أرجع رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض المشرف على مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله محمد العمري، الهزات الأرضية التي تعرضت لها منطقة الباحة، وجبال الحجاز والسراة، إلى صدوع تستعيد نشاطها بين آونة وأخرى بسبب الأنشطة البشرية للإنسان، ومنها شق الطرق وحفر الأنفاق. وأكد لـ«عكاظ» أن الزلازل لا تقتل بذاتها؛ بل تتمثل مخاطرها في انهيار وتصدّع المباني. وعد الدرع العربي من أقوى وآمن الدروع؛ كونه لم يتعرض للزلازل منذ 2000 عام، خصوصاً أن سمكه يبلغ 35 كم. وأوضح أن هزات منطقة الباحة ليست متتابعة، كون التتابع يحصل في نفس اليوم أو الليلة، واعتبرها هزات آمنة وتأثيرها محدود، لافتاً إلى أن الزلزال لا يقتل بذاته، بل بما يسببه من تصدعات وانهيارات المباني. وكشف العمري أن عمر الصدوع في البحر الأحمر يعود إلى ملايين الأعوام، محملاً استعادتها لنشاطها إلى مياه السدود، كون المياه تمتد لمئات الأمتار، وتُحدث خلخلة في قشرة الأرض. وعن الصوت الذي يسمعه البعض، ويشبه صوت «دكاكة الأسفلت» قال العمري: هذه موجات ناجمة عن تساقط الصخور على بعضها؛ بحكم إحداث الهزة لفجوات، مشددا على الالتزام بكود البناء، وتطبيق المواصفات الهندسية الدقيقة، وإجراء اختبار للتربة، كون بعضها ضعيفا ولديه قابلية للتأثر بالهزات. وأوضح العمري أن الجزيرة العربية محاطة بـ5 أحزمة زلزالية، الأول يبدأ من مضيق باب المندب، ويمتد إلى شرم الشيخ، ويتفرع عنه 7 صدوع، مستعرضة (شمال شرق، وجنوب غرب) وتضعف كلما اتجهنا شمالاً، ويزيد نشاطها باتجاه فرسان بحكم البؤر البركانية. وجدد العمري تأكيده على أن الزلازل والهزات لا يتبعها براكين، بخلاف البراكين التي يتبعها بالضرورة زلازل وهزات «لايوجد عندنا زلازل بحرية تسونامي نظرا لضيق البحر الأحمر وكذلك الصدوع فيه رأسية ومستعرضة»، مشيراً إلى أن أساس الصدوع داخل البحر وأحياناً تمتد إلى اليابسة لمسافة قصيرة.< Previous PageNext Page >
مشاركة :