مع سقوط حقوق النشر عن كتاب «كفاحي» لأدولف هتلر في الاول من كانون الثاني (يناير) الجاري، يبقى الكتاب ممنوعاً في اسرائيل، إذ أن محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية محور اساسي في كل مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والتربوية. وينتهي اليوم حقوق نشر «كفاحي» الذي كتبه الزعيم النازي في سجنه في العشرينات من القرن الماضي في ولاية بافاريا الالمانية، وسيصبح الكتاب ملكية عالمية عامة، ويتوقع ان تصدر النسخة الاولى عنه منذ العام 1945 قريباً، وستكون مرفقة بالكثير من الشرح. واكدت وزارة الثقافة في اسرائيل ان أي نشر واسع النطاق للكتاب، ما زال ممنوعاً في الدولة العبرية مع انه ليس مخالفاً للقانون. ويقول ناشرون اسرائيليون انه على رغم ان نشر الكتاب لا يعد مخالفاً للقانون، لكنه لا يزال موضوعاً محرماً في الدولة العبرية، والتي تحتل المحرقة مساحة كبيرة من الوعي والتعليم فيها. ويعيش 180 الف ناج من المحرقة في اسرائيل، بحسب مؤسسة تعنى بشؤونهم. ويقول موراي جرينفيلد، مؤسس دار نشر تعنى بالكتب حول اليهودية وتاريخ اليهود، انه لن ينشر الكتاب «حتى لو دفعوا لي مالاً لأقوم بذلك». ويضيف: «زوجتي ناجية من المحرقة، ولدينا رقابة ذاتية تنبع منّا على هذا الكتاب، على رغم اننا معارضون جداً لأي رقابة». وتوجد نسخ من الكتاب في دول عدة بينها دول عربية مجاورة لاسرائيل، ويمكن العثور على الكتاب على الانترنت حتى داخل اسرائيل. ويؤكد رئيس معهد «ياد فاشيم» الدولي للدراسات حول المحرقة، دان ميخمان، أن «الكتاب متاح الكترونياً»، موضحاً: «يمكن العثور على نسخ عدة. تم طبع 12 مليون نسخة من الكتاب بالالمانية، وهو ليس كتاباً نادراً». وفي النهاية، مولت الجامعة العبرية في القدس المشروع، وتم نشر نسخة مختصرة من الكتاب الذي يبلغ عدد صفحاته الاصلية 720. وهذه النسخة موجودة في الجامعات الاسرائيلية ومعاهد الابحاث. ولا يرى الخبير في كتب المحرقة، مئير ليتفاك، سبباً لحظر الكتاب في اسرائيل. ويقول: «كتاب بروتوكولات حكماء صهيون- الذي يعد معادياً للسامية منذ اوائل القرن العشرين ويدعي توثيق خطة يهودية للهيمنة العالمية- وشكل مصدر وحي لهتلر، موجود في اسرائيل»، مضيفاً أن «الكتاب منتشر على رغم كونه اكثر الكتب المعادية للسامية شعبية في القرن العشرين».
مشاركة :