احتفلت قرية صغيرة في إسبانيا ببداية العام الجديد قبل اثنتي عشرة ساعة من احتفال باقي الإسبان والعالم الأوروبي بها. أقام سكان قرية فيلار دي كورنيا والتي تقع على بعد 150 كيلومترا غرب العاصمة مدريد في الثانية عشرة من ظهر الخميس احتفاليتهم بقدوم العام الجديد. يسكن القرية 16 شخصا يبلغ متوسط اعمارهم 75 عاما، تسير حياتهم بصورة طبيعية وفق التوقيت المتعارف عليه في إسبانيا، إلا أن سرا آخر يكمن وراء هذا السلوك الغريب، يرجع إلى متوسط عمر سكان القرية المرتفع، وخلوها من الشباب. وأوضحت عمدة القرية كارمن هيرنانديز لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي" قائلة: "في منتصف الليل لا يكون سكان قريتنا فقط متعبين، وإنما يكونون قد هجعوا إلى فراشهم وغطوا في نوم عميق عميق". وتتبع القرية التي تحيطها الجبال في مقاطعة آفيلا الإسبانية هذا الإجراء الغريب بناء على مبادرة من هيرنانديز منذ عام 2004. واجتمع سكان القرية عند الظهر في الميدان الرئيسي بها وتناول كل منهم ثمرة عنب مع كل دقة من دقات الجرس في مجلس القرية التي بلغت اثنتي عشرة دقة، وذلك اتباعا للتقاليد الإسبانية لهذا اليوم، ثم استمتعوا بحفلتهم على مائدة كبيرة وضعت عليها أنواع الحلوى والفاكهة وانطلقوا يغنون أغاني ذكرى الميلاد الإسبانية. وقالت وكالة الأنباء الإسبانية إن متوسط عمر هؤلاء السكان يزيد على 75 عاما. وتكافح قرية فيلار دي كورنيا مثل غيرها من القرى والضيعات الصغيرة في إسبانيا ضد هروب السكان من أراضيها حيث يغادرها الشباب في المقام الأول إلى المناطق الصناعية المزدحمة. كان عدد سكان هذه القرية في خمسينيات القرن الماضي يصل إلى حوالي 350 نسمة، وبلغ عددهم حاليا 42 شخصا، إلا أن عدد من يعيشون فيها بصورة دائمة 16 فقط.
مشاركة :