تمر سوق الهواتف الذكية كل عام بعديد من النكسات خاصة مع تشابه عديد من الهواتف في المزايا، وعدم ظهور مزايا تنافسية جديدة تحث العملاء على تبديل هواتفهم للاستفادة منها، حيث باتت الهواتف الذكية تتشابه بشكل كبير من حيث مزايا الشاشات والبطارية وتوافر الجيل الخامس ومزايا الكاميرا، الأمر الذي يدفع المستخدمين إلى الاحتفاظ بهواتفهم لمدة أطول من السابق قد تصل إلى أكثر من عامين قبل شرائهم هاتفا جديدا. وتشير توقعات مؤسسة البيانات الدولية IDC حول سوق الهواتف المحمولة، إلى أن شحنات الهواتف الذكية ستنخفض 6.5 في المائة لتصل إلى 1.27 مليار وحدة في 2022، ويعزى الانخفاض إلى التضخم القياسي والتوترات الجيوسياسية وغيرها من تحديات الاقتصاد الكلي التي قللت بشكل كبير من طلب المستهلكين، ونتيجة لذلك، تمثل أحدث أرقام التوقعات انخفاضا بمقدار ثلاث نقاط مئوية عن التوقعات السابقة، ومع ذلك، تتوقع IDC أن تكون الانتكاسة قصيرة الأجل وأن تنتعش السوق في 2023 بنمو 5.2 في المائة على أساس سنوي، وعلى المدى الطويل بمعدل نمو سنوي مركب لمدة خمسة أعوام يبلغ 1.4 في المائة. وبحسب IDC، فقد خفت قيود العرض التي سحبت السوق منذ العام الماضي وتحولت الصناعة إلى سوق مقيدة بالطلب، فالمخزون المرتفع في القنوات والطلب المنخفض مع عدم وجود علامات على التعافي الفوري يثير ذعر مصنعي المعدات الأصلية ويخفضون طلباتهم بشكل كبير لـ2022، وأدت أحداث الـ12 شهرا الماضية إلى خفض 150 مليون وحدة من السوق لـ2022 مقارنة بالتوقعات، وعلى الرغم من انخفاض الوحدات، فقد نما متوسط أسعار البيع 10 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني ومن المتوقع أن ينمو 6.3 في المائة للعام كاملا، وقد أثبت قطاع الهواتف الذكية العليا التي تبلغ أسعارها 800 دولار، مرونته في مواجهة الاضطرابات الاقتصادية ونما أربع نقاط مئوية في حصتها إلى 16 في المائة من إجمالي سوق الهواتف الذكية وستستمر في النمو، ويشمل ذلك الأجهزة القابلة للطي، وهي الشريحة الأسرع نموا اليوم والمتوقع أن تزيد 70 في المائة على أساس سنوي في 2022 لتصل إلى 13.5 مليون وحدة يتم شحنها. ومن وجهة نظر إقليمية، ضربت الأزمة الاقتصادية الأسواق الناشئة، حيث تأتي أغلبية حجم الشحنات من الأجهزة من الفئتين المتوسطة والقياسية التي تقل أسعارها عن 400 دولار، ومن المتوقع أن تنخفض أوروبا الوسطى والشرقية 17.4 في المائة في 2022 وآسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان والصين، التي كان من المتوقع سابقا أن تنمو 3 في المائة، ومن المتوقع الآن أن تنخفض 4.5 في المائة، ومع ذلك، يأتي أكبر انخفاض في الحجم من الصين، التي من المتوقع الآن أن تنخفض 12.5 في المائة أو ما يقرب من 41 مليون وحدة، ما يسهم تقريبا في نصف الانخفاض الإجمالي هذا العام، وفي المقابل، من المتوقع أن تحقق الأسواق المتقدمة مثل أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية أداء أفضل بكثير. ومن المتوقع أن تنمو الشحنات العالمية من أجهزة الجيل الخامس 5G بنسبة 23.6 في المائة على أساس سنوي في 2022، وتمثل أكثر من نصف أي ما نسبته 54 في المائة من جميع الشحنات مع 688 مليون جهاز وبمعدل سعر شراء متوسطة 616 دولارا. على المدى الطويل، من المتوقع أن تصل أجهزة الجيل الخامس إلى حصة حجمية تبلغ 79 في المائة في 2026 مع سعر شراء قدره 444 دولارا. في المقابل، ستصل أسعار هواتف الجيل الرابع إلى 176 دولارا في 2022، لينخفض إلى 106 دولارات في 2026، ونتيجة لذلك، سينخفض إجمالي سعر الهاتف الذكي من 413 دولارا في 2022 إلى 373 دولارا في 2026. وأشارت IDC إلى أن مرونة الطبقة العليا في السوق كانت دليلا على نجاح نظام iOS، الذي لم يشهد انخفاضا في الشحن لمدة عام كامل منذ 2019، وعلى الرغم من الانخفاض العام في السوق، ستظل شحنات iOS إيجابية في 2022 بنمو 0.5 في المائة، إضافة إلى ذلك، سيعرض نظام التشغيل نموا طفيفا طوال فترة التوقعات مع وصول الأسعار إلى أكثر من 950 دولارا، أما بالنسبة إلى نظام التشغيل الأكثر شيوعا في العالم وهو نظام أندرويد فسيحقق انخفاضا يقارب 8 في المائة بنهاية العام الجاري، لكنه سينتعش جيدا في 2023 بنمو يبلغ 6.2 في المائة، لكن لسوء الحظ، لم يكن أداء سوق الهواتف القياسية أداء جيدا في 2022، حيث انخفضت شحنات الأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد التي تقل قيمتها عن 200 دولار 22.4 في المائة في الربع الأول و16.5 في المائة في الربع الثاني، لكن في المقابل، سجلت الأجهزة التي يزيد سعرها على ألف دولار نموا 35.2 في المائة، بفضل الهواتف العليا التي تم الكشف عنها خلال العام الجاري إلى جانب النجاح الكبير الذي حققته الأجهزة القابلة للطي في السوق.
مشاركة :