في واحة تشتهر بأنها الاكثر حرارة في إفريقيا يقول المزارعون التونسيون انهم يخوضون معركة خاسرة مع الجفاف والمرض اللذين يدفعان الكثيرين الى التخلي عن زراعة بعض من أفضل أنواع التمور في العالم. كانت بساتين النخيل في واحة قبلي تشكل جزرا خضراء خصبة في منطقة قاحلة، لكن يموت الآن الكثير منها لتتناثر جذوعها الجافة غير المثمرة تحت سماء زرقاء صافية. قال مزارعون ونشطاء بيئيون ان الواحة الواقعة في جنوب تونس تشهد جفافا منذ عشر سنوات، وزاد ارتفاع التكاليف وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر من صعوبة ريّ النخيل. وقال المزارع محمد بوعزيز: «نعاني من الجفاف.. المطر لم نره منذ سنة 2011.. الماء ساخن يغلي.. إذا التيار الكهربائي مقطوع الفلاح لا يستطيع ان يستعمل الماء للريّ، والسواقي محطمة.. كل شيء جاء في نفس الوقت». وقبلي واحدة من سلسلة من الواحات الواقعة على حافة الصحراء الكبرى، ويزرع فيها العديد من أنواع التمور التي تصدرها تونس الى عشرات البلدان، معظمها في أوروبا. اعتاد المزارعون منذ فترة طويلة الحرارة الشديدة. وسجلت أعلى درجة حرارة على الاطلاق في إفريقيا بما يتجاوز 55 درجة في ثلاثينيات القرن الماضي. لكنهم يقولون ان آثار تغير المناخ مثل قلة هطول الامطار مع تفشي مرض عنكبوت الغبار بسبب الطقس الجاف تجعل الحياة أكثر صعوبة.
مشاركة :