، كما عُثر على واحد من أقدم الأفلاج في المنطقة أثناء التنقيب في منطقة هيلي الأثرية، في اكتشاف مهم غيَّر خريطة التاريخ المتعلقة بالأفلاج، وذلك بعد أن تم اكتشاف «فلج هيلي 15» الذي يعود إلى العصر الحديدي، ويؤرخ الفلج لـ1200 قبل الميلاد. رؤية الشيخ زايد كان للدعم والاهتمام الذي أولاه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالغ الأثر في الحفاظ على الأفلاج والواحات واستدامتها، فقد شارك المغفور له الأهالي في حفر الفلج، وقدم لهم كل الدعم والمساعدة، وأمر بعمل الصيانة الدورية للأفلاج والثقاب، وأمر بتنفيذ مشروع تطوير الواحات، وعمل المداخل الرئيسة والطرق الداخلية والجدران والممرات، وتجديد وصيانة العوامد (قنوات الري )، كما أمر بمد خطوط مياه لجميع واحات العين، نظراً لقلة الأمطار، ونقص المياه بالإفلاج، للحفاظ على نخيل الواحات واستدامتها. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :