توجه أكثر من 3.6 مليون تلميذ وطالب من مختلف المراحل التعليمية اليوم (الأحد) إلى مدارسهم مع بدء العام الدراسي الجديد في سوريا. وتجمع مئات التلاميذ صباح اليوم أمام مواقف الباصات في انتظار الحافلات العامة لنقلهم إلى مدارسهم المنتشرة في مختلف أرجاء العاصمة السورية، التي تشهد حركة قليلة بالنقل بسبب قلة الوقود وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، بحسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق. وقال وزير التربية السوري دارم طباع في تصريح صحفي لوكالة الأنباء السورية (سانا) أم (السبت ) إن أكثر من 3.651 مليون تلميذ وطالب سيتوجهون إلى 13660 مدرسة، مشيرا إلى أن عدد الأبنية المدرسية غير المستثمرة يبلغ 8733 منها 457 مدرسة متضررة بشكل كلي. وتابع أنه سيتم العمل على تأهيل 400 بناء مدرسي خلال العام القادم لاستثمارها ضمن العملية التربوية بهدف استيعاب التلاميذ والطلاب والتخفيف من الكثافة الصفية وأعباء الوصول إلى المدارس. ومع بدء العام الدراسي الجديد، قدمت جمعيات خيرية ومبادرات أهلية ومجتمعية مساعدات عينية من حقائب مدرسية وقرطاسية ولباس وكتب للأسر السورية لتخفيف الأعباء عن كاهل السوريين. وقال الدكتور طارق الحجار المسؤول عن إحد المبادرات المجتمعية في محافظة السويداء جنوب سوريا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الوضع الاقتصادي الصعب لدى غالبية السوريين الذي فرضته مفرزات الأزمة السورية منذ أكثر من 11 عاما دفع بعض المغتربين إلى تقديم مساعدات لجهات تعمل في المجال الإنساني كي تقدم دعم ومساندة لهذه الأسر، وخاصة قبل بدء العام الدراسي". وأشار الحجار إلى تقديم قرطاسية كاملة لعدد من المدارس في السويداء وريفها، والتكفل بتأمين نقل التلاميذ من القرى والبلدات إلى مدارسهم من خلال دفع مقابل التنقل لحافلات طيلة العام الدراسي، مؤكدا أن هذا الأمر يأتي للتشجيع على العلم وعدم ترك المدرسة. ويحتاج كل طالب في سوريا أكثر من 300 ألف ليرة، أي ما يعادل 70 دولارا تقريبا، ليشتري احتياجات المدرسة من لباس ودفاتر وكتب، وفق خبراء اقتصاد في سوريا، مشيرين إلى أن دخل المواطنين لا يمكنهم من تأمين احتياجات أولادهم مع بداية العام الدراسي الجديد. وخلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 11 عاما في سوريا، عانى الأطفال معاناة شديدة. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في يناير الماضي إن أكثر من نصف الأطفال في سوريا يفتقدون فرص التعليم. وفي مايو، قالت اليونيسف إن "أكثر من 6.5 مليون طفل في سوريا بحاجة إلى المساعدة، وهو أعلى رقم مسجل منذ بداية الأزمة" في البلاد. وأشارت إلى أن الأزمة في سوريا لم تنته بعد، قائلة إنه في الأشهر الثلاثة الأولى فقط من هذا العام قتل وأصيب 213 طفلاً. وأضافت أنه منذ بداية الأزمة عام 2011، تأكد مقتل وإصابة أكثر من 13 ألف طفل
مشاركة :