سرعة الاستجابة والجهوزية التامة، مبدآن تضعهما الإدارة العامة للنقل والإنقاذ في شرطة دبي، على سلم أولوياتها، للمساهمة في إنقاذ حياة الناس ضمن واجبها الإنساني الكبير، فكل لحظة وثانية قد تساهم في إنقاذ حياة شخص وكل دقيقة لها قيمتها الغالية. يدرك فريق الإنقاذ في شرطة دبي، الذي يشرف على شاطئ الجميرا مقصد السياح والباحثين عن ممارسة رياضة السباحة، أن الزمن قد يتوقف عند أي شخص حال تعرضه إلى حادث مائي وخاصة الغرق، لذلك وضعت الاستراتيجيات والخطط من أجل التدخل السريع، ووفرت الدوريات، والدراجات البرمائية، ونظيرتها الدراجات المائية في المنطقة، للمساهمة في سرعة الإنقاذ ناهيك عن نشرات التوعية التي تقدمها. قصة مدير المدرسة الرائد علي عبد الله القصيب النقبي، رئيس قسم الإنقاذ البحري في الإدارة العامة للنقل والإنقاذ، يكشف لنا أهمية الاستجابة السريعة في إنقاذ حياة الناس، وذلك في تفاصيل قصة إنقاذ حياة مدير مدرسة خاصة في إمارة دبي، في العقد الخامس من عمره، اعتقد أصدقاؤه وأقاربه أنه توفي فعلاً لكن التدخل السريع لأفراد الشرطة والعناية الإلهية ساهمتا في إنقاذه. يقول الرائد النقبي: كان مدير المدرسة وبرفقة أصدقائه وعدد من أفراد عائلته يستجمون على شاطئ الجميرا، وكان يسبح مبتعداً عن الشاطئ، وإذ به يفقد السيطرة ويصاب بالإرهاق فيستنجد بالناس لكنه كان بعيداً عنهم ولم يستطع أحد تقديم المساعدة له. وأضاف: تلقت شرطة دبي بلاغاً عن الحادث وتحرك أفراد الشرطة القريبين من المكان بسرعة شديدة واستطاعوا بفضل الله، إخراج مدير المدرسة من الماء في دقائق معدودة، لكن كان تنفسه قد توقف في البداية ثم ظهرت علامات لتوقف نبضه ما يعني توقف مظاهر الحياة. وتابع: أصاب الحزن الشديد والبكاء أقارب وأصدقاء المدير بعد مشاهدته بلا حراك على الشاطئ فقد اعتقدوا أنهم خسروه، لكن أفراد فريق الإنقاذ لم ييسأسوا واستخدموا تقنية حديثة عبارة عن جهاز صاعق كهربائي صغير الحجم زودت به شرطة دبي دورياتها المائية مؤخراً، وقامت بصعق المدير لإعادة النبض له. عودة النبض وأشار الرائد النقبي إلى أن فريق الإنقاذ كرر عمليات الصعق مرة تلو الأخرى إلى أن عاد النبض إلى مدير المدرسة، وبدأ يتنفس فبدأت مظاهر الارتياح تعم المكان إثر تنفسه، ولولا التدخل السريع والعناية الإلهية لكان المدير قد فارق الحياة، منوهاً إلى أن الشرطة نقلت المدير على وجه السرعة إلى مستشفى راشد حيث تم تقديم العلاج الكامل والفحوص الطبية اللازمة له. وأكد النقبي أن عملية الصعق الكهربائي تحتاج إلى جهاز كبير الحجم وعادة متوفر في سيارات الإسعاف والمستشفيات فقط، لكن شرطة دبي حرصت على توفيره كجهاز صغير يعادل الحقيبة الصغيرة ضمن دورياتها ويحتوي على إرشادات سهلة لاستخدامه، وهذا الجهاز ساعد في إنقاذ مدير المدرسة. وبين أن الفرح والسعادة ظهرت على عائلة مدير المدرسة وأصدقائه بعد سماعهم نبأ أنه لا زال على قيد الحياة، فيما قدم المدير الشكر إلى شرطة دبي بعد خروجه من المستشفى سالماً، مثنياً على دورهم الكبير في إنقاذ حياته. إعادة البسمة شدد الرائد النقبي أن أفراد الإنقاذ البحري في شرطة دبي يسعدهم إعادة البسمة إلى الناس لأن ذلك من ضمن واجبهم الإنساني الكبير وضمن هدف شرطة دبي في إسعاد الناس، مبيناً أن شرطة دبي تضع معدل 6 دقائق للاستجابة للبلاغات وإنقاذ حياة الغرقى، لأن الغريق خلال 6 دقائق لا يكون قد توفي وأن خلايا دماغه ستكون سلمية، وبالتالي فإن التحرك السريع وسرعة تقديم البلاغ قد يساهمان في إنقاذ حياة أي إنسان. دعوة للحذر ودعا الرائد النقبي مرتادي البحر إلى أخذ الحيطة والحذر اللازمين أثناء السباحة خوفاً من تعرض حياتهم للخطر نتيجة التيارات البحرية أو ارتفاع الأمواج، مؤكداً على أهمية التزام الجمهور بالتعليمات والاشتراطات التي تضعها البلدية، وشرطة دبي على حد سواء، والاستجابة لإشارة رفع العلم الأحمر الذي يعني ضرورة التوقف عن السباحة لما لذلك من خطر عليهم، مبيناً استعداد شرطة دبي للتعامل مع الحالات الطارئة على الشواطئ على مدار 24 ساعة.
مشاركة :