أعلنت المحكمة العليا في كينيا في قرار صدر بإجماع آراء أعضاء المحكمة اليوم الاثنين فوز وليام روتو بانتخابات الرئاسة التي أجريت في التاسع من أغسطس/ آب، رافضة اتهامات بالتزوير من جانب زعيم المعارضة رايلا أودينجا. وقالت مارثا كومي رئيسة المحكمة، التي ترأس هيئة تضم سبعة قضاة، في الحكم الذي أذيع تلفزيونيا “هذا قرار صادر بإجماع آراء أعضاء هيئة المحكمة… تؤيد المحكمة انتخاب المدعى عليه الأول (وليام روتو) رئيسا”. وبعد فترة قصيرة من إصدار الحكم، كتب أودينجا على تويتر يقول إنه سيحترم الحكم على الرغم من اختلافه معه، مما هدأ المخاوف من أن تشهد كينيا جولة أخرى من العنف مثل تلك التي أعقبت انتخابات متنازع على نتيجتها في عامي 2007 و2017. ولم تكن هناك مؤشرات على تنظيم احتجاجات فورية في مدينة كيسومو معقل أودينجا أو الأحياء الفقيرة في نيروبي التي تدعم تقليديا السياسي اليساري. وقال جيفري أوموندي (33 عاما) وهو مهندس كهرباء كان يدعم أودينجا “لا يوجد شيء يمكننا القيام به، لقد صدر الحكم النهائي”. ورقص أنصار روتو ابتهاجا في الشوارع ولوحوا بأعلام حزبه ذات اللونين الأصفر والأخضر. ومنذ عام 2013 شغل روتو (55 عاما) منصب نائب الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا لكنه اختلف مع كينياتا بعد الانتخابات السابقة. وشكل كينياتا تحالفا مع أودينجا منافسه لوقت طويل. وسيرأس روتو، الذي كان في السابق بائع دجاج متجولا والذي هزمت حملته الانتخابية أقوى أسرتين سياسيتين في البلاد، دولة حليفة للغرب في منطقة غير مستقرة. وتستضيف كينيا المقار الإقليمية للكثير من الشركات والمنظمات العالمية. ودخلت المحكمة العليا التاريخ في الانتخابات السابقة في عام 2017 بعد إلغائها فوز الرئيس أوهورو كينياتا على أودينجا بسبب مخالفات إجرائية. وفاز كينياتا في جولة إعادة قاطعها أودينجا. ولقى نحو 100 شخص حتفهم في اشتباكات مرتبطة بالانتخابات في ذلك العام. واندلعت هذه المرة احتجاجات لفترة وجيزة في العديد من معاقل أودينجا بعد أن أعلن رئيس مفوضية الانتخابات فوز روتو في 15 أغسطس/ آب، لكن أودينجا حث أنصاره على التحلي بالهدوء. وساد الهدوء الشوارع منذ ذلك الحين. ويقول أودينجا إن فريقا يعمل لحساب روتو اخترق نظام المفوضية وغير الصور الحقيقية لنماذج نتائج مراكز الاقتراع بأخرى مزيفة مما زاد من أصوات روتو. واتهم أيضا أودينجا وأعضاء مفوضية الانتخابات الأربعة المنشقون رئيس اللجنة وافولا تشيبوكاتي بانتهاك قانون الانتخابات من خلال القيام بفرز الأصوات من جانب واحد وإعلان النتيجة. وأظهرت الأرقام الرسمية حصول روتو على 50.49 في المئة وهو ما يكفي لتجنب خوض جولة إعادة. ورفض روتو وتشيبوكاتي كل هذه الادعاءات. ورفض فريق روتو القانوني مزاعم أودينجا ووصفها بأنها استراتيجية “صدمة ورعب” تفتقر إلى أدلة ملموسة. وفي خطاب بُث على موقع يوتيوب لاحقا، قال كينياتا إنه سيشرف على انتقال سلس إلى الإدارة الجديدة. وسيؤدي روتو اليمين الدستورية يوم 13 سبتمبر/ أيلول.
مشاركة :