قال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، اللواء جمال الجلاف، إن المحتالين يتلاعبون نفسياً بضحاياهم ويلعبون على وتر الحاجة، وأحياناً الطمع، لافتاً إلى أن هناك ضحايا يتجنبون إبلاغ الشرطة لإدراكهم أنهم مسؤولون بدرجة ما عن تعرضهم للاحتيال، لكن هذا تصرف خاطئ إضافي، لأن الإبلاغ كفيل بالتصدي للمجرمين ومنعهم من الاحتيال على أشخاص آخرين. وكشف عن ضبط ثلاثة محتالين إلكترونيين استهدفوا الراغبين في الحصول على شهادة اختبارات اللغة الإنجليزي «آيلتس» التي تطلبها جهات عمل عدة، ونفذوا جرائمهم بدهاء وذكاء لدرجة حجز الامتحانات للضحايا وتحديد مواعيد الاختبارات لهم، بل وتشجيعهم على خوض الامتحانات، مع وعد مسبق بأنهم سينجحون لا محالة بغض النظر عن إجاباتهم، ثم يبيعون لهم شهادات وهمية يفرح بها الضحايا بعض الوقت إلى أن يكتشفوا أنهم راسبون وخسروا الأموال والنقود بسبب طمع في شهادة من دون مجهود. وتفصيلاً، قال اللواء جمال الجلاف لـ«الإمارات اليوم» إن هذه الواقعة تعكس جنوح البعض للحصول على مكاسب سهلة وغير مستحقة تجعلهم يخجلون من اللجوء إلى الشرطة، على الرغم من حرص شرطة دبي على تشجيع الجميع على التواصل معها وتخصيص منصة ذكية لمكافحة الجرائم الإلكترونية «إي كرايم» لرصد مثل هذه الممارسات دون انتقاد الضحية أو توجيه اللوم إليه بأي شكل من الأشكال، لأن ما يهمها في المقام الأول التصدي للجريمة وتوفير بيئة آمنة لجميع أفراد المجتمع. وأوضح أن المحتالين الثلاثة يقيمون في الدولة بشكل شرعي ويعملون في وظائف مختلفة، وسوّل لهم شيطانهم ممارسة نشاط إضافي غير شرعي بالاحتيال على الراغبين في الحصول على شهادة «آيلتس»، فنشروا إعلانات على شبكات التواصل الاجتماعي تؤكد إمكانية الحصول على الشهادة بشكل مضمون بغض النظر عن مستوى المتقدم مقابل 10 آلاف درهم، على أن يحوّل الراغب مبلغ 5000 درهم قبل التقدم للامتحان وبقية المبلغ بعد الحصول على الشهادة. وأضاف أنهم مارسوا حيلهم بطريقة ذكية، إذ كانوا يحجزون بالفعل موعداً للضحايا حتى يؤدوا الامتحان بشكل طبيعي، ويتوجه الشخص ويخوض التجربة دون أن يبالي بمستوى إجاباته، لأنه على قناعة تامة بأن النجاح مضمون وسيحصل عل الدرجة التي حددها مسبقاً مع المحتالين. وبعد يومين من خوض الامتحان بشكل طبيعي يتلقّى رسالة نصية من الجهة التي يفترض أنه أجرى الامتحان من خلالها، تهنئه بنجاحه وتطلب منه تحويل بقية المبلغ للحصول على الشهادة، فيسارع بدفع المطلوب للحصول على الشهادة، لكن يتلقّى صدمة لاحقاً حين يكتشف أن الرسالة وردت إليه من المحتالين، وأنه راسب في الاختبار. وأشار الجلاف إلى أن الإشكالية التي واجهت رجال إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية تتمثل في أن الضحايا بهذه الجريمة تجنبوا إبلاغ الشرطة، بل أنكروا تعرضهم لها تفادياً للإحراج وخوفاً من أن يكونوا متورطين بشكل ما في عمل غير شرعي. وتابع أن شخصاً واحداً قرر اتخاذ المبادرة وإبلاغ الشرطة، بعد أن خسر ماله وشهادة الـ«آيلتس» ووظيفة كان يتقدم إليها، فتم تشكيل فريق من الخبراء المتخصصين في جرائم الاحتيال الإلكتروني وإعداد كمين للمتهمين، وتبين أنهم ثلاثة أشخاص أحدهم الرأس المدبر وآخر يتولى استدراج الضحايا فيما تولى الثالث مهمة استلام النقود من الضحايا دون أن يعلم أنها حصيلة عمليات احتيال، لكنه مشارك إجرامي في نهاية الأمر. وأكد الجلاف ضرورة عدم التردد في إبلاغ شرطة دبي عند التعرض لأي جريمة إلكترونية سواء كانت احتيالاً أو ابتزازاً أو حتى عند رصد أي نشاط مشبوه عبر منصة «إي كرايم»، لأن معلومة واحدة كفيلة بالتصدي لجرائم محتملة وتابع أن منصة «إي كرايم» لا تركّز على إمارة دبي وحدها، لكنها تنقل المعلومات التي تصلها إلى الشركاء في الأجهزة الأمنية بمختلف إمارات الدولة. زيادة مساحة الثقة المتبادلة أكد مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، اللواء جمال الجلاف، أن منصة «إي كرايم» حققت نقلة رائعة في رصد ومتابعة هذه الجرائم، إذ بلغ عدد الأشخاص الذي تواصلوا معها خلال العام الماضي 25 ألفاً و841 شخصاً، قدموا ملاحظات وشكاوى وبلاغات واستفسارات قيمة، وأسهموا في إحباط جرائم كبرى مثل ضبط محتال وهاكر عالمي هاشبوبي وعصابته، وكذلك ضبط عصابتي الثعالب، فضلاً عن المساهمة بشكل أساسي في ضبط مجرمين خطرين تورطوا في جرائم ابتزاز واستهداف أطفال. وأشار إلى أن هذا الإقبال اللافت على المنصة يعكس تزايد الوعي لدى أفراد المجتمع بطبيعة الجرائم الإلكترونية، وزيادة مساحة الثقة المتبادلة بين الجمهور وشرطة دبي، لافتاً إلى استقبال الاتصالات على مدار الساعة والتعامل بتقدير واهتمام بالغين مع المتصلين في ظل ما يقدمون من خدمة جليلة لحماية أمن المجتمع. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :