تحليل إخباري: انعدام مصداقية واشنطن عائق في المفاوضات مع طهران

  • 9/5/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تضاءل التفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق نووي وشيك مع إيران حيث قالت واشنطن يوم الخميس إن رد طهران الأخير في المفاوضات الخاصة بإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 "ليس بناء". رغم هذه التقلبات في المفاوضات منذ بدايتها قبل عام ونصف العام تقريبا، ظلت الشكوك تراود طهران بشأن قرارات واشنطن السياسية واستمرار التزامها وذلك في ضوء السابقة السيئة لها من قبل. أسفر الانقسام الهائل بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن حول اتفاق محتمل مع إيران وسياسة أمريكا المتشددة تجاه البلاد إلى زيادة العقبات أمام اختتام المحادثات النووية. في 8 أغسطس، قدم الاتحاد الأوروبي "نصا نهائيا" لإنقاذ الاتفاق النووي التي انسحبت منه الولايات المتحدة من جانب واحد في عام 2018. قامت الولايات المتحدة وإيران منذ ذلك الحين بتبادل التغييرات بشكل غير مباشر في النص الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي. وبعد جولة واحدة من التبادلات، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه تلقى ردودا "معقولة" على مسودة اتفاقية الاتحاد الأوروبي، من طهران وواشنطن. أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الجمعة أن إيران قدمت وجهات نظرها بشأن رد أمريكا على المسودة، قائلا "النص المقدم يتمتع بنهج بناء بهدف إكمال المفاوضات". وعلقت صحيفة ((طهران تايمز)) التي تصدر باللغة الإنجليزية، بأن كرة الاتفاق النووي عادت إلى الملعب الأمريكي. تجدر الإشارة إلى أن الانقسام السياسي والمعركة الحزبية قد اشتدت في الولايات المتحدة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في شهر نوفمبر. صعد المشرعون من الحزب الجمهوري من هجماتهم على اتفاق نووي محتمل يجري التوصل إليه مع إيران، بل وهددوا بالتخريب. وكتبت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية ((إيرنا)) أن رد فعل الولايات المتحدة على رد إيران يعزز الاقتراح القائل بأن التوصل إلى اتفاق نهائي "تأخر فقط بسبب المشكلات الداخلية لأمريكا وضعف اتخاذ القرار" في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. يرى المحللون أيضا أن سياسة واشنطن العدائية التي انتهجتها واشنطن منذ فترة طويلة تجاه إيران وسلوكها المتنمر تسببا في استمرار التوترات في العلاقات الثنائية، وهو ما يشكل سببا أعمق للمفاوضات المطولة. وقد سحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب واشنطن من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات أحادية الجانب على طهران في 2018 في إطار حملة الضغوط القصوى. ورغم أن إدارة بايدن قد أعربت مرارا عن نيتها استئناف الامتثال للاتفاق، ولكنها فشلت في "الابتعاد عن الإرث المشؤوم" لسابقتها، وفقا لما قال علي باقري كاني، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين. خلال عملية التفاوض، واصلت الولايات المتحدة مضاعفة خطاب التهديد ضد إيران وفرضت عقوبات جديدة. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في أوائل أغسطس إن إدمان الولايات المتحدة فرض العقوبات واستخدامها ضد الآخرين سمة من سمات نظام الهيمنة الأمريكي. علاوة على ذلك، فإن العائق الأكبر أمام اتفاق دائم هو "استغلال واشنطن لمبيعات الأسلحة لحلفائها في الشرق الأوسط للاحتفاظ بنفوذها في المنطقة"، كما كتب مؤخرا تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد ((كوينسي)) لفن الحكم المسؤول. وقال إنه إذا سعت الولايات المتحدة في الوقت نفسه إلى تحالف عسكري مناهض لإيران وقدمت أنظمة أسلحة أكثر تطورا لخصوم إيران الإقليميين، فإن مثل هذه التحركات ستعزز الانقسامات الإقليمية وستمد إيران بحوافز جديدة للسعي وراء رادع نووي.

مشاركة :