وكانت حركة طالبان الباكستانية أعلنت في حزيران/يونيو وقفا لاطلاق النار "حتى إشعار آخر" لتسهيل مفاوضات سلام مع اسلام اباد بوساطة من طالبان الافغانية. وتجري منذ ذلك الحين مواجهات متكررة بين الطرفين اللذين يؤكدان رغم ذلك أن الهدنة صامدة. أعلن الجيش الباكستاني انه دهم مخبأ لحركة طالبان الباكستانية في منطقة بويا في إقليم شمال وزيرستان مساء الاثنين. وقال بيان صادر عن جهاز إعلام الجيش "حدث تبادل مكثف لاطلاق النار بين قواتنا والارهابيين". وأضاف المصدر نفسه مقتل أربعة من أعضاء حركة طالبان الباكستانية وخمسة جنود بينهم ضابط. الثلاثاء أكد قيادي من حركة طالبان الباكستانية الحادث واتهم الحكومة الباكستانية بسوء النية مشيرا الى ان الجيش شن في الآونة الأخيرة عدة هجمات. وقال لوكالة فرانس برس إن "الحكومة لم تف بتعهداتها بشأن وقف اطلاق النار". اتهم مسؤول حكومي شارك في المفاوضات مع حركة طالبان الباكستانية الحركة بالقيام "بعمليات اغتيال محددة الهدف" و"زيادة تحركاتها" في بعض مناطق البلاد. حركة طالبان الباكستانية هي جماعة منفصلة عن حركة طالبان الأفغانية لكنها تتبع نفس العقيدة ولهما تاريخ طويل مشترك. تأخذ باكستان على عناصر طالبان الافغانية السماح لطالبان الباكستانية بالتخطيط لهجمات من الاراضي الافغانية وهو ما تنفيه كابول على الدوام. بدأت مفاوضات سلام في أيار/مايو في كابول بين هذه الحركة وممثلين باكستانيين بوساطة من "الإمارة الاسلامية في افغانستان". منذ تشكلها في 2007 وحتى 2014، نفذت حركة طالبان الباكستانية هجمات عديدة في باكستان. أضعفت بعد ذلك بسبب عمليات الجيش الكثيفة، ثم عادت بقوة منذ أكثر من سنة مدفوعة بعودة طالبان الى السلطة في افغانستان في آب/اغسطس 2021. هذا الأمر أرغم اسلام اباد على فتح مفاوضات ترافقت مع وقف اطلاق نار في نهاية السنة الماضية للمرة الاولى منذ 2014 بوساطة من طالبان افغانستان. فشلت هذه المحادثات في نهاية المطاف، وتوقفت الهدنة بعد شهر. تؤوي المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان منذ فترة طويلة العديد من المجموعات المسلحة. لكنها تشكل مصدر توتر متزايدًا منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول.
مشاركة :