تكريم عراب المسرح السعودي يصنع الأسئلة!

  • 9/6/2022
  • 21:42
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

للتكريم أثره على نفس المكرم ومحبيه، والنفس مجبولة على حب الثناء، يقول الشاعر العربي:يهوى الثناء مبرز ومقصرحب الثناء طبيعة الإنسانويتجاوز أثر التكريم ما سبق حين يكون باسم الوطن والثقافة، وهذا ما لمسته وشعرت به حين كرم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الكاتب المسرحي السعودي فهد بن ردة الحارثي في دورته التاسعة والعشرين «تقديرا لتاريخه الإبداعي ومسيرته الفنية المشرفة في مجال المسرح».فهد الحارثي نال تكريمات عديدة منفردا، ونال أضعافها مع فرقة مسرح الطائف، فهو القلم المسرحي السعودي الأول الذي لا يمج حبره إلا إبداعا يستحق الإعجاب والإشادة والتصفيق قبل أن ينغمس المؤدون في دهشات انحناءاته المترفة على خشبة المسرح، وهو القلم الذي استحق أن يطلق عليه محبوه (عراب المسرح السعودي) حتى بات اللقب قرينا أصيلا لفهد لا يمكن أن يدل على غيره، أثبته الكويتيون في كتاب «العراب» الذي أعده المخرج سامي بن صالح الزهراني، وأصدره المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت احتفاء بتكريم فهد في فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الكويت الدولي للمونودراما عام 2019م.ربما أكون من المختلفين مع العراب في جزئيات صغيرة جدا ومحددة، لكن إبداع فهد لا اختلاف عليه مطلقا، فهو قلم مسرحي فاخر، لا تنقطع دهشات نصوصه من رنة العنوان حتى تكة التقاء الستارتين، وهو القلم الفاخر الذي أعتبره أكسجين الإبداع لمسرح الطائف من فترة طويلة، فقد جمع القدر الثنائي فهد بالمخرج القدير أحمد الأحمري، فصنعوا معجزة مسرحية اسمها فرقة مسرح الطائف، قدمت المسرح السعودي على المستوى المحلي والعربي في حلة قشيبة، رغم عوائق المرحلة السابقة، وشح الدعم، بل وتجاوزوا التقديم إلى التأثير، فحسب متابعتي «البسيطة» فإن الفعل المسرحي المكثف في الطائف شكّل مدرسة مسرحية أثرت في تجارب بعض الفرق المسرحية على مستوى الوطن على الأقل.فهد الحارثي أيقونة مسرحية سعودية، تجاوز المحلية وبات من الأسماء المهمة في سماء المسرح العربي، أديب سعودي صنع تاريخه المضيء باقتدار، سعدنا في النادي الأدبي الثقافي بالطائف بالإفادة من خبراته في دورات الكتابة المسرحية، وسعدنا بطباعة عدد من إبداعاته آخرها الأعمال الكاملة، ولا منة في ذلك، فالمبدع الحقيقي يستحق التقدير والاهتمام في وطنه، وهذا أقل ما يستحقه، ومن القسوة ألا يجد التقدير من مؤسسات وطنه، ومن الغريب أن يهيمن الصمت على مؤسسات الثقافة السعودية الكبرى، وكأن الحدث في أعرق مؤسسات المسرح العربي، الذي يُستدعى «المسرح السعودي» في سياقه هامشي لا وزن له.الصمت عن تقدير المبدعين يؤلمهم ويؤلمنا جميعا، وهنا لا أتحدث عن الأوسمة والدروع واللقاءات الكرنفالية التقديرية، فسقف الطموحات بات أقصر من ذلك من بكثير، أتساءل فقط عن تأخر تهنئة هيئة الأدب والنشر والترجمة باعتباره أديبا سعوديا، تزامن تكريمه في القاهرة مع انعقاد ملتقى الأدباء بمدينته، ولم تجف آذاننا من ندى الأحاديث عن تقدير الأديب السعودي ودعمه، أو من هيئة المسرح باعتباره كاتبا مسرحيا أثرى الحركة المسرحية داخليا وخارجيا، أو من جمعية الثقافة والفنون باعتباره زميلا عتيقا، فما سبب الصمت المخيم على المؤسسات الثقافية الكبرى عن تهنئة فهد؟ وكل محبيه يتساءلون: ما سببه منذ تكريمه في الكويت؟ربما، أقول (ربما) ستفاجئنا مؤسساتنا الثقافية باحتفاء يليق بفهد وإبداعه، وإنا لمنتظرون، وإلى أن يكون ذلك فإني أسعد بتكرار التهنئة لعراب المسرح السعودي، وفرقة مسرح الطائف، وجمعية الثقافة والفنون بالطائف، وللطائف مدينة المسرح الأولى، وأبارك لمسرحنا الوطني، وللوطن العظيم قيادة وشعبا، وأهنئ محبي فهد ردة وتلاميذه المسرحيين، وأحيي في العراب الروح الأبية، والحضور المضيء بفكره وقلمه ومسرحه وشخصه، ومن مجد إلى أعلى له ولمسرحنا ولثقافتنا في الوطن الماجد.ahmad_helali@

مشاركة :