أكدت الحكومة اليمنية أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تختلق أزمة وقود في مناطق سيطرتها بهدف إعادة تشغيل السوق السوداء وجني أرباح طائلة، مشيرةً إلى أنه لا يوجد أي استحداث أو قيود خاصة قديمة أو جديدة مفروضة من قبلها على المشتقات النفطية الواردة إلى موانئ الحديدة، فيما أكدت أن الموقف الدولي المتراخي إزاء تصعيد الميليشيات أسهم في تماديها بممارساتها التخريبية لجهود التهدئة وإحلال السلام. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية اليمنية ونشرته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تجبر منذ 10 أغسطس الماضي الشركات وتجار المشتقات النفطية على مخالفة القوانين النافذة والآلية المعمول بها لاستيراد المشتقات النفطية عبر موانئ الحديدة منذ إعلان الهدنة في 2 أبريل الماضي، ما يؤدي إلى عرقلة دخول سفن المشتقات النفطية بشكل منتظم وفقاً لبنود الهدنة الجارية وخلق أزمة مصطنعة في الوقود. وأضاف البيان أن «الحكومة اليمنية أبلغت المبعوث الأممي والدول الراعية للعملية السياسية بخطورة محاولة الميليشيات تجاوز الآلية المعمول بها والتي تهدف من ورائها لتسهيل استيراد النفط المهرب وإدخال المواد المحظورة وتمكين الشركات الخاصة التابعة للقيادات الحوثية من استيراد الوقود بشكل مباشر بالإضافة إلى إعادة تشغيل السوق السوداء التي يجني من ورائها الحوثيون أموال طائلة». وأكد البيان أن الميليشيات الحوثية تسعى إلى خلق أزمة مشتقات نفطية غير حقيقية بهدف ضخ الكميات المخزنة من النفط، التي تم إدخالها من بداية الهدنة ككميات تجارية، إلى السوق السوداء لمضاعفة أرباح الجماعة منها، لافتاً إلى أنه تم تفريع 35 سفينة في ميناء الحديدة وهي جميع السفن التي تقدمت بطلباتها خلال الفترة وتحمل كمية مشتقات تقدر بـ 963،492 طن. وأشار البيان: «رغم أن الميليشيات الحوثية تحصل على كافة إيرادات ميناء الحديدة من الضرائب والجمارك وغيرها من الإيرادات إلا أنها تفتعل هذه الأزمة من أجل حرمان اليمنيين من المشتقات النفطية كما حرمتهم من رواتبهم المستحقة وفقا لاتفاق إستكهولم»، مؤكداً أنها «حين تفتعل ذلك تضرب بعرض الحائط ببنود الهدنة القائمة وتتجاهل النتائج الإنسانية على الشعب اليمني». وأضاف البيان: «لقد دأبت الميليشيات بشكل متكرر لمحاولة الهروب من استحقاقات الهدنة الحالية ابتداءً برفضها غير المبرر فتح الطرقات وفك الحصار المفروض على مدينة تعز، وتعطيل اجتماع اللجنة العسكرية الذي كان منعقدا في العاصمة الأردنية عمّان برعاية مكتب المبعوث الأممي، ثم محاولتها مؤخراً إغلاق آخر المنافذ التي تتنفس منها مدينة تعز عبر الهجوم على منطقة الضباب، إضافة إلى خرقها الصارخ لاتفاق ستوكهولم وللهدنة عبر نقل وحشد القوات وتنفيذ العروض العسكرية وأخرها في الحديدة، فضلاً عن الخروقات العسكرية اليومية داخل اليمن والتي تستخدم فيها الطيران المسير والصواريخ الباليستية». وحملت الحكومة في بيانها ميليشيات الحوثي الإرهابية مسؤولية أي أزمة بسبب انعدام أو ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، مؤكدةً للشعب اليمني وللمجتمع الدولي التزامها ببنود الهدنة . وفي سياق متصل، قال وزير الإعلام اليمني معمر الارياني إن الموقف الدولي المتراخي إزاء تصعيد ميليشيات الحوثي، أسهم في تماديها في ممارساتها التخريبية لجهود التهدئة وإحلال السلام. وأضاف الإرياني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»: أن «المجتمع الدولي يغض الطرف عن رفض الميليشيات الحوثية تنفيذ أي من بنود الهدنة الأممية، وجرائمها وانتهاكاتها المتواصلة بشكل يومي بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها». وأشار إلى أن «الميليشيات تعتبر الصمت الدولي غير المبرر تجاه تعنتها وتنصلها من التزاماتها التي نصت عليها الهدنة وممارساتها الإرهابية، ضوء أخضر لمزيد من التصعيد وارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق اليمنيين». السيطرة على اليمن.. هدف مشترك للتنظيمات الإرهابية أثار بث تنظيم «القاعدة» الإرهابي رسالة مسجّلة لموظف بالأمم المتحدة مختطف في اليمن منذ أكثر من 6 أشهر، وضبط الأجهزة الأمنية خلية إرهابية حوثية أوكلت إليها مهمة زراعة العبوات الناسفة والمتفجرات وتنفيذ الاغتيالات، والاعتداءات التي نفذتها قوات موالية لجماعة «الإخوان» ضد الأجهزة الأمنية في المحافظات المحررة، تساؤلات حول علاقات التنظيمات الإرهابية في اليمن فيما بينها. واعتبر خبراء ومحللون يمنيون في تصريحات لـ«الاتحاد» أن استعادة نشاط تنظيم «القاعدة» هدف مشترك لـ«الحوثي» و«الإخوان» لعرقلة جهود إحلال السلام وضرب محاولات التسويات السلمية وخطوات إنهاء الانقلاب، بإقحام المحافظات المحررة في حرب جديدة، بعد تفخيخه بالإرهابيين وجره إلى الفوضى، في محاولة لإعادة سيناريو عامي 2015 - 2016، عندما تمكّنت قوات الأمن المحلية من دحر الإرهاب من المناطق المحررة. وتعتمد الجماعات والميليشيات الإرهابية على التنظيم الإرهابي في القيام بأعمال الفوضى وتنفيذ الاغتيالات تجاه كل من يقف أمام مشروعهما الدموي. وكشف أمجد طه الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط تصريحات لـ«الاتحاد» عن أن «الإخوان» يرتبون صفوفهم من جديد وينسقون مع «القاعدة» وفلول «داعش» بهدف مهاجمة المناطق المحررة، مشيراً إلى أن اليمن كلما اقترب من مرحلة الدولة تقوم الجماعات الإرهابية بمحاولة هدم كل ما سبق. وتشترك جماعة «الإخوان» مع تنظيم «القاعدة» في الكثير من الجوانب الفكرية، وتجمعهما مع ميليشيات الحوثي أهداف مشتركة تتمثل في محاربة أعداء مشتركين يتعارضون مع مصالحهم، وسعيهم لبسط السيطرة على مناطق استراتيجية توفر دعماً لحروبهم ضد أعدائهم. بدوره، قال السياسي اليمني محمود عطية في تصريحات لـ«الاتحاد» إن «الإخوان» يستغلون الموقف الحالي في اليمن، من خلال التحالف مع كافة التنظيمات الإرهابية. وأكد عطية أن الجماعات الإرهابية لا تختلف عن بعض بأي شكل، قائلاً: «لهم سجونهم ويقومون بعمليات تعذيب ممنهج ضد المعتقلين لديهم، الأمر الذي يجب مواجهته من قبل الحكومة اليمنية». وكشف تقرير سابق لأجهزة الأمن اليمنية، عن علاقة ميليشيات الحوثي بتنظيم «القاعدة» وأخطر قادتهما. ويعتبر الإرهابي جمال البدوي، المدرج على لائحة الإرهاب الأمريكية، أحد أبرز منفذي هجمات الـ11 من سبتمبر 2001 في أمريكا، وقد أطلقت ميليشيات الحوثي سراحه ضمن سلسلة عمليات شملت 252 قياديا وعنصرا في تنظيم «القاعدة» منذ أواخر 2014. وأوضح التقرير أن الحوثيين أطلقوا سراح الإرهابيين علي قائد العنسي وجمال البدوي 2018 من سجن جهاز الأمن السياسي بصنعاء، كما سعت الميليشيات لإخفاء شخصيتهما من خلال أوراق ثبوتية بأسماء مزورة لتسهيل دخولهما محافظة مأرب لتنفيذ أعمال إجرامية خدمة لأهداف الميليشيات قبل أن يتم استهدافهما بطائرة أمريكية بدون طيار. وتستغل ميليشيات الحوثي سيطرتها على المقر الرئيسي لمصلحة الأحوال المدنية وأجهزة الرقم الوطني وقاعدة البيانات لإصدار بطاقات شخصية مزيفة لتمويه هوية الإرهابيين وتسهيل تنقلاتهم في الداخل اليمني.
مشاركة :